:: سلسلة تحذير الداعية من القصص الواهية :: هام جدا
+2
فتاة طموحة
Gladiator
6 مشترك
صفحة 1 من اصل 2
صفحة 1 من اصل 2 • 1, 2
:: سلسلة تحذير الداعية من القصص الواهية :: هام جدا
سلسلة تحذير الداعية من القصص الواهية
نتعرض بإذن الله ومنه لقصة جديدة و اهية و منتشرة نتكلم عنها وضعفها
ومن الله العون والسداد
القصة الأولى
قصة عروس النيل وبطاقة عمر رضى الله عنه
اعداد الشيخ على حشيش
الحلقة التاسع والتسعون
نواصل في هذا التحذير تقديم البحوث العلمية
الحديثية للقارئ الكريم حتى يقف على حقيقة هذه القصة التي اشتهرت على
ألسنة الخطباء والوعاظ والقصاص، وإلى القارئ الكريم بيان حقيقة هذه القصة
أولاً المتن
«لما فتح عمرو بن العاص مصر أتى أهلها إلى عمرو بن العاص حين دخل بؤونة من
أشهر العجم، فقالوا له أيها الأمير، إن لنيلنا هذا سُنَّة لا يجري إلا
بها، فقال لهم وما ذاك؟ قالوا إنه إذا كان لثنتي عشرة ليلة تخلو من هذا
الشهر عمدنا إلى جارية بكر بين أبويها فأرضينا أبويها وجعلنا عليها من
الحُليّ والثياب أفضل ما يكون، ثم ألقيناها في هذا النيل، فيجري
فقال لهم عمرو إن هذا لا يكون في الإسلام، وإن الإسلام يهدم ما قبله،
فأقاموا بؤونة وَأَبِيْبَ ومِسْرَى لا يجري قليلاً ولا كثيرًا حتى هموا
بالجلاء، فلما رأى ذلك عمرو، كتب إلى عمر بن الخطاب بذلك، فكتب إليه عمر
قد أصبتَ، إن الإسلام يهدم ما قبله، وقد بعثت إليك ببطاقة فألقها في داخل
النيل إذا أتاك كتابي
فلما قدم الكتاب على عمرو، وفتح البطاقة، فإذا فيها «من عبد الله عمر أمير
المؤمنين، إلى نيل أهل مصر، أما بعد فإن كنت تجري من قبلك فلا تجر، وإن
كان الله الواحد القهار الذي يجريك فنسأل الله الواحد القهار أن يجريك»
فعرّفهم عمرو بكتاب أمير المؤمنين والبطاقة، ثم ألقاها فألقى عمرو البطاقة
في النيل قبل يوم الصليب بيوم، وقد تهيأ أهل مصر للجلاء والخروج منها لأنه
لا يقوم بمصلحتهم فيها إلا النيل، فأصبحوا يوم الصليب وقد أجراه الله ستة
عشر ذراعًا في ليلة، وقطع الله تلك السُّنَّةَ السوء عن أهل مصر»
ثانيًا التخريج
الخبر الذي جاءت به هذه القصة أخرجه ابن عبد الحكم، وهو عبد الرحمن بن عبد
الله بن عبد الحكم بن أعين بن الليث بن رافع هـ هـ في كتابه «فتوح مصر
وأخبارها» ص حيث قال حدثنا عثمان بن صالح عن ابن لهيعة عن قيس بن الحجاج
عن من حدثه قال «لما فتح عمرو بن العاص مصر أتى أهلها إليه » القصة
وأخرج هذه القصة أيضًا ابن قدامة وهو عبدالله بن أحمد بن محمد بن قدامة هـ
هـ في كتابه «الرقة والبكاء» ص الخبر قال أخبرنا محمد بن عبد الباقي،
أنبأنا أبو بكر أحمد بن زكريا الطرثيثي سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة،
أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن الحسن الطبري حدثنا محمد بن أبي بكر، حدثنا
محمد بن مخلد، حدثنا محمد بن إسحاق، حدثنا عبد الله بن صالح، حدثني ابن
لهيعة عن قيس بن الحجاج عن من حدثه قال
ثالثًا التحقيق
القصة واهية، وفيها علتان
الأولى عبد الله بن لهيعة
وهو عبد الله بن لهيعة بن عقبة بن فرعان بن ربيعة بن ثوبان الحضرمي أبو عبدالرحمن المصري
قال الإمام ابن حبان في «المجروحين»
أ «قد سبرت أخبار ابن لهيعة من رواية المتقدمين والمتأخرين عنه فرأيت
التخليط في رواية المتأخرين عنه موجودًا، وما لا أصل له من رواية
المتقدمين كثيرًا، فرجعت إلى الاعتبار فرأيته كان يدلس عن أقوام ضعفى عن
أقوام رآهم ابن لهيعة ثقات فالتزقت تلك الموضوعات به»
ب ثم قال «وأما رواية المتأخرين عنه بعد احتراق كتبه ففيها مناكير كثيرة،
وذاك أنه كان لا يبالي ما دفع إليه قراءة سواء كان من حديثه أو غير حديثه
فوجب التنكب عن رواية المتقدمين عنه قبل احتراق كتبه لما فيه من الأخبار
المدلّسة عن الضعفاء والمتروكين، ووجب ترك الاحتجاج برواية المتأخرين عنه
بعد احتراق كتبه لما فيه مما ليس من حديثه»
لذلك أورده الحافظ ابن حجر في «طبقات المدلسين» المرتبة الخامسة رقم حيث
قال «عبد الله بن لهيعة الحضرمي اختلط في آخر عمره، وكثرت عنه المناكير في
روايته»
قلت وأقر قول الإمام ابن حبان «إنه كان يدلس عن الضعفاء»
والمرتبة الخامسة هي التي قال فيها الحافظ ابن حجر في «المقدمة» «من ضعف بأمر آخر سوى التدليس فحديثهم مردود ولو صرحوا بالسماع»
قلت
قول الإمام ابن حبان «أنه كان يدلس على الضعفاء» له أصل عملي نقله الحافظ
ابن حجر في «التهذيب» عن الإمام أحمد بن حنبل قال «كتب يعني ابن لهيعة عن
المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب وكان بعد يحدث بها عن عمرو بن شعيب»
قلت يتبين أن ابن لهيعة أسقط المثنى بن الصباح الذي كتب عنه وحدث بها عن
عمرو بن شعيب، وبهذا ثبت أن ابن لهيعة كان يدلس عن الضعفاء والمتروكين،
وذلك لأن المثنى بن الصباح متروك
فقد قال الإمام النسائي في كتابه «الضعفاء والمتروكين» ترجمة «المثنى بن الصباح متروك»
قلت وهذا المصطلح عند النسائي له معناه، فقد قال الحافظ ابن حجر في «شرح
النخبة» ص «ولهذا كان مذهب النسائي أن لا يترك حديث الرجل حتى يجتمع
الجميع على تركه» وبهذا تسقط القصة بتدليس ابن لهيعة وعنعنته وعدم التصريح
بالسماع
أما عن القول بأن ابن لهيعة ضعف بأمر آخر سوى التدليس فإثبات ذلك يتبين من
أ قال أمير المؤمنين في الحديث الإمام البخاري في كتابه «الضعفاء الصغير»
ترجمة «عبد الله بن لهيعة ويقال ابن عقبة أبو عبد الرحمن الحضرمي ويقال
الغافقي، قاضي مصر حدثنا محمد، حدثنا الحميدي عن يحيى بن سعيد أنه كان لا
يراه شيئًا»
قلت ونقل هذا الحافظ ابن حجر في «التهذيب» ، ثم نقل عن الأئمة
وقال ابن المديني عن ابن مهدي «لا أحمل عن ابن لهيعة قليلاً ولا كثيرًا»
وقال عبد الكريم بن عبد الرحمن النسائي عن أبيه «ليس بثقة»
وقال ابن معين كان ضعيفًا لا يحتج بحديثه، كان من يشاء يقول له حديثًا
وقال ابن خرش «أحرقت كتبه فكان من جاء بشيء قرأه عليه حتى لو وضع أحد حديثًا وجاء به إليه قرأه عليه»
وقال الخطيب «فمن ثم كثرت المناكير في روايته لتساهله»
وقال الجوزجاني «لا يوقف على حديثه ولا ينبغي أن يحتج به، ولا يغتر بروايته»
وقال الإمام ابن عدي في «الكامل» «إن ابن لهيعة له أحاديث منكرات يطول ذكرها إذا ذكرناها» اهـ
ملحوظة هامة
البعض قد يغفل عن قول الإمام ابن حبان في أن ابن لهيعة من المدلسين ورمي
بالتدليس عن الضعفاء والمتروكين، ونقله الحافظ في «طبقات المدلسين» كما
بينا آنفًا، ونقله في «التهذيب» ، ويغفل أيضًا عن تجريح هؤلاء الأئمة
الأعلام الذي أوردناه آنفًا
ويتعلق بما نقله الحافظ ابن حجر في «التهذيب» عن عبد الغني بن سعيد الأزدي
قال «إذا روى العبادلة عن ابن لهيعة فهو صحيح ابن المبارك، وابن وهب
والمقري ، وذكر الساجي وغيره مثله
وقلت وحتى هذا القول لا ينطبق على هذا الخبر الذي جاءت به هذه القصة الواهية المنكرة
أ فالعبادلة المذكورون في هذا القول هم عبد الله بن المبارك، وعبد الله بن
وهب، وعبدالله بن يزيد المُقري، كما هو مبين في «تهذيب الكمال» في الذين
رووا عن ابن لهيعة
ب وبالرجوع إلى طرق القصة من التخريج الذي أوردناه آنفًا نجد في الطريق
الذي أخرجه ابن عبد الحكم أن الذي روى عن ابن لهيعة هو عثمان بن صالح
ونجد في الطريق الذي أخرجه ابن قدامة أن الذي روى عن ابن لهيعة هو عبد الله بن صالح المصري
بهذا يتبين خلو الطريقين من العبادلة الثلاثة ابن المبارك، وابن وهب،
والمقري، فالقصة بتطبيق هذا القول واهية أيضًا كما في «الضعفاء
والمتروكين» للدارقطني ترجمة ، حيث إن ابن لهيعة متروك إلا من رواية هؤلاء
الثلاثة عنه
العلة الأخرى
من التخريج نجد أن خبر القصة أخرجه ابن عبد الحكم في «فتوح مصر»، وابن
قدامة في «الرقة» من طريق ابن لهيعة عن قيس بن الحجاج عن من حدثه قال «لما
فتح عمرو بن العاص مصر » القصة
نجد أن هذا الخبر فيه راوٍ مبهم لم يروه عن هذا المبهم المجهول إلا قيس بن الحجاج تفرد به ابن لهيعة
والحديث المبهم هو الحديث الذي فيه راوٍ لم يُصَرَّح باسمه قال البيقوني في منظومته «ومبهم ما فيه راوٍ لم يسم» اهـ
قال الحافظ في «شرح النخبة» «ولا يقبل حديث المُبهم ما لم يُسم لأن شرط
قبول الخبر عدالة راويه ومن أبهم اسمه لا تعرف عينه فكيف تعرف عدالته؟»
اهـ
قلت وهذه العلة تجعل هذا الخبر مردودًا وتزيد القصة وهنًا على وهن خاصة
وأن قيس بن الحجاج من الطبقة السادسة كما في «التقريب» حيث قال الحافظ ابن
حجر «قيس بن الحجاج الكلاعي المصري من السادسة»
وبيَّن الحافظ في المقدمة أن الطبقة السادسة «لم يثبت لهم بقاء أحد من الصحابة»
فقيس بن الحجاج لم ير عمرو بن العاص، ولم ير عمر بن الخطاب، وروى القصة عنهما عن طريق مبهم لم يسم
فالقصة باطلة واهية بالتدليس والطعن في ابن لهيعة ورواية شيخه عن مجهول مبهم فهي من منكرات ابن لهيعة التي يطول ذكرها
وإن تعجب فعجب أَن هذه القصة الواهية لم تقع لأي بلد على النيل إلا لمصر من المنبع إلى المصب
ولم يقع هذا الخبر لأي نهر في العالم إلا لنهر النيل وفي مصر بالذات بهذه
القصة الواهية ومن حاول تأويل الخبر فهو غافل لأن السند تالف والأنهار
سخرها الله لكل من على الأرض ليقرر توحيد الربوبية، وأن ذلك مستلزم أن لا
يعبد إلا الله، وهو توحيد الألوهية
فيجعل الأول دليلاً على الثاني، قال الله تعالى أَمَّن جَعَلَ الأَرْضَ
قَرَارًا وَجَعَلَ خِلالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ
وَجَعَلَ بَيْنَ البَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ
أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ النمل
هذا ما وفقني الله إليه، وهو وحده من وراء القصد
نتعرض بإذن الله ومنه لقصة جديدة و اهية و منتشرة نتكلم عنها وضعفها
ومن الله العون والسداد
القصة الأولى
قصة عروس النيل وبطاقة عمر رضى الله عنه
اعداد الشيخ على حشيش
الحلقة التاسع والتسعون
نواصل في هذا التحذير تقديم البحوث العلمية
الحديثية للقارئ الكريم حتى يقف على حقيقة هذه القصة التي اشتهرت على
ألسنة الخطباء والوعاظ والقصاص، وإلى القارئ الكريم بيان حقيقة هذه القصة
أولاً المتن
«لما فتح عمرو بن العاص مصر أتى أهلها إلى عمرو بن العاص حين دخل بؤونة من
أشهر العجم، فقالوا له أيها الأمير، إن لنيلنا هذا سُنَّة لا يجري إلا
بها، فقال لهم وما ذاك؟ قالوا إنه إذا كان لثنتي عشرة ليلة تخلو من هذا
الشهر عمدنا إلى جارية بكر بين أبويها فأرضينا أبويها وجعلنا عليها من
الحُليّ والثياب أفضل ما يكون، ثم ألقيناها في هذا النيل، فيجري
فقال لهم عمرو إن هذا لا يكون في الإسلام، وإن الإسلام يهدم ما قبله،
فأقاموا بؤونة وَأَبِيْبَ ومِسْرَى لا يجري قليلاً ولا كثيرًا حتى هموا
بالجلاء، فلما رأى ذلك عمرو، كتب إلى عمر بن الخطاب بذلك، فكتب إليه عمر
قد أصبتَ، إن الإسلام يهدم ما قبله، وقد بعثت إليك ببطاقة فألقها في داخل
النيل إذا أتاك كتابي
فلما قدم الكتاب على عمرو، وفتح البطاقة، فإذا فيها «من عبد الله عمر أمير
المؤمنين، إلى نيل أهل مصر، أما بعد فإن كنت تجري من قبلك فلا تجر، وإن
كان الله الواحد القهار الذي يجريك فنسأل الله الواحد القهار أن يجريك»
فعرّفهم عمرو بكتاب أمير المؤمنين والبطاقة، ثم ألقاها فألقى عمرو البطاقة
في النيل قبل يوم الصليب بيوم، وقد تهيأ أهل مصر للجلاء والخروج منها لأنه
لا يقوم بمصلحتهم فيها إلا النيل، فأصبحوا يوم الصليب وقد أجراه الله ستة
عشر ذراعًا في ليلة، وقطع الله تلك السُّنَّةَ السوء عن أهل مصر»
ثانيًا التخريج
الخبر الذي جاءت به هذه القصة أخرجه ابن عبد الحكم، وهو عبد الرحمن بن عبد
الله بن عبد الحكم بن أعين بن الليث بن رافع هـ هـ في كتابه «فتوح مصر
وأخبارها» ص حيث قال حدثنا عثمان بن صالح عن ابن لهيعة عن قيس بن الحجاج
عن من حدثه قال «لما فتح عمرو بن العاص مصر أتى أهلها إليه » القصة
وأخرج هذه القصة أيضًا ابن قدامة وهو عبدالله بن أحمد بن محمد بن قدامة هـ
هـ في كتابه «الرقة والبكاء» ص الخبر قال أخبرنا محمد بن عبد الباقي،
أنبأنا أبو بكر أحمد بن زكريا الطرثيثي سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة،
أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن الحسن الطبري حدثنا محمد بن أبي بكر، حدثنا
محمد بن مخلد، حدثنا محمد بن إسحاق، حدثنا عبد الله بن صالح، حدثني ابن
لهيعة عن قيس بن الحجاج عن من حدثه قال
ثالثًا التحقيق
القصة واهية، وفيها علتان
الأولى عبد الله بن لهيعة
وهو عبد الله بن لهيعة بن عقبة بن فرعان بن ربيعة بن ثوبان الحضرمي أبو عبدالرحمن المصري
قال الإمام ابن حبان في «المجروحين»
أ «قد سبرت أخبار ابن لهيعة من رواية المتقدمين والمتأخرين عنه فرأيت
التخليط في رواية المتأخرين عنه موجودًا، وما لا أصل له من رواية
المتقدمين كثيرًا، فرجعت إلى الاعتبار فرأيته كان يدلس عن أقوام ضعفى عن
أقوام رآهم ابن لهيعة ثقات فالتزقت تلك الموضوعات به»
ب ثم قال «وأما رواية المتأخرين عنه بعد احتراق كتبه ففيها مناكير كثيرة،
وذاك أنه كان لا يبالي ما دفع إليه قراءة سواء كان من حديثه أو غير حديثه
فوجب التنكب عن رواية المتقدمين عنه قبل احتراق كتبه لما فيه من الأخبار
المدلّسة عن الضعفاء والمتروكين، ووجب ترك الاحتجاج برواية المتأخرين عنه
بعد احتراق كتبه لما فيه مما ليس من حديثه»
لذلك أورده الحافظ ابن حجر في «طبقات المدلسين» المرتبة الخامسة رقم حيث
قال «عبد الله بن لهيعة الحضرمي اختلط في آخر عمره، وكثرت عنه المناكير في
روايته»
قلت وأقر قول الإمام ابن حبان «إنه كان يدلس عن الضعفاء»
والمرتبة الخامسة هي التي قال فيها الحافظ ابن حجر في «المقدمة» «من ضعف بأمر آخر سوى التدليس فحديثهم مردود ولو صرحوا بالسماع»
قلت
قول الإمام ابن حبان «أنه كان يدلس على الضعفاء» له أصل عملي نقله الحافظ
ابن حجر في «التهذيب» عن الإمام أحمد بن حنبل قال «كتب يعني ابن لهيعة عن
المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب وكان بعد يحدث بها عن عمرو بن شعيب»
قلت يتبين أن ابن لهيعة أسقط المثنى بن الصباح الذي كتب عنه وحدث بها عن
عمرو بن شعيب، وبهذا ثبت أن ابن لهيعة كان يدلس عن الضعفاء والمتروكين،
وذلك لأن المثنى بن الصباح متروك
فقد قال الإمام النسائي في كتابه «الضعفاء والمتروكين» ترجمة «المثنى بن الصباح متروك»
قلت وهذا المصطلح عند النسائي له معناه، فقد قال الحافظ ابن حجر في «شرح
النخبة» ص «ولهذا كان مذهب النسائي أن لا يترك حديث الرجل حتى يجتمع
الجميع على تركه» وبهذا تسقط القصة بتدليس ابن لهيعة وعنعنته وعدم التصريح
بالسماع
أما عن القول بأن ابن لهيعة ضعف بأمر آخر سوى التدليس فإثبات ذلك يتبين من
أ قال أمير المؤمنين في الحديث الإمام البخاري في كتابه «الضعفاء الصغير»
ترجمة «عبد الله بن لهيعة ويقال ابن عقبة أبو عبد الرحمن الحضرمي ويقال
الغافقي، قاضي مصر حدثنا محمد، حدثنا الحميدي عن يحيى بن سعيد أنه كان لا
يراه شيئًا»
قلت ونقل هذا الحافظ ابن حجر في «التهذيب» ، ثم نقل عن الأئمة
وقال ابن المديني عن ابن مهدي «لا أحمل عن ابن لهيعة قليلاً ولا كثيرًا»
وقال عبد الكريم بن عبد الرحمن النسائي عن أبيه «ليس بثقة»
وقال ابن معين كان ضعيفًا لا يحتج بحديثه، كان من يشاء يقول له حديثًا
وقال ابن خرش «أحرقت كتبه فكان من جاء بشيء قرأه عليه حتى لو وضع أحد حديثًا وجاء به إليه قرأه عليه»
وقال الخطيب «فمن ثم كثرت المناكير في روايته لتساهله»
وقال الجوزجاني «لا يوقف على حديثه ولا ينبغي أن يحتج به، ولا يغتر بروايته»
وقال الإمام ابن عدي في «الكامل» «إن ابن لهيعة له أحاديث منكرات يطول ذكرها إذا ذكرناها» اهـ
ملحوظة هامة
البعض قد يغفل عن قول الإمام ابن حبان في أن ابن لهيعة من المدلسين ورمي
بالتدليس عن الضعفاء والمتروكين، ونقله الحافظ في «طبقات المدلسين» كما
بينا آنفًا، ونقله في «التهذيب» ، ويغفل أيضًا عن تجريح هؤلاء الأئمة
الأعلام الذي أوردناه آنفًا
ويتعلق بما نقله الحافظ ابن حجر في «التهذيب» عن عبد الغني بن سعيد الأزدي
قال «إذا روى العبادلة عن ابن لهيعة فهو صحيح ابن المبارك، وابن وهب
والمقري ، وذكر الساجي وغيره مثله
وقلت وحتى هذا القول لا ينطبق على هذا الخبر الذي جاءت به هذه القصة الواهية المنكرة
أ فالعبادلة المذكورون في هذا القول هم عبد الله بن المبارك، وعبد الله بن
وهب، وعبدالله بن يزيد المُقري، كما هو مبين في «تهذيب الكمال» في الذين
رووا عن ابن لهيعة
ب وبالرجوع إلى طرق القصة من التخريج الذي أوردناه آنفًا نجد في الطريق
الذي أخرجه ابن عبد الحكم أن الذي روى عن ابن لهيعة هو عثمان بن صالح
ونجد في الطريق الذي أخرجه ابن قدامة أن الذي روى عن ابن لهيعة هو عبد الله بن صالح المصري
بهذا يتبين خلو الطريقين من العبادلة الثلاثة ابن المبارك، وابن وهب،
والمقري، فالقصة بتطبيق هذا القول واهية أيضًا كما في «الضعفاء
والمتروكين» للدارقطني ترجمة ، حيث إن ابن لهيعة متروك إلا من رواية هؤلاء
الثلاثة عنه
العلة الأخرى
من التخريج نجد أن خبر القصة أخرجه ابن عبد الحكم في «فتوح مصر»، وابن
قدامة في «الرقة» من طريق ابن لهيعة عن قيس بن الحجاج عن من حدثه قال «لما
فتح عمرو بن العاص مصر » القصة
نجد أن هذا الخبر فيه راوٍ مبهم لم يروه عن هذا المبهم المجهول إلا قيس بن الحجاج تفرد به ابن لهيعة
والحديث المبهم هو الحديث الذي فيه راوٍ لم يُصَرَّح باسمه قال البيقوني في منظومته «ومبهم ما فيه راوٍ لم يسم» اهـ
قال الحافظ في «شرح النخبة» «ولا يقبل حديث المُبهم ما لم يُسم لأن شرط
قبول الخبر عدالة راويه ومن أبهم اسمه لا تعرف عينه فكيف تعرف عدالته؟»
اهـ
قلت وهذه العلة تجعل هذا الخبر مردودًا وتزيد القصة وهنًا على وهن خاصة
وأن قيس بن الحجاج من الطبقة السادسة كما في «التقريب» حيث قال الحافظ ابن
حجر «قيس بن الحجاج الكلاعي المصري من السادسة»
وبيَّن الحافظ في المقدمة أن الطبقة السادسة «لم يثبت لهم بقاء أحد من الصحابة»
فقيس بن الحجاج لم ير عمرو بن العاص، ولم ير عمر بن الخطاب، وروى القصة عنهما عن طريق مبهم لم يسم
فالقصة باطلة واهية بالتدليس والطعن في ابن لهيعة ورواية شيخه عن مجهول مبهم فهي من منكرات ابن لهيعة التي يطول ذكرها
وإن تعجب فعجب أَن هذه القصة الواهية لم تقع لأي بلد على النيل إلا لمصر من المنبع إلى المصب
ولم يقع هذا الخبر لأي نهر في العالم إلا لنهر النيل وفي مصر بالذات بهذه
القصة الواهية ومن حاول تأويل الخبر فهو غافل لأن السند تالف والأنهار
سخرها الله لكل من على الأرض ليقرر توحيد الربوبية، وأن ذلك مستلزم أن لا
يعبد إلا الله، وهو توحيد الألوهية
فيجعل الأول دليلاً على الثاني، قال الله تعالى أَمَّن جَعَلَ الأَرْضَ
قَرَارًا وَجَعَلَ خِلالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ
وَجَعَلَ بَيْنَ البَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ
أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ النمل
هذا ما وفقني الله إليه، وهو وحده من وراء القصد
Gladiator- V.I.P
- عدد المساهمات : 2370
العمر : 33
مـــــــــــــزاجـى :
هـــــــــوايتــــى :
تاريخ التسجيل : 24/11/2008
دعـــــــــــــــــاء :
رد: :: سلسلة تحذير الداعية من القصص الواهية :: هام جدا
موضوع رائع وقيم
ماشاء الله جميلة السلسلة
انا عندي بعضها
فجزاك الله كل الخير
ومتابعة بمشيئة الله
ماشاء الله جميلة السلسلة
انا عندي بعضها
فجزاك الله كل الخير
ومتابعة بمشيئة الله
رد: :: سلسلة تحذير الداعية من القصص الواهية :: هام جدا
مش قولتلك الكل هيشكر فيها يا فرج
استمررررررررررر
استمررررررررررر
dezner- Master
- عدد المساهمات : 9763
العمر : 33
مـــــــــــــزاجـى :
النـادى المفضـل :
هـــــــــوايتــــى :
تاريخ التسجيل : 25/11/2008
دعـــــــــــــــــاء :
رد: :: سلسلة تحذير الداعية من القصص الواهية :: هام جدا
القصة الثانية
قصة صعود أبى بكر رضى الله عنه إلى الغار وهو يحمل النبى صلى الله عليه وسلم على عاتقة
اعداد الشيخ على حشيش
نواصل في هذا التحذير تقديم البحوث العلمية
الحديثية للقارئ الكريم حتى يقف على حقيقة هذه القصة التي اشتهرت على
ألسنة الخطباء والوعاظ والقصاص، واغتر كثير من الناس بها، وكم من قصص
واهية في الهجرة خرجناها وحققناها في هذه السلسلة وبينا بطلانها، ونذكر
القارئ الكريم بما أوردناه من قصص واهية حول الهجرة اشتهرت وانتشرت ليأخذ
حذره «قصة ثعبان الغار»، و«قصة عنكبوت الغار والحمامتين»، و«قصة غناء بنات
النجار في الهجرة»، و«قصة لطم أبي جهل لأسماء بنت أبي بكر في الهجرة»،
و«قصة أبي طالب في الهجرة ووصيته للنبي »، و«قصة اللجوء إلى الغار عند
الشدائد»، و«قصة تحكيم إبليس في دار الندوة»، و«قصة تبول المشرك عند
الغار»
ولقد بينا بطلان هذه القصص بالبحوث العلمية الحديثية، ثم أتينا عقب كل قصة
بالقصص الصحيحة في الهجرة، ونواصل في هذا العدد التحذير من القصص الواهية
التي جاءت في الهجرة، وهي قصة «صعود أبي بكر إلى الغار وهو يحمل النبي على
عاتقه»
أولاً متن القصة
رُوي عن ضبَّة بن محصن العنزي، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قصة
ذكرها قال فقال عمر واللَّه لليلة من أبي بكر ويوم خير من عُمُرِ عُمَرَ،
هل لك أن أحدثك بليلته ويومه ؟
قال قلت نعم يا أمير المؤمنين، قال أما ليلته فلما خرج رسول الله هاربًا
من أهل مكة خرج ليلاً قتبعه أبو بكر، فجعل يمشي مرة أمامه، ومرة خلفه،
ومرة عن يمينه، ومرة عن يساره، فقال له رسول الله «ما هذا يا أبا بكر ما
أعرف هذا من فعلك؟» قال يا رسول الله، أذكر الرصد فأكون أماك، وأذكر الطلب
فأكون خلفك، ومرة عن يمينك، ومرة عن يسارك، لا آمن عليك، قال فمشى رسول
الله ليلته على أطراف أصابعه، حتى حفيت رجلاه، فلما رآى أبو بكر رضي الله
عنه أنها قد حفيت حمله على كاهله، وجعل يشتد به حتى أتى به فم الغار،
فأنزله، ثم قال والذي بعثك بالحق لا تدخله حتى أدخله، فإن كان فيه شيء نزل
بي قبلك، فدخل فلم ير شيئًا، فحمله فأدخله، وكان في الغار خرق فيه حيات
وأفاعٍ، فخشي أبو بكر أن يخرج منهن شيء يؤذي رسول الله ، فألقمه قدمه
فجعلن يضربنه ويلسعنه الحيات والأفاعي، وجعلت دموعه تنحدر، ورسول الله
يقول له يا أبا بكر، لا تحزن إن الله معنا، فأنزل الله سكينته الاطمئنانية
لأبي بكر، فهذه ليلته» اهـ
قلت ومما ساعد على اشتهار هذه القصة أن صفي الرحمن المباركفوري أورد هذه
القصة قصة حمل أبي بكر للنبي في كتابه «الرحيق المختوم» ص تحت عنوان «من
الدار إلى الغار»، هذا الكتاب الذي اشتهر بين طلبة العلم فوزه بالجائزة
الأولى والتي أعلنت رابطة العالم الإسلامي عنها في «المؤتمر الإسلامي
الأسيوي الأول»، الذي عقد في كراتشي في شهر شعبان سنة هـ، كما أعلن على
ذلك في جميع الصحف، وطبع بعدة لغات، مما أدى إلى اشتهار القصة
فقال المباركفوري في «الرحيق المختوم» ص «سلك النبي الطريق الواقع جنوب
مكة نحو خمسة أميال حتى بلغ إلى جبل يعرف بجبل ثور، وهذا جبل شامخ وعر
الطريق، صعب المرتقى، ذا أحجار كثيرة، فحفيت قدما رسول الله ، وقيل بل كان
يمشي في الطريق على أطراف قدميه كي يخفي أثره، فحفيت قدماه، وأيَّا ما
كان، فقد حمله أبو بكر حين بلغ إلى الجبل، وطفق يشتد به حتى انتهى به إلى
غار في قمة الجبل، عرف في التاريخ بغار ثور» اهـ
قلت هكذا أورد القصة المباركفوري رحمه الله من غير تخريج ولا تحقيق
ثانيًا التخريج
هذه القصة الواهية التي اشتهرت، أخرج حديثها أبو بكر أحمد بن الحسين
البيهقي في «دلائل النبوة» ، قال «أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد
الله بن بشران العدل ببغداد قال حدثنا أحمد بن سليمان النجار الفقيه
إملاءً، قال قرئ علىَّ يحيى بن جعفر وأنا أسمع قال أخبرنا عبد الرحمن بن
إبراهيم الراسبي، قال حدثني فرات بن السائب عن ميمون بن مهران، عن ضبة بن
محصن العنزي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قصة ذكرها »
ثالثًا تحقيق القصة
القصة «موضوعة» والموضوع هو الكذب المختلق المصنوع المنسوب إلى رسول الله
، وأجمع العلماء على أنه لا تحل روايته لأحد علم حاله في أي معنى كان إلا
مع بيان سبب وضعه كذا في «التدريب»
وفي القصة علتان
الأولى عبد الرحمن بن إبراهيم الراسبي
أورده الإمام الذهبي في «الميزان» ، ثم قال «عبد الرحمن بن إبراهيم
الراسبي عن مالك، أتى بخبر باطل طويل، وهو المتهم به، وأتى عن فرات بن
السائب عن ميمون بن مهران عن ضبة بن محصن عن أبي موسى قصة الغار، وهو شبه
وضع الطرقية»
قلت وأقر الحافظ ابن حجر في «لسان الميزان» قول الإمام الحافظ الذهبي في قصة الغار بأنها شبه وضع الطرقية
العلة الأخرى فرات بن السائب
أورده الإمام الذهبي في «الميزان» ، ثم قال «فرات بن السائب عن ميمون بن مهران
قال البخاري منكر الحديث
وقال ابن معين ليس بشيء
وقال الدارقطني وغيره متروك
وقال أحمد بن حنبل قريب من محمد بن زياد الطحان عن ميمون يتهم بما يتهم به ذاك
وأقر الحافظ ابن حجر في «اللسان» ، ما أورده الإمام الذهبي، ثم قال «وقال أبو حاتم الرازي ضعيف الحديث، منكر الحديث
وقال الساجي تركوه
وقال النسائي «متروك الحديث»
قُلْتُ وإلى القارئ الكريم بيان معاني هذه المصطلحات عند أئمة الجرح والتعديل
«وقول الإمام النسائي في فرات بن السائب «متروك الحديث» قاله في كتابه «الضعفاء والمتروكين» ترجمة
وهذا المصطلح عند الإمام النسائي له معناه، حيث قال الحافظ ابن حجر في
«شرح النخبة» ص «كان مذهب النسائي أن لا يترك حديث الرجل حتى يجتمع الجميع
على تركه»
وكذلك ما نقله الإمام الذهبي عن البخاري في فرات بن السائب أنه «منكر
الحديث» حققناه في «التاريخ الكبير» حيث قال «فرات بن السائب أبو سليمان
عن ميمون بن مهران تركوه منكر الحديث» اهـ
وهذا المصطلح للإمام البخاري له معناه، يظهر هذا من تنبيهات السيوطي في
«التدريب» حيث قال «البخاري يطلق منكر الحديث على من لا تحل الرواية عنه»
وكذلك ما نقله الإمام الذهبي عن الإمام ابن معين في فرات بن السائب أنه «ليس بشيء»
قال الإمام ابن أبي حاتم في كتابه «الجرح والتعديل» «عن يحيى بن معين أنه قال لا شيء يعني ليس بثقة» اهـ
قلت بهذا التحقيق في فرات يتضح ما أورده الإمام ابن حبان في «المجروحين»
حيث قال «الفرات بن السائب الجزري، يروي عن ميمون بن مهران، كان ممن يروي
الموضوعات عن الأثبات، ويأتي بالمعضلات عن الثقات، لا يجوز الاحتجاج به،
ولا الرواية عنه، ولا كتابة حديثه إلا على سبيل الاختبار» اهـ
وهذا التحقيق له فائدة عظيمة لطالب هذا العلم عندما يقارن بين قول ابن
حبان الذي ذكرناه آنفًا في فرات بن السائب، وبين ما قاله الحافظ ابن حجر
في «التقريب» في ميمون بن مهران حيث قال «ميمون بن مهران الجزري أبو أيوب
أصله كوفي، نزل الرقة، ثقة فقيه ولي الجزيرة لعمر بن عبد العزيز» اهـ
بهذا يتبين أن الفرات بن السائب الجزري متروك، منكر الحديث، ليس بثقة، كان
ممن يروي الموضوعات عن الثقات، كما روى هذه القصة الواهية عن ميمون بن
مهران الجزري
رابعًا
نستنتج من هذا التخريج والتحقيق أن القصة واهية والحديث الذي جاءت به
موضوع، وهي كما قال الإمام الذهبي خبر باطل طويل هو شبه وضع الطرقية
وأن لكل إمام من أئمة هذا الفن مصطلحه الذي يبين مذهبه في الراوي، والذي
يحتم على طالب هذا الفن أن يعرف معناه، حتى يقف على مرتبة الراوي
علم المصطلح التطبيقي يتوقف على
أ علم التخريج، وبه يحصل الباحث على الطريق أو الطرق الموصلة للمتن
ب علم الجرح والتعديل وبه يحصل الباحث على مرتبة كل راوٍ
جـ علم المصطلح وبه يحصل الباحث على درجة الحديث بتطبيقه على مرتبة الراوي ومدى ما به من علة وشذوذ
خامسًا الصحيح في الهجرة
وإلى القارئ الكريم بعض القصص والأحاديث الصحيحة التي جاءت في الهجرة
«صحيح البخاري» ح ، ، ، ومسلم ح
والبخاري ح ، ، ومسلم ح
والبخاري ح ، ، ومسلم ح
والبخاري ح ، ومسلم
والبخاري ح
ولقد بوَّب الإمام البخاري بابًا في «صحيحه» في كتاب «مناقب الأنصار» الباب باب «هجرة النبي وأصحابه إلى المدينة»
هذا على سبيل المثال لا الحصر لبيان القصص والأحاديث الصحيحة في الهجرة
فليتمسك بها الداعية، وليحذر من مثل هذه القصة الواهية التي تجعل النبي في
غاية الضعف وهو في طريقه إلى الغار، لدرجة أنه لم يستطع المشي فحمله أبو
بكر الصديق على كاهله، والكاهل من الإنسان ما بين كتفيه كذا في «لسان
العرب» ، حتى بلغ الجبل ثم صعد به الجبل إلى فم الغار وأنزله، حتى يتبين
ما في داخل الغار، وهذه القصة الواهية تجعل النبي في غاية الضعف، لدرجة
أنه لم يستطع أن يدخل من فم الغار إلى داخل الغار فحمله أبو بكر فأدخله
انظر كيف سولت للوضاعين أنفسهم أن يضعوا مثل هذه القصة المنكرة
سادسًا قصة صحيحة تدل على نكارة هذه القصة
وإلى القارئ الكريم هذه القصة التي تدل على قوة نبينا في أشد المواقف التي يعجز فيها أقوى الرجال
فقد أخرج الإمام البخاري في صحيحه ح قال حدثنا خلاد بن يحيى، حدثنا عبد
الواحد بن أيمن عن أبيه قال «أتيت جابرًا رضي الله عنه فقال إنَّا يوم
الخندق نحفر فَعَرَضَت كُدْيَةٌ شديدة، فجاءوا النبي ، فقالوا هذه كُدْية
عرضت في الخندق، فقال أنا نازل، ثم قام وبطنه معصوب بحجر، ولبثنا ثلاثة
أيام لا نذوق ذواقًا، فأخذ النبي المعول فضرب في الكدية، فعاد كثيبًا أهيل
»
قلت والكدية هي القطعة الصلبة الصماء من الجبل أعجزتهم فلجأوا إلى النبي
فضرب في الكدية فعاد كثيبًا أهيل أي رملاً يسيل ولا يتماسك، قال الله
تعالى «وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلاً» المزمل ، أي رملاً منهالا
منتثرًا
هذه هي القوة التي أعطاها الله لنبينا تنهال أمامها أشد الصخور، وهو في
أشد أوقات الجوع ثلاثة أيام لا يذوق ذوقًا هو وأصحابه، وهنا تظهر في نفس
قصة الكدية معجزة تكثير الطعام حتى شبع المهاجرون والأنصار وبقي بقية،
فقال النبي لامرأة جابر «كلي هذا وأهدي، فإن الناس أصابتهم مجاعة» كل هذا
بصاع من شعير وعناق، وهي أنثى المعز
انظر إلى صخرة شديدة ومجاعة شديدة فكانت المعجزتان معجزة فتَّتت الصخرة،
ومعجزة أذهبت المجاعة وبهذا تتبين الحكمة من الصخرة والمجاعة فتطمئن قلوب
الصحابة بدلائل النبوة في أشد الغزوات التي تجمّع فيها الأحزاب، ورزقهم
الله بالاطمئنان الثبات حتى نصر الله عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده
هذا ما وفقني الله إليه، وهو وحده من وراء القصد
قصة صعود أبى بكر رضى الله عنه إلى الغار وهو يحمل النبى صلى الله عليه وسلم على عاتقة
اعداد الشيخ على حشيش
نواصل في هذا التحذير تقديم البحوث العلمية
الحديثية للقارئ الكريم حتى يقف على حقيقة هذه القصة التي اشتهرت على
ألسنة الخطباء والوعاظ والقصاص، واغتر كثير من الناس بها، وكم من قصص
واهية في الهجرة خرجناها وحققناها في هذه السلسلة وبينا بطلانها، ونذكر
القارئ الكريم بما أوردناه من قصص واهية حول الهجرة اشتهرت وانتشرت ليأخذ
حذره «قصة ثعبان الغار»، و«قصة عنكبوت الغار والحمامتين»، و«قصة غناء بنات
النجار في الهجرة»، و«قصة لطم أبي جهل لأسماء بنت أبي بكر في الهجرة»،
و«قصة أبي طالب في الهجرة ووصيته للنبي »، و«قصة اللجوء إلى الغار عند
الشدائد»، و«قصة تحكيم إبليس في دار الندوة»، و«قصة تبول المشرك عند
الغار»
ولقد بينا بطلان هذه القصص بالبحوث العلمية الحديثية، ثم أتينا عقب كل قصة
بالقصص الصحيحة في الهجرة، ونواصل في هذا العدد التحذير من القصص الواهية
التي جاءت في الهجرة، وهي قصة «صعود أبي بكر إلى الغار وهو يحمل النبي على
عاتقه»
أولاً متن القصة
رُوي عن ضبَّة بن محصن العنزي، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قصة
ذكرها قال فقال عمر واللَّه لليلة من أبي بكر ويوم خير من عُمُرِ عُمَرَ،
هل لك أن أحدثك بليلته ويومه ؟
قال قلت نعم يا أمير المؤمنين، قال أما ليلته فلما خرج رسول الله هاربًا
من أهل مكة خرج ليلاً قتبعه أبو بكر، فجعل يمشي مرة أمامه، ومرة خلفه،
ومرة عن يمينه، ومرة عن يساره، فقال له رسول الله «ما هذا يا أبا بكر ما
أعرف هذا من فعلك؟» قال يا رسول الله، أذكر الرصد فأكون أماك، وأذكر الطلب
فأكون خلفك، ومرة عن يمينك، ومرة عن يسارك، لا آمن عليك، قال فمشى رسول
الله ليلته على أطراف أصابعه، حتى حفيت رجلاه، فلما رآى أبو بكر رضي الله
عنه أنها قد حفيت حمله على كاهله، وجعل يشتد به حتى أتى به فم الغار،
فأنزله، ثم قال والذي بعثك بالحق لا تدخله حتى أدخله، فإن كان فيه شيء نزل
بي قبلك، فدخل فلم ير شيئًا، فحمله فأدخله، وكان في الغار خرق فيه حيات
وأفاعٍ، فخشي أبو بكر أن يخرج منهن شيء يؤذي رسول الله ، فألقمه قدمه
فجعلن يضربنه ويلسعنه الحيات والأفاعي، وجعلت دموعه تنحدر، ورسول الله
يقول له يا أبا بكر، لا تحزن إن الله معنا، فأنزل الله سكينته الاطمئنانية
لأبي بكر، فهذه ليلته» اهـ
قلت ومما ساعد على اشتهار هذه القصة أن صفي الرحمن المباركفوري أورد هذه
القصة قصة حمل أبي بكر للنبي في كتابه «الرحيق المختوم» ص تحت عنوان «من
الدار إلى الغار»، هذا الكتاب الذي اشتهر بين طلبة العلم فوزه بالجائزة
الأولى والتي أعلنت رابطة العالم الإسلامي عنها في «المؤتمر الإسلامي
الأسيوي الأول»، الذي عقد في كراتشي في شهر شعبان سنة هـ، كما أعلن على
ذلك في جميع الصحف، وطبع بعدة لغات، مما أدى إلى اشتهار القصة
فقال المباركفوري في «الرحيق المختوم» ص «سلك النبي الطريق الواقع جنوب
مكة نحو خمسة أميال حتى بلغ إلى جبل يعرف بجبل ثور، وهذا جبل شامخ وعر
الطريق، صعب المرتقى، ذا أحجار كثيرة، فحفيت قدما رسول الله ، وقيل بل كان
يمشي في الطريق على أطراف قدميه كي يخفي أثره، فحفيت قدماه، وأيَّا ما
كان، فقد حمله أبو بكر حين بلغ إلى الجبل، وطفق يشتد به حتى انتهى به إلى
غار في قمة الجبل، عرف في التاريخ بغار ثور» اهـ
قلت هكذا أورد القصة المباركفوري رحمه الله من غير تخريج ولا تحقيق
ثانيًا التخريج
هذه القصة الواهية التي اشتهرت، أخرج حديثها أبو بكر أحمد بن الحسين
البيهقي في «دلائل النبوة» ، قال «أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد
الله بن بشران العدل ببغداد قال حدثنا أحمد بن سليمان النجار الفقيه
إملاءً، قال قرئ علىَّ يحيى بن جعفر وأنا أسمع قال أخبرنا عبد الرحمن بن
إبراهيم الراسبي، قال حدثني فرات بن السائب عن ميمون بن مهران، عن ضبة بن
محصن العنزي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قصة ذكرها »
ثالثًا تحقيق القصة
القصة «موضوعة» والموضوع هو الكذب المختلق المصنوع المنسوب إلى رسول الله
، وأجمع العلماء على أنه لا تحل روايته لأحد علم حاله في أي معنى كان إلا
مع بيان سبب وضعه كذا في «التدريب»
وفي القصة علتان
الأولى عبد الرحمن بن إبراهيم الراسبي
أورده الإمام الذهبي في «الميزان» ، ثم قال «عبد الرحمن بن إبراهيم
الراسبي عن مالك، أتى بخبر باطل طويل، وهو المتهم به، وأتى عن فرات بن
السائب عن ميمون بن مهران عن ضبة بن محصن عن أبي موسى قصة الغار، وهو شبه
وضع الطرقية»
قلت وأقر الحافظ ابن حجر في «لسان الميزان» قول الإمام الحافظ الذهبي في قصة الغار بأنها شبه وضع الطرقية
العلة الأخرى فرات بن السائب
أورده الإمام الذهبي في «الميزان» ، ثم قال «فرات بن السائب عن ميمون بن مهران
قال البخاري منكر الحديث
وقال ابن معين ليس بشيء
وقال الدارقطني وغيره متروك
وقال أحمد بن حنبل قريب من محمد بن زياد الطحان عن ميمون يتهم بما يتهم به ذاك
وأقر الحافظ ابن حجر في «اللسان» ، ما أورده الإمام الذهبي، ثم قال «وقال أبو حاتم الرازي ضعيف الحديث، منكر الحديث
وقال الساجي تركوه
وقال النسائي «متروك الحديث»
قُلْتُ وإلى القارئ الكريم بيان معاني هذه المصطلحات عند أئمة الجرح والتعديل
«وقول الإمام النسائي في فرات بن السائب «متروك الحديث» قاله في كتابه «الضعفاء والمتروكين» ترجمة
وهذا المصطلح عند الإمام النسائي له معناه، حيث قال الحافظ ابن حجر في
«شرح النخبة» ص «كان مذهب النسائي أن لا يترك حديث الرجل حتى يجتمع الجميع
على تركه»
وكذلك ما نقله الإمام الذهبي عن البخاري في فرات بن السائب أنه «منكر
الحديث» حققناه في «التاريخ الكبير» حيث قال «فرات بن السائب أبو سليمان
عن ميمون بن مهران تركوه منكر الحديث» اهـ
وهذا المصطلح للإمام البخاري له معناه، يظهر هذا من تنبيهات السيوطي في
«التدريب» حيث قال «البخاري يطلق منكر الحديث على من لا تحل الرواية عنه»
وكذلك ما نقله الإمام الذهبي عن الإمام ابن معين في فرات بن السائب أنه «ليس بشيء»
قال الإمام ابن أبي حاتم في كتابه «الجرح والتعديل» «عن يحيى بن معين أنه قال لا شيء يعني ليس بثقة» اهـ
قلت بهذا التحقيق في فرات يتضح ما أورده الإمام ابن حبان في «المجروحين»
حيث قال «الفرات بن السائب الجزري، يروي عن ميمون بن مهران، كان ممن يروي
الموضوعات عن الأثبات، ويأتي بالمعضلات عن الثقات، لا يجوز الاحتجاج به،
ولا الرواية عنه، ولا كتابة حديثه إلا على سبيل الاختبار» اهـ
وهذا التحقيق له فائدة عظيمة لطالب هذا العلم عندما يقارن بين قول ابن
حبان الذي ذكرناه آنفًا في فرات بن السائب، وبين ما قاله الحافظ ابن حجر
في «التقريب» في ميمون بن مهران حيث قال «ميمون بن مهران الجزري أبو أيوب
أصله كوفي، نزل الرقة، ثقة فقيه ولي الجزيرة لعمر بن عبد العزيز» اهـ
بهذا يتبين أن الفرات بن السائب الجزري متروك، منكر الحديث، ليس بثقة، كان
ممن يروي الموضوعات عن الثقات، كما روى هذه القصة الواهية عن ميمون بن
مهران الجزري
رابعًا
نستنتج من هذا التخريج والتحقيق أن القصة واهية والحديث الذي جاءت به
موضوع، وهي كما قال الإمام الذهبي خبر باطل طويل هو شبه وضع الطرقية
وأن لكل إمام من أئمة هذا الفن مصطلحه الذي يبين مذهبه في الراوي، والذي
يحتم على طالب هذا الفن أن يعرف معناه، حتى يقف على مرتبة الراوي
علم المصطلح التطبيقي يتوقف على
أ علم التخريج، وبه يحصل الباحث على الطريق أو الطرق الموصلة للمتن
ب علم الجرح والتعديل وبه يحصل الباحث على مرتبة كل راوٍ
جـ علم المصطلح وبه يحصل الباحث على درجة الحديث بتطبيقه على مرتبة الراوي ومدى ما به من علة وشذوذ
خامسًا الصحيح في الهجرة
وإلى القارئ الكريم بعض القصص والأحاديث الصحيحة التي جاءت في الهجرة
«صحيح البخاري» ح ، ، ، ومسلم ح
والبخاري ح ، ، ومسلم ح
والبخاري ح ، ، ومسلم ح
والبخاري ح ، ومسلم
والبخاري ح
ولقد بوَّب الإمام البخاري بابًا في «صحيحه» في كتاب «مناقب الأنصار» الباب باب «هجرة النبي وأصحابه إلى المدينة»
هذا على سبيل المثال لا الحصر لبيان القصص والأحاديث الصحيحة في الهجرة
فليتمسك بها الداعية، وليحذر من مثل هذه القصة الواهية التي تجعل النبي في
غاية الضعف وهو في طريقه إلى الغار، لدرجة أنه لم يستطع المشي فحمله أبو
بكر الصديق على كاهله، والكاهل من الإنسان ما بين كتفيه كذا في «لسان
العرب» ، حتى بلغ الجبل ثم صعد به الجبل إلى فم الغار وأنزله، حتى يتبين
ما في داخل الغار، وهذه القصة الواهية تجعل النبي في غاية الضعف، لدرجة
أنه لم يستطع أن يدخل من فم الغار إلى داخل الغار فحمله أبو بكر فأدخله
انظر كيف سولت للوضاعين أنفسهم أن يضعوا مثل هذه القصة المنكرة
سادسًا قصة صحيحة تدل على نكارة هذه القصة
وإلى القارئ الكريم هذه القصة التي تدل على قوة نبينا في أشد المواقف التي يعجز فيها أقوى الرجال
فقد أخرج الإمام البخاري في صحيحه ح قال حدثنا خلاد بن يحيى، حدثنا عبد
الواحد بن أيمن عن أبيه قال «أتيت جابرًا رضي الله عنه فقال إنَّا يوم
الخندق نحفر فَعَرَضَت كُدْيَةٌ شديدة، فجاءوا النبي ، فقالوا هذه كُدْية
عرضت في الخندق، فقال أنا نازل، ثم قام وبطنه معصوب بحجر، ولبثنا ثلاثة
أيام لا نذوق ذواقًا، فأخذ النبي المعول فضرب في الكدية، فعاد كثيبًا أهيل
»
قلت والكدية هي القطعة الصلبة الصماء من الجبل أعجزتهم فلجأوا إلى النبي
فضرب في الكدية فعاد كثيبًا أهيل أي رملاً يسيل ولا يتماسك، قال الله
تعالى «وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلاً» المزمل ، أي رملاً منهالا
منتثرًا
هذه هي القوة التي أعطاها الله لنبينا تنهال أمامها أشد الصخور، وهو في
أشد أوقات الجوع ثلاثة أيام لا يذوق ذوقًا هو وأصحابه، وهنا تظهر في نفس
قصة الكدية معجزة تكثير الطعام حتى شبع المهاجرون والأنصار وبقي بقية،
فقال النبي لامرأة جابر «كلي هذا وأهدي، فإن الناس أصابتهم مجاعة» كل هذا
بصاع من شعير وعناق، وهي أنثى المعز
انظر إلى صخرة شديدة ومجاعة شديدة فكانت المعجزتان معجزة فتَّتت الصخرة،
ومعجزة أذهبت المجاعة وبهذا تتبين الحكمة من الصخرة والمجاعة فتطمئن قلوب
الصحابة بدلائل النبوة في أشد الغزوات التي تجمّع فيها الأحزاب، ورزقهم
الله بالاطمئنان الثبات حتى نصر الله عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده
هذا ما وفقني الله إليه، وهو وحده من وراء القصد
Gladiator- V.I.P
- عدد المساهمات : 2370
العمر : 33
مـــــــــــــزاجـى :
هـــــــــوايتــــى :
تاريخ التسجيل : 24/11/2008
دعـــــــــــــــــاء :
رد: :: سلسلة تحذير الداعية من القصص الواهية :: هام جدا
3
قصة المرأة التى فى بطنها شيطان
اعداد الشيخ / على حشيش
نواصل في هذا التحذير تقديم البحوث العلمية الحديثية للقارئ الكريم حتى
يقف على حقيقة هذه القصة التي اشتهرت على الألسنة وغرهم انتشارها في بعض
كُتب العقيدة المشهورة، وزادهم غرورًا أن هذه القصة أوردها أصحاب هذه
الكتب دون تحقيق، ونقلها بعضهم عن بعض دون الرجوع إلى الأصول التي أخرجت
هذه القصة والوقوف على درجة هذه القصة بالتخريج والتحقيق مما جعل أصحاب
بدعة التعامل مع الجان يتخذون هذه القصة الواهية دليلاً على بدعتهم، وكم
من امرأة ادعت أن في بطنها شيطانًا تشد إليها الرحال من كل مكان لطلب
العون من شيطانها على أمرٍ من الأمور، فإذا اعترض أحد من أهل السنة على
هذه البدعة، واجهوه بهذه الكتب التي تحمل هذه القصة الواهية، فعندئذ
يسكتون لعدم درايتهم بحقيقة هذه القصة، وإلى القارئ الكريم التخريج
والتحقيق:
أولاً: القصة
روي عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: «أبطأ عليه خبر عمر رضي الله
عنه فكلم امرأة في بطنها شيطان، فقالت: حتى يجيء شيطاني فأسأله، قالت:
رأيت عمر متزراً يهنأ (يعني يسم) إبل الصدقة، وقال: لا يراه الشيطان إلا
خَرَّ لمنخريه (للملك) بين عينيه، وروح القدس ينطق على لسانه».
ولقد جاءت هذه القصة في أحد كتب العقيدة المشهورة بلفظ: «إن عمر تأخر ذات
مرة في سفره، فاشتغل فكر أبي موسى، فقالوا له: إن امرأة من أهل المدينة
لها صاحب من الجن، فلو أمرتها أن ترسل صاحبها للبحث عن عمر، ففعل، فذهب
الجني، ثم رجع، فقال: إن أمير المؤمنين ليس به بأس، وهو يَسمُ إبل الصدقة
في المكان الفلاني».
ثانيًا: التخريج
أخرج هذه القصة الواهية عبد الله بن أحمد في «فضائل الصحابة» ح(304) قال:
حدثنا شجاع بن مخلد إملاءً، قال: حدثنا يحيى بن يمان، عن سفيان، عن عمر بن
محمد، عن سالم بن عبد الله، عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: «أبطأ
عليه خبر عمر...» فذكر القصة.
قال أبو عبد الرحمن: حدثنا به شجاع مرتين، مرة عن أبي موسى، ومرة قال: أبطأ على أبي موسى خبر عمر.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في «الهواتف» (165)، ومن طريقه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (44/89) من طريق يحيى بن يمان به.
ثالثًا: التحقيق
هذه القصة واهية بالسقط في الإسناد والطعن في الراوي.
1- السقط في الإسناد:
أ- قال الإمام ابن أبي حاتم في كتابه «المراسيل» (127/291): سالم بن عبد
الله بن عمر بن الخطاب- رضي الله عنهم- قال أبو زرعة: سالم بن عبد الله بن
عمر عن جده عمر بن الخطاب، مرسل. اهـ.
ب- لا توجد رواية لسالم بن عبد الله بن عمر عن أبي موسى الأشعري، كذا في «تهذيب الكمال» للمزي (7/15/2131). اهـ.
قُلْتُ: وبهذا يتبين من الإرسال الإسقاط الذي بالسند.
2- الطعن في الراوي:
يحيى بن يمان العجلي، أورده الحافظ ابن حجر في «تهذيب التهذيب» (11/267) ونقل فيه أقوال الأئمة:
أ- قال زكريا الساجي: ضعفه أحمد، وقال: حدث عن الثوري بعجائب.
ب- وقال حنبل بن إسحاق عن أحمد: ليس بحجة.
جـ- وقال إبراهيم بن الجنيد عن ابن معين ليس بثبت لم يكن يبالي أي شيء
حدث، كان يتوهم الحديث، قال وكيع: هذه الأحاديث التي يحدث بها يحيى بن
يمان ليست من أحاديث الثوري.
قُلْتُ: لذلك لم يرو الإمام مسلم ليحيى بن يمان العجلي من طريق سفيان الثوري كذا في «تهذيب الكمال» للمزي (20/267/7547).
ولقد بينا ذلك حتى لا يتقول علينا أحد ويقول: إن يحيى بن يمان العجلي روى له مسلم.
نقول له: روى له مسلم، ولكن لم يرو له مسلم من طريق سفيان الثوري، فكما
تبين أنه حدث عن الثوري بعجائب وليست من أحاديث الثوري، وقال الآجري عن
أبي داود: يخطئ في الأحاديث ويقلبها، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال
يعقوب بن شيبة: يحيى بن يمان أحد أصحاب سفيان وهو يخطئ كثيرًا في حديثه.
قُلْتُ: وهذه القصة من طريق يحيى بن اليمان عن سفيان الثوري.
وأورده الإمام الذهبي في «الميزان» (4/416/9661)، ونقل أقوال الأئمة فيه:
أ- قال محمد بن عبد الله بن نُمير: كان سريع الحفظ، سريع النسيان.
ب- ذكره أبو بكر بن عياش فقال: ذاك ذاهب الحديث.
جـ- وقال ابن معين والنسائي: ليس بالقوي.
قُلْتُ: وأورده الإمام ابن عدي في «الكامل في ضعفاء الرجال» (7/235) (84/2137).
وأخرج عدة أحاديث من منكرات وعجائب يحيى بن اليمان عن سفيان الثوري منها:
أ- «كان السواك من إذن النبي صلى الله عليه وسلم موضع القلم من أذن الكاتب».
ب- «كاد الحسد أن يغلب القدر، وكاد الفقر أن يكون كفرًا».
جـ- «زار رسول الله صلى الله عليه وسلم قبر أمه في ألف مقنع فلم يُرَ باكيًا أكثر من يومئذ».
قُلْتُ: وعقب كل حديث من هذه المناكير والعجائب يقول الإمام ابن عدي: «هذا عن الثوري بهذا الإسناد يرويه ابن يمان». اهـ.
ثم ختم ترجمته التي زادت عن أربعين سطرًا فقال: «ولابن يمان عن الثوري غير
ما ذكرت وعامة ما يرويه غير محفوظ وابن يمان في نفسه لا يتعمد الكذب إلا
أنه يخطئ ويشتبه عليه». اهـ.
قُلْتُ: وأورده الإمام العقيلي في «الضعفاء الكبير» (4/433/2065)، وقال: «لا يتابع على حديثه». اهـ.
من هذا التحقيق يتبين أن القصة واهية بما فيها من علل: علة السَّقط في
السند كما بَيَّنا آنفًا، والعلة الأخرى: الطعن في الراوي يحيى بن اليمان
خاصة في روايته عن الثوري، فقد جاء بالعجائب والمنكرات كما تبين من أقوال
أئمة الجرح والتعديل.
فليحذر الذين يذهبون إلى امرأة تدعي أن في بطنها شيطانًا يسألونها ويسألون
شيطانها عن أمور حياتهم فإن حياتهم ستتحول إلى ضنك، فإذا تعرضوا لسرقة
ذهبوا إلى الشيطان يسألونه فأوقع بينهم وبين أقاربهم العداوة والبغضاء حتى
كادوا أن يقتتلوا.
قال الله تعالى: إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبيِنًا [الإسراء: 53].
فليتمسك الإنسان بالسنة، وليبتعد عن بدعة التعامل مع الجان، فإن النجاة في
عقيدة أهل السنة والجماعة، حيث نقل شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله
تعالى- في «مجموع الفتاوى» (4/137) عن الإمام مالك- رحمه الله تعالى-
قوله: «السنة مثل سفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلف عنها هلك».
ثم بيَّن شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله تعالى- العلاقة بين عقيدة أهل
السنة وسفينة نوح- عليه السلام- فقال: «وهذا حق، فإن سفينة نوح إنما ركبها
من صدق المرسلين واتبعهم، وإن من لم يركبها فقد كذب المرسلين، واتباع
السنة هو اتباع الرسالة التي جاءت من عند الله فتابعها بمنزلة من ركب مع
نوح السفينة باطنًا وظاهرًا، والمتخلف عن اتباع الرسالة بمنزلة المتخلف عن
اتباع نوح عليه السلام وركوب السفينة معه». اهـ.
فليحذر المسلم الذهاب إلى أصحاب بدعة التعامل مع الجان، فإذا سألت فاسأل
الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، وسيحفظك الله، ولن يضرك شيء.
فقد ثبت في مسند أحمد، وسنن الترمذي، ومستدرك الحاكم من حديث ابن عباس رضي
الله عنهما قال: كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا فقال: «يا
غلام، إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت
فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن
ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن
يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رُفعت الأقلام وجفت
الصحف».
هذا لفظ الإمام الترمذي في السنن (ح2516)، وقال: هذا حديث حسن صحيح، فلا
تغتر بهذه القصص التي تجعل الشياطين يسكنون بطون النساء والأطفال، مثل قصة
«الجرو الأسود» التي يتخذها أصحاب بدعة التعامل مع الجان دليلاً لبدعتهم،
تلك القصة الواهية التي جاءت عن حماد بن سلمة، عن فرقد السبخي، عن سعيد بن
جبير، عن ابن عباس، أن امرأة جاءت بابنٍ لها إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم ، فقالت: يا رسول الله، إن ابني به جنون، وإنه يأخذه عند غدائنا
وعشائنا، فيخبث علينا، فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره ودعا،
فثَعَّ ثَعَّةٌ- يعني: سَعَلَ- وخرج من جوفه مثل الجرو الأسود، فشفي.
قُلْتُ: أخرج حديث هذه القصة الواهية: أحمد في «المسند» (1/254، 268)،
والدارمي (1/11، 12)، وأبو نعيم في «الدلائل» (ح295)، وعلة هذا الحديث
فرقد السبخي، وهو منكر الحديث لا يحتج به، فقد أورده الإمام الذهبي في
«الميزان» (3/345/6699).
ونقل أقوال أئمة الجرح والتعديل فيه، فقال الإمام النسائي: ليس بثقة، وقال
الدارقطني: ضعيف، وقال أبو حاتم ليس بالقوي، وقال البخاري في حديثه
مناكير، وقال يحيى القطان: ما يعجبني الرواية عنه، وقال حماد بن زيد: سألت
أيوب عنه فقال: لم يكن صاحب حديث.
وفي «التهذيب» (8/236) قال يعقوب بن شيبة: رجل ضعيف الحديث جدًا، وقال عبد
الله بن أحمد سألت أبي عنه فحرك يده كأنه لم يرضه، وقال الساجي: كان يحيى
بن سعيد يكره الحديث عنه، وقال ابن المديني: ليس بثقة، وقال ابن حبان:
كانت فيه غفلة ورداءة حفظ فكان يرفع المراسيل وهو لا يعلم ويسند الموقوف
من حيث لا يفهم فبطل الاحتجاج به، وقال الحاكم أبو أحمد: منكر الحديث،
وقال ابن سعد: كان ضعيفًا منكر الحديث».
قُلْتُ: هذه هي القصص الواهية المنكرة التي يتخذها من لا دراية له بهذا
العلم دليلاً على بدعة التعامل مع الجان، وأنه يسكن بطون بني آدم في هيئة
جرو أسود، حفظكم الله من هذه القصص الواهية، وأثرها السيئ على الأمة
بتمسككم بالسنة، هذا ما وفقني الله إليه، وهو وحده من وراء القصد.
Gladiator- V.I.P
- عدد المساهمات : 2370
العمر : 33
مـــــــــــــزاجـى :
هـــــــــوايتــــى :
تاريخ التسجيل : 24/11/2008
دعـــــــــــــــــاء :
رد: :: سلسلة تحذير الداعية من القصص الواهية :: هام جدا
قصة مفتراه على الذبيح إسماعيل عليه السلام
اعداد الشيخ على حشيش
أولاً المتن
يُرْوى أن إبراهيم عليه السلام رأى في المنام أن يا إبراهيم قم فقرب ابنك
قربانًا، وكانت الرؤيا بمكة، فقال إبراهيم أخزى الله إبليس، يريد أن
يفتنني، فقام يصلي حتى أصبح، فلما كانت الليلة القابلة رأى مثلها، فقال
مثل مقالته حتى كانت الليلة الثالثة أتاه نداء وهو قائم أن يا إبراهيم ما
كان إبليس بالطاعة لربك، قم فامض لما أمرت
قال إسحاق عن أبي إلياس عن وهب فانطلقا حتى انتهيا إلى الشعب من مِنى،
فانتهيا إلى أصل يثرب، فقال انزل يا بني، فقال يا بني، إني أرى في المنام
أني أذبحك فانظر ماذا ترى ؟ قال فتهلل وجهه واضطربت مفاصله، ثم قال وابتدر
أباه فقال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين، قال له
إبراهيم يا بني، إني أراك قد تهلل وجهك واضطربت مفاصلك ولم تنكسر، ولم
يدخلك شيء، قال يا أبت ربي لي عوض عنك، والجنة عوض من الدنيا، وما أمرك
ربي بهذا إلا لما رضي لي أن ما عنده خير لي، فامض لأمر ربك، ولكن يا أبت
شد يدي ورجلي لا أجتذب من حر المدية فتنتضح بدمي
يا أبتِ كفِّنِّي في ثوبك، ورد ثوبي إلى أمي تستنشق من ريحي يكون أسلى
لها، قال فشد يده ورجله، ثم شحذ مديته، وجلس عند رأسه، فقال إلهي لك الحمد
في الدهر الباقي، رزقتني الولد على كبر السن، ووعدتني وأنت لا تخلف
الميعاد، فابتليتني بهذا البلاء، فإن كان هذا رضى لك فأسلم لأمرك، وإن كان
من غضب منك عليَّ، فأستغفرك وأتوب إليك، قال فبكت الملائكة وقالت نبيًا
منكبًا لوجهه والآخر يريد أن يذبحه، قال فدنا من ابنه وتله للجبين، أي
لوجهه لئلا ينظر إلى وجهه فيجزع، قال ثم أدخل شفرته من تحت حنكه، ثم أمرها
فنبت السكين يعني لم تقطع وانثنت السكين، وشحذه، واتقى النظر إلى وجهه، ثم
أدخل الشفرة لحلقه فنبت الشفرة وكلَّت وقلبها الله في يده، ثم اجتذبها
ليفرغ منه، ونودي أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا عليك بالذي خلفك فاذبحه
دونه
ثانيًا التخريج
هذه القصة أخرج حديثها ابن قدامة المقدسي في كتابه «الرقة والبكاء» ح قال
«أخبرنا الشيخ أبو العباس أحمد بن المبارك بن سعد بن الموقعاني بقراءتي
عليه، أخبرني جدي لأبي ثابت بن بندار بن إبراهيم، أنبأنا أبو علي الحسن بن
الحسين بن دوما النعالي، أنبأنا أبو علي مخلد بن جعفر الباقرجي، أنبأنا
أبو محمد الحسن بن علوبة القطان، أنبأنا إسماعيل بن عيسى العطار، أنبأنا
أبو حذيفة إسحاق بن بشر عن عبد الرحمن بن قبيصة عن أبيه قال «رأى إبراهيم
عليه السلام في المنام » القصة
ثالثًا التحقيق
علة هذه القصة الواهية أبو حذيفة إسحاق بن بشر، وهذه أقوال أئمة الجرح والتعديل فيه
قال الإمام الدارقطني في كتابه «الضعفاء والمتروكين» ت «إسحاق بن بشر أبو حذيفة كذاب متروك من بخارى»
قُلْتُ ننبه طالب هذا العلم خاصة علم الجرح والتعديل إلى الافتراق بين
إسحاق بن بشر علة هذه القصة وهو أبو حذيفة من بخارى، وبين إسحاق بن بشر بن
مقاتل أبو يعقوب الكاهلي كوفي، حيث فرَّق بينهما الإمام الدارقطني فقال في
كتابه «الضعفاء والمتروكين» ت «إسحاق بن بشر بن مقاتل أبو يعقوب الكاهلي
كوفي، متروك»
قلت لأهمية هذا التنبيه أفرد له الإمام ابن الصلاح في كتابه «علوم الحديث»
نوعًا من النوع الرابع والخمسين «معرفة المتفق والمفترق من الأسماء
والأنساب ونحوها»، حيث قال «هذا النوع متفق لفظًا وخطًا وزلق بسببه غير
واحد من الأكابر، ولم يزل الاشتراك من مظان الغلط في كل علم، وللخطيب فيه
كتاب المتفق والمفترق ، وهو مع أنه كتاب حفيل غير مستوف للأقسام التي
أذكرها إن شاء الله تعالى» اهـ
قلت ثم ذكر الإمام ابن الصلاح سبعة أقسام في أكثر من مائة سطر، وجعل القسم
الأول «المفترق ممن اتفقت أسماؤهم وأسماء آبائهم»، وهذا النوع ينطبق تمام
الانطباق على إسحاق بن بشر
فتجد مما أوردناه آنفًا الاشتراك في أسماء الرواة وأسماء آبائهم لفظًا
وخطًا، ولكن تختلف أشخاصهم، فعلة هذه القصة هو أبو حذيفة من بخارى، والآخر
أبو يعقوب الكاهلي كوفي
وهذا النوع كما بيَّنا آنفًا قال ابن الصلاح «زلق بسببه غير واحد من
الأكابر»، والتطبيق على قول ابن الصلاح يتبين مما أورده الإمام الذهبي
فقد أورد الإمام الذهبي إسحاق بن بشر علة هذه القصة في كتابه «الميزان»
قال إسحاق بن بشر أبو حذيفة بخاري صاحب كتاب المبتدأ تركوه وكذَّبه علي بن
المديني، وقال الدارقطني كذاب متروك، وقال ابن حبان «لا يحل حديثه إلا على
وجه التعجب»
ثم قال الإمام الذهبي «لكن خلط ابن حبان ترجمته بترجمة الكاهلي ولم يذكر
الكاهلي وكذا ضبط ابن الجوزي فقال في هذا الكاهلي مولى بني هاشم ولم يصب
في قوله الكاهلي» اهـ
إسحاق بن بشر أبو حذيفة من بخارى أورده أيضًا الإمام الحافظ ابن حجر في
كتابه «لسان الميزان» ، وأقرَّ ما قاله الإمام الذهبي في «الميزان»، ثم
زاد عليه ما قاله أئمة الجرح والتعديل في إسحاق بن بشر أبو حذيفة علة هذه
القصة الواهية الذين لم يذكرهم الإمام الذهبي وهم
أ وقال مسلم بن الحجاج أبو حذيفة ترك الناس حديثه
ب وقال أبو بكر بن أبي شيبة «إسحاق بن بشر أبو حذيفة» كذاب
جـ وقال النقاش يضع الحديث
د وقال ابن الجوزي في الموضوعات أجمعوا على أنه كذاب
ل وقال الخليلي في الإرشاد اتهم بوضع الحديث
المجتمع وقال ابن عدي أحاديثه منكرة، إما إسنادًا، وإما متنًا لا يتابعه عليها أحد
ن وقال الخطيب كان غير ثقة
هـ وقال العقيلي مجهول، حدث بمناكير ليس لها أصل
و وقال الأزدي متروك الحديث ساقط، رمي بالكذب
قُلْتُ من أقوال أئمة الجرح والتعديل يتبين أن مدار هذه القصة على إسحاق
بن بشر أبي حذيفة، وقد أجمعوا على أنه كذاب، وأنه يضع الحديث، وأحاديثه
منكرة إما إسنادًا وإما متنًا لا يتابعه عليها أحد، وبهذا يتبين أن هذه
القصة واهية، والخبر الذي جاءت به القصة موضوع
والموضوع اصطلاحًا هو الكذب المختلق المصنوع المنسوب إلى رسول الله
ورتبته شر الأحاديث الضعيفة وأقبحها
وحكم روايته أجمع العلماء على أنه لا تحل روايته لأحد علم حاله في معنى كان إلا مع بيان وضعه
وقد بينا وضع الخبر الذي جاءت به هذه القصة الواهية، ونحذر الداعية من
رواية هذه القصة الواهية على المنابر وفي عيد النحر، حيث يذكرها كثير من
الوعاظ والقصاص
وقد تبين أن سند هذه القصة ساقط منكر
كما قال الإمام ابن عدي في «الكامل في ضعفاء الرجال» «وهذه الأحاديث مع
غيرها مما يرويه إسحاق بن بشر هذا غير محفوظ كلها وأحاديثه منكرة إما
إسنادًا، أو متنًا لا يتابعه أحد عليها»
قلت والمتن أيضًا منكر
بدائل صحيحة
لقد جاءت القصة الصحيحة في القرآن في قوله تعالى ««فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ
السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي
أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ
سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ فَلَمَّا أَسْلَمَا
وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ
صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّ هَذَا
لَهُوَ الْبَلاَءُ الْمُبِينُ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ»» الصافات ،
فليتدبر الآيات من محبة الله عنده مقدمة على محبة ما سواه، والتسليم
المطلق لله، «فلما أسلما»، ومقام الإحسان في قوله تعالى ««إِنَّا كَذَلِكَ
نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ»»
هذا ما وفقني الله إليه، وهو وحده من وراء القصد
اعداد الشيخ على حشيش
أولاً المتن
يُرْوى أن إبراهيم عليه السلام رأى في المنام أن يا إبراهيم قم فقرب ابنك
قربانًا، وكانت الرؤيا بمكة، فقال إبراهيم أخزى الله إبليس، يريد أن
يفتنني، فقام يصلي حتى أصبح، فلما كانت الليلة القابلة رأى مثلها، فقال
مثل مقالته حتى كانت الليلة الثالثة أتاه نداء وهو قائم أن يا إبراهيم ما
كان إبليس بالطاعة لربك، قم فامض لما أمرت
قال إسحاق عن أبي إلياس عن وهب فانطلقا حتى انتهيا إلى الشعب من مِنى،
فانتهيا إلى أصل يثرب، فقال انزل يا بني، فقال يا بني، إني أرى في المنام
أني أذبحك فانظر ماذا ترى ؟ قال فتهلل وجهه واضطربت مفاصله، ثم قال وابتدر
أباه فقال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين، قال له
إبراهيم يا بني، إني أراك قد تهلل وجهك واضطربت مفاصلك ولم تنكسر، ولم
يدخلك شيء، قال يا أبت ربي لي عوض عنك، والجنة عوض من الدنيا، وما أمرك
ربي بهذا إلا لما رضي لي أن ما عنده خير لي، فامض لأمر ربك، ولكن يا أبت
شد يدي ورجلي لا أجتذب من حر المدية فتنتضح بدمي
يا أبتِ كفِّنِّي في ثوبك، ورد ثوبي إلى أمي تستنشق من ريحي يكون أسلى
لها، قال فشد يده ورجله، ثم شحذ مديته، وجلس عند رأسه، فقال إلهي لك الحمد
في الدهر الباقي، رزقتني الولد على كبر السن، ووعدتني وأنت لا تخلف
الميعاد، فابتليتني بهذا البلاء، فإن كان هذا رضى لك فأسلم لأمرك، وإن كان
من غضب منك عليَّ، فأستغفرك وأتوب إليك، قال فبكت الملائكة وقالت نبيًا
منكبًا لوجهه والآخر يريد أن يذبحه، قال فدنا من ابنه وتله للجبين، أي
لوجهه لئلا ينظر إلى وجهه فيجزع، قال ثم أدخل شفرته من تحت حنكه، ثم أمرها
فنبت السكين يعني لم تقطع وانثنت السكين، وشحذه، واتقى النظر إلى وجهه، ثم
أدخل الشفرة لحلقه فنبت الشفرة وكلَّت وقلبها الله في يده، ثم اجتذبها
ليفرغ منه، ونودي أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا عليك بالذي خلفك فاذبحه
دونه
ثانيًا التخريج
هذه القصة أخرج حديثها ابن قدامة المقدسي في كتابه «الرقة والبكاء» ح قال
«أخبرنا الشيخ أبو العباس أحمد بن المبارك بن سعد بن الموقعاني بقراءتي
عليه، أخبرني جدي لأبي ثابت بن بندار بن إبراهيم، أنبأنا أبو علي الحسن بن
الحسين بن دوما النعالي، أنبأنا أبو علي مخلد بن جعفر الباقرجي، أنبأنا
أبو محمد الحسن بن علوبة القطان، أنبأنا إسماعيل بن عيسى العطار، أنبأنا
أبو حذيفة إسحاق بن بشر عن عبد الرحمن بن قبيصة عن أبيه قال «رأى إبراهيم
عليه السلام في المنام » القصة
ثالثًا التحقيق
علة هذه القصة الواهية أبو حذيفة إسحاق بن بشر، وهذه أقوال أئمة الجرح والتعديل فيه
قال الإمام الدارقطني في كتابه «الضعفاء والمتروكين» ت «إسحاق بن بشر أبو حذيفة كذاب متروك من بخارى»
قُلْتُ ننبه طالب هذا العلم خاصة علم الجرح والتعديل إلى الافتراق بين
إسحاق بن بشر علة هذه القصة وهو أبو حذيفة من بخارى، وبين إسحاق بن بشر بن
مقاتل أبو يعقوب الكاهلي كوفي، حيث فرَّق بينهما الإمام الدارقطني فقال في
كتابه «الضعفاء والمتروكين» ت «إسحاق بن بشر بن مقاتل أبو يعقوب الكاهلي
كوفي، متروك»
قلت لأهمية هذا التنبيه أفرد له الإمام ابن الصلاح في كتابه «علوم الحديث»
نوعًا من النوع الرابع والخمسين «معرفة المتفق والمفترق من الأسماء
والأنساب ونحوها»، حيث قال «هذا النوع متفق لفظًا وخطًا وزلق بسببه غير
واحد من الأكابر، ولم يزل الاشتراك من مظان الغلط في كل علم، وللخطيب فيه
كتاب المتفق والمفترق ، وهو مع أنه كتاب حفيل غير مستوف للأقسام التي
أذكرها إن شاء الله تعالى» اهـ
قلت ثم ذكر الإمام ابن الصلاح سبعة أقسام في أكثر من مائة سطر، وجعل القسم
الأول «المفترق ممن اتفقت أسماؤهم وأسماء آبائهم»، وهذا النوع ينطبق تمام
الانطباق على إسحاق بن بشر
فتجد مما أوردناه آنفًا الاشتراك في أسماء الرواة وأسماء آبائهم لفظًا
وخطًا، ولكن تختلف أشخاصهم، فعلة هذه القصة هو أبو حذيفة من بخارى، والآخر
أبو يعقوب الكاهلي كوفي
وهذا النوع كما بيَّنا آنفًا قال ابن الصلاح «زلق بسببه غير واحد من
الأكابر»، والتطبيق على قول ابن الصلاح يتبين مما أورده الإمام الذهبي
فقد أورد الإمام الذهبي إسحاق بن بشر علة هذه القصة في كتابه «الميزان»
قال إسحاق بن بشر أبو حذيفة بخاري صاحب كتاب المبتدأ تركوه وكذَّبه علي بن
المديني، وقال الدارقطني كذاب متروك، وقال ابن حبان «لا يحل حديثه إلا على
وجه التعجب»
ثم قال الإمام الذهبي «لكن خلط ابن حبان ترجمته بترجمة الكاهلي ولم يذكر
الكاهلي وكذا ضبط ابن الجوزي فقال في هذا الكاهلي مولى بني هاشم ولم يصب
في قوله الكاهلي» اهـ
إسحاق بن بشر أبو حذيفة من بخارى أورده أيضًا الإمام الحافظ ابن حجر في
كتابه «لسان الميزان» ، وأقرَّ ما قاله الإمام الذهبي في «الميزان»، ثم
زاد عليه ما قاله أئمة الجرح والتعديل في إسحاق بن بشر أبو حذيفة علة هذه
القصة الواهية الذين لم يذكرهم الإمام الذهبي وهم
أ وقال مسلم بن الحجاج أبو حذيفة ترك الناس حديثه
ب وقال أبو بكر بن أبي شيبة «إسحاق بن بشر أبو حذيفة» كذاب
جـ وقال النقاش يضع الحديث
د وقال ابن الجوزي في الموضوعات أجمعوا على أنه كذاب
ل وقال الخليلي في الإرشاد اتهم بوضع الحديث
المجتمع وقال ابن عدي أحاديثه منكرة، إما إسنادًا، وإما متنًا لا يتابعه عليها أحد
ن وقال الخطيب كان غير ثقة
هـ وقال العقيلي مجهول، حدث بمناكير ليس لها أصل
و وقال الأزدي متروك الحديث ساقط، رمي بالكذب
قُلْتُ من أقوال أئمة الجرح والتعديل يتبين أن مدار هذه القصة على إسحاق
بن بشر أبي حذيفة، وقد أجمعوا على أنه كذاب، وأنه يضع الحديث، وأحاديثه
منكرة إما إسنادًا وإما متنًا لا يتابعه عليها أحد، وبهذا يتبين أن هذه
القصة واهية، والخبر الذي جاءت به القصة موضوع
والموضوع اصطلاحًا هو الكذب المختلق المصنوع المنسوب إلى رسول الله
ورتبته شر الأحاديث الضعيفة وأقبحها
وحكم روايته أجمع العلماء على أنه لا تحل روايته لأحد علم حاله في معنى كان إلا مع بيان وضعه
وقد بينا وضع الخبر الذي جاءت به هذه القصة الواهية، ونحذر الداعية من
رواية هذه القصة الواهية على المنابر وفي عيد النحر، حيث يذكرها كثير من
الوعاظ والقصاص
وقد تبين أن سند هذه القصة ساقط منكر
كما قال الإمام ابن عدي في «الكامل في ضعفاء الرجال» «وهذه الأحاديث مع
غيرها مما يرويه إسحاق بن بشر هذا غير محفوظ كلها وأحاديثه منكرة إما
إسنادًا، أو متنًا لا يتابعه أحد عليها»
قلت والمتن أيضًا منكر
بدائل صحيحة
لقد جاءت القصة الصحيحة في القرآن في قوله تعالى ««فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ
السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي
أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ
سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ فَلَمَّا أَسْلَمَا
وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ
صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّ هَذَا
لَهُوَ الْبَلاَءُ الْمُبِينُ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ»» الصافات ،
فليتدبر الآيات من محبة الله عنده مقدمة على محبة ما سواه، والتسليم
المطلق لله، «فلما أسلما»، ومقام الإحسان في قوله تعالى ««إِنَّا كَذَلِكَ
نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ»»
هذا ما وفقني الله إليه، وهو وحده من وراء القصد
Gladiator- V.I.P
- عدد المساهمات : 2370
العمر : 33
مـــــــــــــزاجـى :
هـــــــــوايتــــى :
تاريخ التسجيل : 24/11/2008
دعـــــــــــــــــاء :
رد: :: سلسلة تحذير الداعية من القصص الواهية :: هام جدا
قصة الريح المسماه (المثيرة)
وقصة الليلة المسماة (ليلة الجائزة)
اعداد الشيخ على حشيش
أولاً المتن
رُوي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله يقول «إن الجنة
لَتَبَخَّرُ وتزيَّن من الحول إلى الحول لدخول شهر رمضان، فإذا كانت أول
ليلة من شهر رمضان هبَّت ريحٌ من تحت العرش يُقال لها المُثيرة، فتَصْفِقُ
ورق أشجار الجنان، وحَلَقَ المصاريع، فيُسمعُ لذلك طنينٌ لم يسمع السامعون
أحسنَ منه، فتبرزُ الحورُ العينُ حتى يَقفن بين شُرف الجنة، فينادين هل من
خاطب إلى الله فيزوجه ؟ ثم يقلن الحورُ العين يا رضوان الجنة، ما هذه
الليلة ؟ فيجبيهن بالتلبية، ثم يقول هذه أولُ ليلةٍ من شهر رمضان، فُتحت
أبواب الجنة للصائمين من أُمة محمد ، قال ويقول الله عز وجل يا رضوانُ،
افتح أبواب الجنانِ، ويا مالكُ، أغلق أبواب الجحيم عن الصائمين من أمة
أحمد ، ويا جبرائيل اهبط إلى الأرض، فاصفِد مَرَدةَ الشياطين، وغُلَّهم
بالأغلال، ثم اقذفهم في البحار، حتى لا يفسدوا على أمة محمد حبيبي صيامهم
قال ويقولُ الله عز وجل في كلِّ ليلةٍ من شهرِ رمضانَ لمنادٍ ينادي ثلاث
مرات هل من سائلٍ فأعطيه سُؤله؟ هل من تائب فأتوب عليه ؟ هل من مستغفرٍ
فأغفر له ؟ من يقرض الملئَ غير المعدوم، والوفيّ غير الظلوم ؟ قال ولله عز
وجل في كل يومٍ من شهر رمضان عند الإفطار ألفُ ألفِ عتيقٍ من النارِ، كلهم
قد استوجبوا النار، فإذا كان آخرُ يوم من شهر رمضان أعتق الله في ذلك
اليوم بقدر ما أعتق من أول الشهر إلى آخره، وإذا كانت ليلةُ القدر، يأمر
الله عز وجل جبرائيل عليه السلام فيهبط في كَبْكَبةٍ من الملائكةِ، ومعهم
لواءٌ أخضرُ، فيركزوا اللواء على ظهر الكعبة، وله مائة جناحٍ، منها جناحان
لا ينشرهما إلا في تلك الليلة، فينشرها في تلك الليلة، فيجاوز المشرق إلى
المغرب، فيَحُثُّ جبرائيل عليه السلام الملائكة في هذه الليلة، فيسلِّمون
على كل قائم، وقاعدٍ، ومصلٍّ، وذاكرٍ، ويصافحونهم، ويُؤمِّنون على دعائهم
حتى يطلع الفجر، فإذا طلع الفجرُ ينادي جبرائيل عليه السلام معاشر
الملائكة، الرحيلَ الرحيل، فيقولون يا جبرائيل، فما صنع الله في حوائج
المؤمنين من أمة أحمد ؟ فيقول نظرَ اللهُ إليهم في هذه الليلة، فعفا عنهم
إلا أربعة
فقلنا يا رسول الله، من هم؟ قال «رجل مدمنُ خمر، وعاقٌ لوالديه، وقاطعُ رحمٍ، ومُشاحن»
قلنا يا رسول الله، ما المشاحن؟ قال «هو المصارم، فإذا كانت ليلة الفطر،
سميت تلك الليلة ليلة الجائزة، فإذا كانت غداةُ الفطر، بعث الله عز وجل
الملائكة في كل بلدٍ، فيهبطون إلى الأرض، فيقومون على أفواه السِّكَكِ،
فينادون بصوت يسمعه من خَلَق الله عز وجل إلا الجن والإنس، فيقولون يا أمة
محمد، اخرجوا إلى رب كريم يعطي الجزيل، ويعفو عن العظيم، فإذا برزوا إلى
مُصلاهم يقول الله عز وجل للملائكة ما جزاء الأجير إذا عمل عمله ؟ قال
فتقول الملائكة إلهنا وسيِّدنا، جزاؤه أن تُوفِّيه أجره قال فيقول فإني
أشهدكم يا ملائكتي أن قد جعلتُ ثوابهم من صيامهم شهر رمضان وقيامهم رضائي
ومغفرتي، ويقول يا عبادي، سلوني فوعزتي وجلالي لا تسألوني اليوم شيئًا في
جمعكم لآخرتكم إلا أعطيتكم، ولا لدنياكم إلا نظرت لكم، فوعزتي لأسترن
عليكم عثراتكم ما راقبتموني، وعزتي وجلالي لا أخزيكم ولا أفضحكم بين أصحاب
الحدود، انصرفوا مغفورًا لكم، قد أرضيتموني، ورضيتُ عنكم، فتفرحُ
الملائكةُ، وتستبشرُ بما يعطي الله عز وجل هذه الأمة إذا أفطروا من شهر
رمضان»
ثانيًا التخريج
هذه القصة الواهية أخرج حديثها الإمام البيهقي في «شعب الإيمان» ح حيث قال
«أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو الحسين عبد الصمد بن علي بن مكرم
البزار ببغداد، حدثنا يعقوب بن يوسف القزويني، حدثنا القاسم بن الحكم
العرني، حدثنا هشام بن الوليد عن حماد بن سليمان الدوسي البصري، شيخ لنا
يكنى أبا الحسن عن الضحاك بن مزاحم عن عبد الله بن عباس أنه سمع رسول الله
يقول «إن الجنة لتبخر وتزين من الحول إلى الحول لدخول شهر رمضان، فإذا
كانت أول ليلة من شهر رمضان هبت ريح من تحت العرش يُقال لها المثيرة »
القصة
وأخرج القصة أيضًا الإمام ابن الجوزي في «العلل المتناهية في الأحاديث
الواهية» ح حيث قال «أخبرنا محمد بن ناصر وسعد الخير بن محمد قالا حدثنا
نصر بن أحمد بن البطر، قال حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه، قال
حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق، قال أخبرنا أبو القاسم إسحاق بن إبراهيم بن
سنين الختلي، قال حدثنا العلاء بن عمرو الخراساني أبو عمرو، قال حدثنا عبد
الله بن الحكم البجلي، قال أبو عمرو فشككت في شيء من هذا الحديث فكتبته من
الحسن بن يزيد، وكنت سمعته والحسن عن عبد الله بن الحكم، قال حدثنا القاسم
بن الحكم العرني عن الضحاك عن ابن عباس أنه سمع النبي يقول إن الجنة لتبخر
وتزين من الحول إلى الحول لدخول شهر رمضان، فإذا كانت أول ليلة من شهر
رمضان هبت ريح من تحت العرش يقال لها المثيرة » القصة
ثالثًا التحقيق
أ هذه القصة واهية وسندها تالف، بالطعن في الرواة والسقط في الإسناد، وهذه
أقوال أئمة الجرح والتعديل في بيان هذا الإسناد الساقط بالسقط، وبيان عدم
سماع الضحاك من ابن عباس، بل وعدم رؤيته لابن عباس، بل وعدم لقائه بابن
عباس، فهو لم يسمعه ولم يره ولم يلقه، فقد أخرج ابن أبي حاتم في كتابه
«المراسيل» ترجمة ، حيث قال
الخبر حدثنا يونس بن حبيب الأصبهاني حدثنا أبو داود عن شعبة عن مُشاش، قال قلت للضحاك سمعت من ابن عباس ؟ قال لا قلت رأيته؟ قال لا
الخبر حدثنا صالح بن أحمد بن حنبل حدثنا علي بن المديني، قال سمعت سالم بن
قتيبة يقول حدثني شعبة قال قلت لمشاش الضحاك سمع من ابن عباس ؟ قال لا،
ولا كلمة
الخبر حدثنا حماد بن الحسن بن عنبسة، ويونس بن حبيب والسياق ليونس قالا
حدثنا أبو داود حدثنا شعبة قال قال لي عبد الملك بن ميسرة الضحاك لم يسمع
من ابن عباس، إنما لقي سعيد بن جبير بالري، فسمع منه «التفسير»
وفي حديث أبي عبيد الله كنية حماد بن الحسن بن عنبسة لم يلق ابن عباس، إنما لقي سعيد بن جبير بالري فأخذ عنه التفسير
الخبر حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا أبو أسامة عن يعلى يعني ابن خالد الرازي
عن شعبة عن عبد الملك بن ميسرة قال قلت للضحاك أسمعت من ابن عباس ؟
قال لا
قلت فهذا الذي ترويه عن من أخذته ؟
قال عنك وعن ذا وعن ذا
الخبرحدثنا صالح بن أحمد بن حنبل حدثنا علي بن المديني قال سمعت يحيى بن
سعيد يقول كان شعبة ينكر أن يكون الضحاك بن مزاحم لقي ابن عباس قط
ب قلت ولقد أورد الإمام ابن الجوزي هذا الحديث في «العلل المتناهية في
الأحاديث الواهية»، كما بينا في التخريج آنفًا، ثم قال «وهذا حديث لا يصح،
قال يحيى بن سعيد الضحاك عندنا ضعيف وقال ابن حبان لا يجوز الاحتجاج
بالعلاء بن عمرو» اهـ
جـ قلت وأخذ الشيخ الألباني رحمه الله بأقوال أئمة الجرح والتعديل في بيان
علل هذه القصة الواهية، من سقط وطعن، وحكم على هذه القصة بالوضع في «ضعيف
الترغيب والترهيب» ، ، ، فقال عن حديث هذه القصة الواهية إنه «موضوع»
ثم قال والإسناد منقطع بين الضحاك بن مزاحم وابن عباس، والراوي عنه لين،
وآثار الوضع والصنع عليه لائحة، وذكره ابن الجوزي في «الموضوعات» ، وأما
الجهلة فقلدوا وقالوا «ضعيف» اهـ
د فائدة الحديث الموضوع هو الكذب المُخْتَلق المصنوع المنسوب إلى رسول الله
ورتبته أنه شر الأحاديث الضعيفة، وأقبحها، وبعض العلماء يعتبره قسمًا مستقلاً وليس نوعًا من أنواع الأحاديث الضعيفة
وحكم روايته أجمع العلماء على أنه لا تحل روايته لأحد عَلِمَ حاله في أي معنى كان إلا مع بيان وضعه
وقصة الليلة المسماة (ليلة الجائزة)
اعداد الشيخ على حشيش
أولاً المتن
رُوي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله يقول «إن الجنة
لَتَبَخَّرُ وتزيَّن من الحول إلى الحول لدخول شهر رمضان، فإذا كانت أول
ليلة من شهر رمضان هبَّت ريحٌ من تحت العرش يُقال لها المُثيرة، فتَصْفِقُ
ورق أشجار الجنان، وحَلَقَ المصاريع، فيُسمعُ لذلك طنينٌ لم يسمع السامعون
أحسنَ منه، فتبرزُ الحورُ العينُ حتى يَقفن بين شُرف الجنة، فينادين هل من
خاطب إلى الله فيزوجه ؟ ثم يقلن الحورُ العين يا رضوان الجنة، ما هذه
الليلة ؟ فيجبيهن بالتلبية، ثم يقول هذه أولُ ليلةٍ من شهر رمضان، فُتحت
أبواب الجنة للصائمين من أُمة محمد ، قال ويقول الله عز وجل يا رضوانُ،
افتح أبواب الجنانِ، ويا مالكُ، أغلق أبواب الجحيم عن الصائمين من أمة
أحمد ، ويا جبرائيل اهبط إلى الأرض، فاصفِد مَرَدةَ الشياطين، وغُلَّهم
بالأغلال، ثم اقذفهم في البحار، حتى لا يفسدوا على أمة محمد حبيبي صيامهم
قال ويقولُ الله عز وجل في كلِّ ليلةٍ من شهرِ رمضانَ لمنادٍ ينادي ثلاث
مرات هل من سائلٍ فأعطيه سُؤله؟ هل من تائب فأتوب عليه ؟ هل من مستغفرٍ
فأغفر له ؟ من يقرض الملئَ غير المعدوم، والوفيّ غير الظلوم ؟ قال ولله عز
وجل في كل يومٍ من شهر رمضان عند الإفطار ألفُ ألفِ عتيقٍ من النارِ، كلهم
قد استوجبوا النار، فإذا كان آخرُ يوم من شهر رمضان أعتق الله في ذلك
اليوم بقدر ما أعتق من أول الشهر إلى آخره، وإذا كانت ليلةُ القدر، يأمر
الله عز وجل جبرائيل عليه السلام فيهبط في كَبْكَبةٍ من الملائكةِ، ومعهم
لواءٌ أخضرُ، فيركزوا اللواء على ظهر الكعبة، وله مائة جناحٍ، منها جناحان
لا ينشرهما إلا في تلك الليلة، فينشرها في تلك الليلة، فيجاوز المشرق إلى
المغرب، فيَحُثُّ جبرائيل عليه السلام الملائكة في هذه الليلة، فيسلِّمون
على كل قائم، وقاعدٍ، ومصلٍّ، وذاكرٍ، ويصافحونهم، ويُؤمِّنون على دعائهم
حتى يطلع الفجر، فإذا طلع الفجرُ ينادي جبرائيل عليه السلام معاشر
الملائكة، الرحيلَ الرحيل، فيقولون يا جبرائيل، فما صنع الله في حوائج
المؤمنين من أمة أحمد ؟ فيقول نظرَ اللهُ إليهم في هذه الليلة، فعفا عنهم
إلا أربعة
فقلنا يا رسول الله، من هم؟ قال «رجل مدمنُ خمر، وعاقٌ لوالديه، وقاطعُ رحمٍ، ومُشاحن»
قلنا يا رسول الله، ما المشاحن؟ قال «هو المصارم، فإذا كانت ليلة الفطر،
سميت تلك الليلة ليلة الجائزة، فإذا كانت غداةُ الفطر، بعث الله عز وجل
الملائكة في كل بلدٍ، فيهبطون إلى الأرض، فيقومون على أفواه السِّكَكِ،
فينادون بصوت يسمعه من خَلَق الله عز وجل إلا الجن والإنس، فيقولون يا أمة
محمد، اخرجوا إلى رب كريم يعطي الجزيل، ويعفو عن العظيم، فإذا برزوا إلى
مُصلاهم يقول الله عز وجل للملائكة ما جزاء الأجير إذا عمل عمله ؟ قال
فتقول الملائكة إلهنا وسيِّدنا، جزاؤه أن تُوفِّيه أجره قال فيقول فإني
أشهدكم يا ملائكتي أن قد جعلتُ ثوابهم من صيامهم شهر رمضان وقيامهم رضائي
ومغفرتي، ويقول يا عبادي، سلوني فوعزتي وجلالي لا تسألوني اليوم شيئًا في
جمعكم لآخرتكم إلا أعطيتكم، ولا لدنياكم إلا نظرت لكم، فوعزتي لأسترن
عليكم عثراتكم ما راقبتموني، وعزتي وجلالي لا أخزيكم ولا أفضحكم بين أصحاب
الحدود، انصرفوا مغفورًا لكم، قد أرضيتموني، ورضيتُ عنكم، فتفرحُ
الملائكةُ، وتستبشرُ بما يعطي الله عز وجل هذه الأمة إذا أفطروا من شهر
رمضان»
ثانيًا التخريج
هذه القصة الواهية أخرج حديثها الإمام البيهقي في «شعب الإيمان» ح حيث قال
«أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو الحسين عبد الصمد بن علي بن مكرم
البزار ببغداد، حدثنا يعقوب بن يوسف القزويني، حدثنا القاسم بن الحكم
العرني، حدثنا هشام بن الوليد عن حماد بن سليمان الدوسي البصري، شيخ لنا
يكنى أبا الحسن عن الضحاك بن مزاحم عن عبد الله بن عباس أنه سمع رسول الله
يقول «إن الجنة لتبخر وتزين من الحول إلى الحول لدخول شهر رمضان، فإذا
كانت أول ليلة من شهر رمضان هبت ريح من تحت العرش يُقال لها المثيرة »
القصة
وأخرج القصة أيضًا الإمام ابن الجوزي في «العلل المتناهية في الأحاديث
الواهية» ح حيث قال «أخبرنا محمد بن ناصر وسعد الخير بن محمد قالا حدثنا
نصر بن أحمد بن البطر، قال حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه، قال
حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق، قال أخبرنا أبو القاسم إسحاق بن إبراهيم بن
سنين الختلي، قال حدثنا العلاء بن عمرو الخراساني أبو عمرو، قال حدثنا عبد
الله بن الحكم البجلي، قال أبو عمرو فشككت في شيء من هذا الحديث فكتبته من
الحسن بن يزيد، وكنت سمعته والحسن عن عبد الله بن الحكم، قال حدثنا القاسم
بن الحكم العرني عن الضحاك عن ابن عباس أنه سمع النبي يقول إن الجنة لتبخر
وتزين من الحول إلى الحول لدخول شهر رمضان، فإذا كانت أول ليلة من شهر
رمضان هبت ريح من تحت العرش يقال لها المثيرة » القصة
ثالثًا التحقيق
أ هذه القصة واهية وسندها تالف، بالطعن في الرواة والسقط في الإسناد، وهذه
أقوال أئمة الجرح والتعديل في بيان هذا الإسناد الساقط بالسقط، وبيان عدم
سماع الضحاك من ابن عباس، بل وعدم رؤيته لابن عباس، بل وعدم لقائه بابن
عباس، فهو لم يسمعه ولم يره ولم يلقه، فقد أخرج ابن أبي حاتم في كتابه
«المراسيل» ترجمة ، حيث قال
الخبر حدثنا يونس بن حبيب الأصبهاني حدثنا أبو داود عن شعبة عن مُشاش، قال قلت للضحاك سمعت من ابن عباس ؟ قال لا قلت رأيته؟ قال لا
الخبر حدثنا صالح بن أحمد بن حنبل حدثنا علي بن المديني، قال سمعت سالم بن
قتيبة يقول حدثني شعبة قال قلت لمشاش الضحاك سمع من ابن عباس ؟ قال لا،
ولا كلمة
الخبر حدثنا حماد بن الحسن بن عنبسة، ويونس بن حبيب والسياق ليونس قالا
حدثنا أبو داود حدثنا شعبة قال قال لي عبد الملك بن ميسرة الضحاك لم يسمع
من ابن عباس، إنما لقي سعيد بن جبير بالري، فسمع منه «التفسير»
وفي حديث أبي عبيد الله كنية حماد بن الحسن بن عنبسة لم يلق ابن عباس، إنما لقي سعيد بن جبير بالري فأخذ عنه التفسير
الخبر حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا أبو أسامة عن يعلى يعني ابن خالد الرازي
عن شعبة عن عبد الملك بن ميسرة قال قلت للضحاك أسمعت من ابن عباس ؟
قال لا
قلت فهذا الذي ترويه عن من أخذته ؟
قال عنك وعن ذا وعن ذا
الخبرحدثنا صالح بن أحمد بن حنبل حدثنا علي بن المديني قال سمعت يحيى بن
سعيد يقول كان شعبة ينكر أن يكون الضحاك بن مزاحم لقي ابن عباس قط
ب قلت ولقد أورد الإمام ابن الجوزي هذا الحديث في «العلل المتناهية في
الأحاديث الواهية»، كما بينا في التخريج آنفًا، ثم قال «وهذا حديث لا يصح،
قال يحيى بن سعيد الضحاك عندنا ضعيف وقال ابن حبان لا يجوز الاحتجاج
بالعلاء بن عمرو» اهـ
جـ قلت وأخذ الشيخ الألباني رحمه الله بأقوال أئمة الجرح والتعديل في بيان
علل هذه القصة الواهية، من سقط وطعن، وحكم على هذه القصة بالوضع في «ضعيف
الترغيب والترهيب» ، ، ، فقال عن حديث هذه القصة الواهية إنه «موضوع»
ثم قال والإسناد منقطع بين الضحاك بن مزاحم وابن عباس، والراوي عنه لين،
وآثار الوضع والصنع عليه لائحة، وذكره ابن الجوزي في «الموضوعات» ، وأما
الجهلة فقلدوا وقالوا «ضعيف» اهـ
د فائدة الحديث الموضوع هو الكذب المُخْتَلق المصنوع المنسوب إلى رسول الله
ورتبته أنه شر الأحاديث الضعيفة، وأقبحها، وبعض العلماء يعتبره قسمًا مستقلاً وليس نوعًا من أنواع الأحاديث الضعيفة
وحكم روايته أجمع العلماء على أنه لا تحل روايته لأحد عَلِمَ حاله في أي معنى كان إلا مع بيان وضعه
Gladiator- V.I.P
- عدد المساهمات : 2370
العمر : 33
مـــــــــــــزاجـى :
هـــــــــوايتــــى :
تاريخ التسجيل : 24/11/2008
دعـــــــــــــــــاء :
رد: :: سلسلة تحذير الداعية من القصص الواهية :: هام جدا
رابعًا شاهد لقصة الريح المسماة «المثيرة»
قد يتعلق من لا دراية له بالمتابعات والشواهد تعلقًا شديدًا بهذا الشاهد
الواهي للقصة من حديث ابن مسعود رضي الله عنه، وإلى القارئ الكريم تخريج
وتحقيق هذا الشاهد الواهي؛ لبيان أن هذا الشاهد لا يقوِّي القصة بل يزيدها
وهنا على وهن، فالشاهد أخرجه الإمام ابن الجوزي في «الموضوعات» ، حيث قال
أنبأنا محمد بن ناصر وسعد الخير بن محمد قالا أنبأنا نصر بن أحمد أنبأنا
ابن رزقويه حدثنا أحمد بن سلمان حدثنا محمد بن إسماعيل السلمي حدثنا عبد
الله بن رجاء حدثنا جرير بن أيوب البجلي عن الشعبي عن نافع بن بردة عن عبد
الله بن مسعود رضي الله عنه أنه سمع النبي يقول وقد أهلّ رمضان لو يعلم
العباد ما في رمضان لتمنت أمتي أن يكون رمضان السنة كلها فقال رجل من
خزاعة حدثنا به، قال إن الجنة تزين لرمضان من رأس الحول حتى إذا كان أول
يوم من رمضان هبت ريح من تحت العرش وصفقت في ورق الجنة، فينظر الحور العين
إلى ذلك فيقلن يا رب اجعل لنا من عبادك في هذا الشهر أزواجًا تقر أعيننا
بهم وتقر أعينهم بنا، قال ما من عبد يصوم رمضان إلا زوج زوجة من الحور
العين، في خيمة من دُرٍّ مجوفة مما نعت الله عز وجل حُورٌ مَقْصُورَاتٌ
فِي الْخِيَامِ على كل امرأة سبعون حلة ليس منها حلة على لون الأخرى،
ويُعطى سبعون لونًا من الطيب ليس منها لون على ريح الآخر، لكل امرأة منهن
سبعون سريرًا من ياقوتة حمراء موشحة بالدر، على كل سرير سبعون فراشًا
بطائنها من إستبرق، وفوق السبعين فراشًا سبعون أريكة، لكل امرأة منهن
سبعون ألف وصيفة لحاجاتها، وسبعون ألف وصيف، مع كل وصيف صحفة من ذهب فيها
لون طعام يجد لآخر لقمة لذة لا توجد لأوله، ويُعطى زوجها مثل ذلك على سرير
من ياقوت أحمر، هذا لكل يوم صامه من رمضان سوى ما عمل من الحسنات»
خامسًا التحقيق
هذا السند الذي جاءت به القصة تالف، يزيد القصة وهنًا على وهن، حيث قال
الإمام ابن الجوزي «هذا حديث موضوع على رسول الله ، والمتهم به جرير ابن
أيوب، قال يحيى ليس بشيء، وقال الفضل بن دكين كان يضع الحديث، وقال
النسائي والدارقطني متروك» اهـ
سادسًا شاهد آخر لقصة ليلة الجائزة من حديث أبي هريرة
ولنبين أيضًا للقارئ الكريم جميع الشواهد التي يتعلق بها من لا دراية له
بهذا الفن توهمًا منه أنها تقوي القصة، ولا يدري أنها تزيد القصة أيضًا
وهنًا على وهن، فقد أخرج الإمام ابن الجوزي في «الموضوعات» قال «أنبأنا
أبو بكر محمد بن عبد الباقي البزار، أنبأنا أحمد بن محمد البزاز، أنبأنا
أبو عبد الله الحسين بن المظفر الهمداني أنبأنا أبو القاسم سعد بن عبد
الله أنبأنا أبو منصور بن محمد الأصفهاني حدثنا حماد بن مدرك حدثنا عثمان
بن عبد الله القرشي حدثنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال
قال رسول الله «إذا كانت ليلة الفطر ارتجت الملائكة وتجلى الجبار جل جلاله
مع أنه لا يصفه الواصفون فيقول للملائكة وهم في عيدهم من الغد يوحي إليهم
يا معشر الملائكة، ما جزاء الأجير إذا وَفَّى عمله ؟ فتقول الملائكة يوفى
أجره فيقول الله تعالى أشهدكم أني قد غفرت له»
سابعًا التحقيق
قال ابن الجوزي رحمه الله «هذا حديث موضوع على رسول الله وفيه مجاهيل
والمتهم به عثمان بن عبد الله، قال ابن عدي حدث بمناكير عن الثقات، وله
أحاديث موضوعة، وقال ابن حبان يضع على الثقات» اهـ
فائدة من يقرأ سند هذه القصة الواهية يجدها من حديث مالك عن أبي الزناد عن
الأعرج عن أبي هريرة، وهذا من أصح الأسانيد عن أبي هريرة، فيتوهم أن القصة
من أصح الأسانيد ولا يدري أن عثمان بن عبد الله الشامي القرشي متهم في
روايته، وكان ممن يروى المقلوبات عن الثقات ويروي عن الأثبات أسانيد ليست
من روايتهم، وهذا ما بينه الإمام ابن حبان في «المجروحين» ، والإمام ابن
عدي في «الكامل» ، ونقله عنهما الإمام ابن الجوزي، وأقره الشيخ الألباني
رحمه الله، حيث أورد حديث القصة في «السلسلة الضعيفة» ح وقال «موضوع» ثم
قال «عثمان بن عبد الله الشامي متهم في روايته» ثم نقل قول الإمام ابن
الجوزي فقال الشيخ الألباني رحمه الله «وكذلك أورده ابن الجوزي بتمامه في
«الموضوعات» ثم قال ما ملخصه «موضوع، فيه مجاهيل، والمتهم به عثمان، يضع»
ثامنًا شاهد آخر واهٍ لقصة الجائزة من حديث أنس
أخرج الإمام ابن الجوزي في «الموضوعات» قال «أنبأنا محمد بن أبي طاهر
أنبأنا أبو محمد الحسن بن علي أنبأنا علي بن عمر عن أبي حاتم البستي حدثنا
محمد بن يزيد الزرقي، حدثنا محمد بن يحيى الأزدي، حدثنا أصرم حدثنا محمد
بن يونس الحارثي عن قتادة عن أنس قال قال رسول الله «إذا كان يوم فطرهم
باهى بهم ملائكته يا ملائكتي ما جزاء أجير وَفَّى عمله ؟ قالوا رب جزاؤه
أن يوفى أجره، قال عبيدي وإمائي قضوا فريضتي عليهم، ثم خرجوا يعجّون إليّ
بالدعاء، وجلالي وكرامتي وعلوي وارتفاع مكاني لأجيبنهم اليوم ارجعوا قد
غفرت لكم وبدلت سيئاتكم حسنات، فيرجعون مغفورًا لهم»
تاسعًا التحقيق
قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله «هذا حديث لا يصح، وأصرم هو ابن حوشب،
قال يحيى كذاب خبيث، وقال ابن حبان كان يضع الحديث على الثقات» اهـ
وبهذا يتبين أن هذا الشاهد يزيد القصة وهنًا على وهن
قلت وهذا تطبيق عملي للقاعدة التي أوردها الإمام ابن الصلاح في «علوم
الحديث» ص حيث قال «ومن ذلك ضعف لا يزول لقوة الضعف وتقاعد هذا الجابر عن
جبره ومقاومته، وذلك كالضعف الذي ينشأ من كون الراوي متهمًا بالكذب» اهـ
ولخص هذه القاعدة الإمام ابن كثير في «اختصار علوم الحديث» ص حيث قال
«والضعف يتفاوت، فمنه ما لا يزول بالمتابعات، يعني لا يؤثر كونه تابعًا أو
متبوعًا كرواية الكذابين والمتروكين» اهـ
عاشرًا بدائل صحيحة
هناك بدائل صحيحة في أعلى درجات الصحة، وفقنا الله وحده لنشرها في مجلة
التوحيد الغراء عن شهر رمضان وفضائل الصيام تحت سلسلة «درر البحار من صحيح
الأحاديث القصار» من حديث رقم حتى حديث رقم في ثلاثين حديثًا، وكذلك من
حديث رقم وحتى حديث ، وكذلك من حديث رقم حتى حديث ، وهذا على سبيل المثال
لا الحصر
وهذا ما وفقني الله إليه، وهو وحده من وراء القصد
Gladiator- V.I.P
- عدد المساهمات : 2370
العمر : 33
مـــــــــــــزاجـى :
هـــــــــوايتــــى :
تاريخ التسجيل : 24/11/2008
دعـــــــــــــــــاء :
رد: :: سلسلة تحذير الداعية من القصص الواهية :: هام جدا
جزاك الله كل خير يا فرج على المعلومات القيمة ديه
رد: :: سلسلة تحذير الداعية من القصص الواهية :: هام جدا
قصة على رضى الله عنه و صلاة حفظ القرآن
اعداد الشيخ على حشيش
نواصل في هذا التحذير تقديم البحوث العلمية الحديثية للقارئ الكريم حتى
يقف على حقيقة هذه القصة التي اشتهرت على ألسنة الخطباء والوعاظ والقصاص،
واغتر كثير من الناس بها، وعند التطبيق لا يتحقق لهم ما في هذه القصة
الواهية، فيصابون بالشك في السنة أو في أنفسهم ؛ لوجود هذه القصة في بعض
كُتب السنة، كما سنبين من التخريج والتحقيق الذي نقدمه للقارئ الكريم
أولاً المتن
رُوي
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال «بينما نحن عند رسول الله إذ جاءه علي بن
أبي طالب رضي الله عنه، فقال بأبي أنت، تفلّت هذا القرآن من صدري فما
أجدني أقدر عليه، فقال له رسول الله «يا أبا الحسن، أفلا أعلمك كلمات
ينفعك الله بهن، وينفع بهن من علمته، ويُثبت ما تعلمت في صدرك؟» قال أجل
يا رسول الله فعلِّمني، قال
«إذا كان ليلة الجمعة فإن استطعت أن تقوم
في ثلث الليل الآخر فإنها ساعة مشهودة، والدعاء فيها مُستجاب، وقد قال أخي
يعقوب لبنيه «سوف أستغفر لكم ربي» يقول حتى تأتي ليلة الجمعة، فإن لم
تستطع فقم في وسطها، فإن لم تستطع فقم في أولها، فصلِّ أربع ركعات، تقرأ
في الركعة الأولى بـ «فاتحة الكتاب» وسورة «يس»، وفي الركعة الثانية
«بفاتحة الكتاب» و«حم الدخان»، وفي الركعة الثالثة بـ «فاتحة الكتاب»،
و«ألم تنزيل السجدة»، وفي الركعة الرابعة بـ «فاتحة الكتاب»، و«تبارك
المفصل»، فإذا فرغت من التشهد فاحمد الله، وأحسن الثناء على الله، وصلِّ
عليّ وأحْسن، وعلى سائر النبيين، واستغفر للمؤمنين والمؤمنات، ولإخوانك
الذين سبقوك بالإيمان، ثم قل في آخر ذلك
«اللهم ارحمني بترك المعاصي
أبدًا ما أبقيتني، وارحمني أن أتكلف ما لا يعنيني، وارزقني حسن النظر فيما
يرضيك عني، اللهم بديع السماوات والأرض، ذا الجلال والإكرام، والعزة التي
لا تُرام، أسألك يا الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك أن تلزم قلبي حفظ كتابك
كما علمتني، وارزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عني، اللهم بديع
السماوات والأرض، ذا الجلال والإكرام، والعزة التي لا ترام، أسألك يا الله
يا رحمن بجلالك ونور وجهك أن تنورِّ بكتابك بصري، وأن تطلق به لساني، وأن
تفرج به عن قلبي، وأن تشرح به صدري، وأن تستعمل به بدني، فإنه لا يعينني
على الحق غيرك، ولا يؤتينيه إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي
العظيم»
يا أبا الحسن، تفعل ذلك ثلاث جمع، أو خمسًا، أو سبعًا، تُجاب بإذن الله، والذي بعثني بالحق ما أخطأ مؤمنًا قط»
قال
ابن عباس فوالله ما لبث عليٌّ إلا خمسًا أو سبعًا حتى جاء رسولَ الله في
مثل ذلك المجلس فقال يا رسول الله، إني كنت فيما خلا لا أخذ إلا أربع آيات
ونحوهن، فإذا قرأتهن على نفسي تَفَلَّتْنَ، وأنا أتعلم اليوم أربعين آية
ونحوها، فإذا قرأتها على نفسي فكأنما كتاب الله بين عيني، ولقد كنت أسمع
الحديث فإذا رددته تَفَلَّتَ، وأنا اليوم أسمع الأحاديث، فإذا تحدثت بها
لم أخرم منها حرفًا، فقال رسول الله عند ذلك «مؤمن ورب الكعبة أبا الحسن»
ثانيًا التخريج
أخرجه
الترمذي في «السنن» شاكر ح ، والحاكم في «المستدرك» ، ، وابن الجوزي في
«الموضوعات» من طريق سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي عن الوليد بن مسلم،
حدثنا ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح وعكرمة مولى ابن عباس عن ابن عباس أنه
قال «بينما نحن عند رسول الله » القصة
ثالثًا التحقيق
هذه
القصة واهية، حديثها موضوع، أوردها الإمام ابن الجوزي في «الموضوعات»،
والمتهم به الوليد بن مسلم، وتدليسه تدليس التسوية، حيث أشار إليه ابن
الجوزي في «الموضوعات» فقال «أما الوليد فقال علماء النقل كان يروي عن
الأوزاعي أحاديث هي عند الأوزاعي عن شيوخ ضعفاء عن شيوخ قد أدركهم
الأوزاعي مثل نافع والزهري فيسقط أسماء الضعفاء ويجعلها عن الأوزاعي عنهم»
وتدليس التسوية الذي اشتهر به الوليد بن مسلم شر أنواع التدليس، ولكي يستبين للقارئ هذا الشر، فلا بد أن نبين صورته
قال
الإمام السخاوي في «فتح المغيث» «وممن كان يفعله الوليد بن مسلم، وصورته
أن يروي المدلس حديثًا عن شيخ ثقة بسند فيه راوٍ ضعيف، فيحذفه المدلس من
بين الثقتين اللذين لقي أحدهما الآخر، ولم يذكر أولهما بالتدليس، ويأتي
بلفظ محتمل فيستوي الإسناد كله ثقات، ويصرح المدلس بالاتصال عن شيخه ؛
لأنه قد سمعه منه، فلا يظهر في الإسناد ما يقتضي رده إلا لأهل النقد
والمعرفة بالعلل، ويصير الإسناد عاليًا وهو في الحقيقة نازل، وهو مذموم
جدًا لما فيه من مزيد الغش والتغطية» اهـ
قُلْتُ وبهذا يتبين أن
تدليس التسوية هو رواية الراوي عن شيخه، ثم إسقاط راوٍ ضعيف بين ثقتين لقى
أحدهما الآخر، وصورة ذلك أن يروي الراوي حديثًا عن شيخ ثقة، وذلك الثقة
يرويه عن ضعيف عن ثقة، ويكون الثقتان قد لقي أحدهما الآخر، فيأتي المدلس
الذي سمع الحديث من الثقة الأول، فيسقط الضعيف الذي في السند، ويجعل
الإسناد عن شيخه الثقة عن الثقة الثاني بلفظ محتمل، فيُسّوي الإسناد كله
ثقات، وهذا النوع من التدليس شر أنواع التدليس ؛ لأن الثقة الأول قد لا
يكون معروفًا بالتدليس، ويجده الواقف على السند كذلك بعد التسوية قد رواه
عن ثقة آخر، فيحكم له بالصحة، وفيه غرر شديد
لذلك أورد هذا الحديث
الذي جاءت به هذه القصة الواهية، الشيخ الألباني رحمه الله في «سلسلة
الأحاديث الضعيفة والموضوعة» ح ، وقال «هذا حديث منكر»، وأورده في «ضعيف
الترغيب» ح ، وقال «موضوع» ثم بيَّن القاعدة في التسوية بعد أن بيّن أن
الوليد بن مسلم يدلس تدليس التسوية، نقلاً عن الحافظ ابن حجر، ثم بيّن أن
الوليد بن مسلم إذا صرح بالتحديث عن ابن جريج لا يغني ولا يسمن في تدليس
التسوية، حيث قال الألباني رحمه الله
«فيه قصور لا يخفى، فالصواب
اشتراط تصريحه بالتحديث في شيخه وسائر الرواة الذين فوقه، لنأمن بذلك من
شر تدليسه تدليس التسوية، ولولا ذلك لكان إسناد هذا الحديث صحيحًا، لكون
الوليد قال فيه حدثنا ابن جريج كما رأيت، فلما لم يتابع التصريح بالتحديث
فوق ذلك قامت العلة في الحديث ؛ لاحتمال أن يكون بين ابن جريج وعطاء
وعكرمة أحد الضعفاء، فدلّس الوليد، كما في الأمثلة التي رواها الهيثم بن
خارجة رحمه الله تعالى»
قال الإمام السخاوي في «فتح المغيث»
«وأما القدماء فسموه تجويدًا، حيث قالوا جوَّده فلان»
قُلْتُ
هكذا كان يسمى تدليس التسوية تجويدًا، حيث يجوّد الإسناد بإسقاط المجروحين
وضم القوي إلى القوي تلبيسًا على من يحدث، وغرورًا لمن يأخذ عنه فتأتي
الحيرة من هذا التجويد، حتى قال الإمام الذهبي في «التلخيص» مستدرك «هذا
حديث منكر شاذ أخاف ألا يكون موضوعًا وقد حيرني والله جودة سنده»
قُلْتُ ثم قال الإمام الذهبي في «الميزان» ترجمة «الوليد بن مسلم أبو العباس الدمشقي من أنكر ما أتى حديث حفظ القرآن»
رابعًا طريق آخر
أخرجه
ابن السني في «عمل اليوم والليلة» ح ، ونبين للقارئ الكريم هذا الطريق،
حيث قال ابن السني «أخبرنا عبد الله بن محمد بن مسلم ومحمد بن حريم بن
مروان قالا حدثنا هشام بن عمار، ثنا محمد بن إبراهيم القرشي، ثنا أبو
صالح، ثنا عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال علي بن أبي طالب رضي
الله عنه يا رسول الله، القرآن يَتَفَلَّتُ من صدري، فقال النبي «ألا
أعلمك كلمات ينفعك الله عز وجل بهن ؟ » قال نعم، بأبي أنت وأمي، فقال
«صلِّ ليلة الجمعة أربع ركعات تقرأ في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب ويس،
وفي الركعة الثانية بفاتحة الكتاب وحم الدخان، وفي الركعة الثالثة بفاتحة
الكتاب وألم تنزيل السجدة، وفي الركعة الرابعة بفاتحة الكتاب وتبارك
المفصل، فإذا فرغت من التشهد فاحمد الله وأثن عليه، وصلِّ على النبيين
واستغفر للمؤمنين وقل «اللهم ارحمني بترك المعاصي أبدًا ما أبقيتني،
وارحمني أن أتكلف ما لا يعنيني، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني، اللهم
بديع السماوات والأرض، ذا الجلال والإكرام، والعزة التي لا تُرام، أسألك
يا الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك أن تلزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني،
وارزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عني، وأسألك أن تنور بكتابك بصري،
وتطلق به لساني، وتفرج به عن قلبي، وتشرح به صدري، وتستعمل به بدني،
وتقويني على ذلك، وتعينني عليه، فإنه لا يعين على الخير غيرك، ولا يوفق
لذلك إلا أنت، تفعل ذلك ثلاثًا أو خمسًا أو سبعًا تجاب بإذن الله عز وجل،
وما أخطأت مؤمنًا قط، فأتى رسول الله بعد ذلك لسبع جمع فأخبره بحفظ
القرآن، فقال النبي «مؤمن ورب الكعبة، علم أبا حسن»
وأخرج هذا الحديث الإمام ابن الجوزي في «الموضوعات» فقال
«أنبأنا
ظفر بن علي الهمداني، أنبأنا أبو منصور محمود بن محمد بن إسماعيل الصرفي،
حدثنا أحمد بن محمد بن الحسين، حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدثنا
الحسين بن إسحاق التستري، حدثنا هشام بن عمار، حدثنا محمد بن إبراهيم
القرشي، حدثنا أبو صالح عن عكرمة عن ابن عباس قال قال عليّ يا رسول الله،
إن القرآن يتفلت من صدري » القصة
قال ابن الجوزي «هذا حديث لا يصح، ومحمد بن إبراهيم مجروح، وأبو صالح لا نعلمه إلا إسحاق بن نجيح وهو متروك»
قُلْتُ
قال الشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني رحمه الله في تحقيقه لـ
«الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة» للشوكاني ص كتاب «الصلاة» ح
«ذكره ابن الجوزي وقال محمد بن إبراهيم مجروح، وأبو صالح إسحاق بن نجيح
متروك، فتحصل من هذا أن هشام بن عمار قد روى الخبر لكن بهذا الإسناد
التالف»
قُلْتُ وأورد هذا الحديث أيضًا الشيخ الألباني في «سلسلة
الأحاديث الضعيفة» من هذا الطريق، وعزاه لابن السني في «عمل اليوم
والليلة»، والطبراني في «المعجم الكبير»، والعقيلي في «الضعفاء»، وأعله
بأبي صالح وقال «وأبو صالح هو إسحاق بن نجيح الملطي، وهو وضاع دجال»
قُلْتُ وبيان هذا الوضع بيّنه الإمام الذهبي في «الميزان» ترجمة حيث قال «إسحاق بن نجيح الملطي، وكنيته أبو صالح
قال
أحمد هو من أكذب الناس، وقال يحيى معروف بالكذب ووضع الحديث، وقال يعقوب
الفسوي لا يكتب حديثه، وقال النسائي والدارقطني متروك، وقال الفلاس كان
يضع الحديث صراحًا» اهـ
قلت وهذا الطريق لا يزيد القصة إلا وهنًا على وهن
وبهذا التحقيق تصبح القصة واهية لما فيها من تدليس تسوية وهو من أشر أنواع التدليس،وبما فيها من كذابين، كما بيّنا من التحقيق
ومن
أراد أن ييسر الله له حفظ القرآن الكريم، وتيسير العمل به، فعليه بتقوى
الله ؛ لقوله تعالى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ
بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ البقرة
هذا ما وفقني الله إليه، وهو وحده من وراء القصد
Gladiator- V.I.P
- عدد المساهمات : 2370
العمر : 33
مـــــــــــــزاجـى :
هـــــــــوايتــــى :
تاريخ التسجيل : 24/11/2008
دعـــــــــــــــــاء :
dezner- Master
- عدد المساهمات : 9763
العمر : 33
مـــــــــــــزاجـى :
النـادى المفضـل :
هـــــــــوايتــــى :
تاريخ التسجيل : 25/11/2008
دعـــــــــــــــــاء :
رد: :: سلسلة تحذير الداعية من القصص الواهية :: هام جدا
جزاك الله خيرا يا دكتور واعانك الله علي الاستمرار
رد: :: سلسلة تحذير الداعية من القصص الواهية :: هام جدا
جزاك الله خيرا انا سيفتها وهبعتها لبعض الدعاه المروجون
ارجو الاستمرار
ارجو الاستمرار
رد: :: سلسلة تحذير الداعية من القصص الواهية :: هام جدا
قصة الأوعال -
نواصل في هذا التحذير تقديم البحوث العلمية الحديثية للقارئ الكريم حتى
يقف على حقيقة هذه القصة التي اشتهرت على الألسنة، وغرهم انتشارها في كُتب
السنة، وزادهم غرورًا عدم تحقيق هذه الكتب، للوقوف على درجة هذه القصة،
ولم يدر هؤلاء أن أصحاب هذه الكتب الأصلية أخرجوا هذه القصة بأسانيدها،
ومن أسند فقال أحال.
أولاً: المتن
رُوِيَ عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال: كنت بالبطحاء في عصابة،
وفيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فمرت به سحابة، فنظر إليها، فقال:
«ما تُسَمُّون هذه ؟» قالوا: السحاب. قال: «والمُزْن». قالوا: والمزن.
قال: «والعَنَان». قالوا: والعنان. قال: «كم ترون بينكم وبين السماء ؟»
قالوا: لا ندري. قال: «فإن بينكم وبينها إما واحدًا أو اثنين أو ثلاثًا
وسبعين سنة. والسماء فوقها كذلك». حتى عَدّ سبع سموات. «ثم فوق السماء
السابعة بحر، بين أعلاه وأسفله كما بين سماء إلى سماء، ثم فوق ذلك ثمانية
أوعال بين أظلافهن وركبهن كما بين سماء إلى سماء، ثم على ظهورهن العرش،
بين أعلاه وأسفله كما بين سماء إلى سماء، ثم الله فوق ذلك، تبارك وتعالى».
ثانيًا: التخريج
1- أخرجه أبو داود في «السنن» (4/231) (ح4723) قال: حدثنا محمد بن الصباح
البزاز، ثنا الوليد بن أبي ثور، عن سماك، عن عبد الله بن عميرة، عن الأحنف
بن قيس، عن العباس بن عبد المطلب قال: القصة.
2- وأخرجه أبو داود في «السنن» (4/231) (ح4724) قال: حدثنا أحمد بن أبي
سريج، أخبرنا عبدالرحمن بن عبد الله بن سعد ومحمد بن سعيد، قالا: أخبرنا
عمرو بن أبي قيس، عن سماك، بإسناده ومعناه.
3- وأخرجه أبو داود في «السنن» (4/232) (ح4725) قال: حدثنا أحمد بن حفص،
قال: حدثني أبي، ثنا إبراهيم بن طهمان، عن سماك، بإسناده ومعنى هذا الحديث
الطويل.
4- وأخرجه الترمذي في «السنن» (5/395) (ح3320) قال: حدثنا عبد بن حميد،
حدثنا عبدالرحمن بن سعد عن عمرو بن أبي قيس عن سماك بن حرب بإسناده ومعنى
هذا الحديث الطويل الذي جاءت به القصة.
5- وأخرجه ابن ماجه في «السنن» (1/69) (ح193) قال: حدثنا محمد بن يحيى،
ثنا محمد بن الصباح، ثنا الوليد بن أبي ثور الهمداني، عن سماك بإسناده،
ومعنى هذا الحديث الطويل الذي جاءت به القصة.
6- وأخرجه ابن أبي عاصم في «السنة» (1/253) (ح577) قال: حدثنا أبو عمرو
عثمان بن سعيد، ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد الرازي، ثنا عمرو بن
أبي قيس، عن سماك بإسناده ومعنى هذا الحديث الطويل الذي جاءت به القصة.
7- وأخرجه ابن خزيمة في «التوحيد» (1/234) (ح144) قال: حدثنا أحمد بن نصر
قال: أخبرنا الدشتكي عبد الرحمن بن عبد الله الرازي، قال: ثنا عمرو بن أبي
قيس عن سماك بإسناده ومعنى هذا الحديث الطويل الذي جاءت به القصة.
8- وأخرجه أبو الشيخ في «العظمة» (ح206) قال: حدثنا محمد بن العباس بن
أيوب قال: سمعت أبا مسعود أحمد بن الفرات يقول: حدثنا عبد الرحمن بن عبد
بن سعد، حدثنا عمرو بن أبي قيس عن سماك بإسناده ومعنى الحديث الطويل الذي
جاءت به القصة.
9- وأخرجه عثمان بن سعيد الدارمي في «الرد على بشر المريسي» (ص91) بتحقيق
الإمام محمد حامد الفقي مؤسس جماعة أنصار السنة سنة 1358هـ. قال الدارمي:
حدثنا محمد بن الصباح، حدثنا الوليد بن أبي ثور عن سماك بإسناده ومعنى
الحديث الطويل الذي جاءت به القصة.
10- وأخرجه الآجري في «الشريعة» (2/72) (ح706) قال: حدثنا أبو حفص عمر بن
أيوب السقطي، قال: نا محمد بن سليمان لُويْن، قال: نا الوليد بن أبي ثور،
عن سماك بإسناده، ومعنى الحديث الطويل الذي جاءت به القصة.
11- وأخرجه الآجري في «الشريعة» (2/72) (ح707) قال: وحدثنا أبو بكر بن أبي
داود، قال: نا عباد بن يعقوب الراوجبي، قال: أنا الوليد بن أبي ثور، عن
سماك بإسناده، ومعنى الحديث الطويل الذي جاءبت به القصة.
12- وأخرجه اللالكائي في «شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة» (3/31)
(ح650) قال: نا أبو زرعة، وعبد الملك بن أبي عبد الرحمن، وكثير بن شهاب،
قالوا: حدثنا محمد بن سعيد بن سابق، قال: ثنا عمرو، عن سماك بإسناده
ومعناه.
13- وأخرجه اللالكائي في «شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة» (3/33)
(ح651) قال: وأخبرنا أحمد بن عبيد، قال: أخبرنا علي بن عبد الله بن مبشر
قال: حدثني جابر بن كردي قال: حدثنا محمد بن الصباح الدولابي، قال: ثنا
الوليد بن أبي ثور الهمداني عن سماك بإسناده ومعناه.
14- وأخرجه الحاكم في «المستدرك» (2/501) قال: أخبرنا أبو زكريا العنبري
ثنا محمد بن عبد السلام ثنا إسحاق أنبأ عبد الرزاق ثنا يحيى بن العلاء عن
عمه شعيب بن خالد قال: حدثني سماك بإسناده ومعناه.
15- وأخرجه البيهقي في «الأسماء والصفات» (ص576) قال أخبرنا أبو الحسن
محمد بن الحسين بن داود العلوي أنا أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال
البزار ثنا أحمد بن حفص بن عبد الله حدثني إبراهيم بن طهمان عن سماك بن
حرب بإسناده ومعناه.
16- وأخرجه أحمد في «المسند» (1/206) (ح1770) قال: ثنا عبد الرزاق أنبأنا
يحيى بن العلاء عن عمه شعيب بن خالد حدثني سماك بن حرب عن عبد الله بن
عميرة عن عباس بن عبد المطلب قال: القصة.
17- وأخرجه أحمد في «المسند» (1/207) (ح1771) قال: حدثنا محمد بن الصباح
البزار ومحمد بن بكار قالا: ثنا الوليد بن أبي ثور عن سماك بن حرب عن عبد
الله بن عميرة عن الأحنف بن قيس عن العباس بن عبد المطلب. القصة.
18- وأخرجه العقيلي في «الضعفاء الكبير» (2/284، 852) قال: حدثنا محمد بن
إسماعيل، قال: حدثنا محمد بن الصباح قال: حدثنا الوليد بن أبي ثور، عن
سماك بإسناده ومعناه.
19- وأخرجه ابن عدي في «الكامل» (7/200) (51/2104) قال: ثنا العلاء الكوفي
وأبو يعلى قالا: ثنا إسرائيل المروزي، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا يحيى بن
العلاء عن عمه شعيب بن خالد عن سماك بن حرب، عن عبد الله بن عميرة، عن
العباس بن عبد المطلب قال: القصة.
20- وأخرجه ابن الجوزي في «العلل المتناهية» (1/23) (ح5) قال: أخبرنا ابن
الحصين قال: أنا ابن المذهب قال: أخبرنا أحمد بن جعفر قال: أنا عبد الله
بن أحمد قال: حدثني أبي قال: نا عبد الرزاق قال: أخبرني يحيى بن العلاء عن
عمه شعيب بن خالد قال: حدثني سماك بن حرب عن عبد الله بن عميرة، عن عباس
بن عبد المطلب قال: القصة.
21- وأخرجه ابن الجوزي في «العلل المتناهية» (1/24) (ح6) قال: أخبرنا ابن
الحصين قال: نا أبو طالب ابن غيلان قال: أنا أبو بكر محمد بن عبد الله
الشافعي قال: أنا موسى بن إبراهيم وعبد الله بن محمد بن ناجية قالا: نا
لوين قال: أنا الوليد بن أبي ثور عن سماك عن عبد الله بن عميرة عن الأحنف
بن قيس عن العباس: القصة.
ثالثًا: التحقيق
هذه القصة (قصة الأوعال) واهية، والأوعال مفردها: «وَعْل»، وهو تَيْس
الجبل، وهو جنس من المعز الجبلية له قرنان قويان منحنيان كسيفين أحدبين،
كذا في «المعجم الوجيز» (ص675- مجمع اللغة العربية)، وكذا لسان العرب
(11/730)، هذه التيوس لها أظلاف والظلف للبقر والغنم كالحافر للفرس وهذه
التيوس الثمانية كما في هذه القصة بين أظلافهن وركبهن كما بين سماء وسماء
وتحمل العرش على ظهورها.
قُلْتُ: مما أوردناه آنفًا من تخريج القصة يتبين أن هناك أكثر من عشرين
طريقًا تدور كلها على سماك بن حرب عن عبد الله بن عميرة عن الأحنف بن قيس،
عن العباس بن عبد المطلب، وبهذا يصبح حديث القصة غريبًا به علل.
العلة الأولى: تفرد سماك بروايته ولا يحتج بسماك عند الانفراد، حيث قال
الإمام النسائي: «كان ربما لقن فإذا انفرد بأصل لم يكن حجة لأنه كان يلقن
فيتلقن». اهـ. نقله الحافظ ابن حجر في «التهذيب» (4/234).
قُلْتُ: وهذا الجرح من الإمام النسائي في عدم الاحتجاج بسماك واضح تمام الوضوح، حيث انفرد سماك بحديث الأوعال.
ونقله الحافظ في «التهذيب» (5/301) عن الإمام مسلم أنه قال في «الوحدان»: «تفرد سماك بالرواية عنه أي عن عبد الله بن عميرة».
.
Gladiator- V.I.P
- عدد المساهمات : 2370
العمر : 33
مـــــــــــــزاجـى :
هـــــــــوايتــــى :
تاريخ التسجيل : 24/11/2008
دعـــــــــــــــــاء :
رد: :: سلسلة تحذير الداعية من القصص الواهية :: هام جدا
العلة الثانية: عبد الله بن عميرة:
أورده الإمام الذهبي في «الميزان» (2/469/4492) وقال: «عبد الله بن عَميرة
فيه جهالة». اهـ. وقال الذهبي أيضًا في «العلو» (ص49، 50): «تفرد به سماك
عن عبد الله، وعبد الله فيه جهالة». اهـ.
العلة الثالثة: عدم سماع عبد الله بن عميرة من الأحنف بن قيس:
قال أمير المؤمنين في الحديث الإمام البخاري في «التاريخ الكبير»
(5/159/494): «عبد الله بن عميرة عن الأحنف بن قيس عن العباس، ولا نعلم
لعبد الله بن عميرة سماعًا من الأحنف». اهـ.
ولقد أقر ذلك الإمام العقيلي في «الضعفاء الكبير» (2/284/852) حيث قال:
«عبد الله بن عميرة عن الأحنف بن قيس، حدثني آدم بن موسى قال: سمعت
البخاري يقول: «عبد الله بن عبد الله بن عميرة عن الأحنف بن قيس عن العباس
بن عبد المطلب ولا نعلم له سماعًا من الأحنف». اهـ. ثم أورد له حديث القصة
وجعله من مناكيره.
قُلْتُ: هذه العلة التي بينها الإمام البخاري وهي عدم سماع عبد الله بن
عميرة عن الأحنف بن قيس، والبخاري كما قال الإمام مسلم (هو طبيب الحديث في
علله)، كذا في «هدي الساري» (ص513)، ولكن حاول بعض الوضاعين أن يطمس هذه
العلة التي بينها الإمام البخاري في سند هذه القصة الواهية، فأسقط الأحنف
بن قيس من السند.
وجعله السند عن عبد الله بن عميرة عن العباس بن عبد المطلب.
وهذا الإسقاط من فعل يحيى بن العلاء حيث جعل السند عنه عن عمه شعيب بن
خالد، قال: حدثني سماك بن حرب عن عبد الله بن عميرة عن العباس بن عبد
المطلب كما هو مبين في «التخريج» الذي أوردناه آنفًا حيث كان الإسقاط في
ثلاث روايات من بين إحدى وعشرين رواية، وهذا الإسقاط في الروايات الثلاثة
من فعل يحيى بن العلاء الذي أورده الإمام الذهبي في «الميزان»
(4/397/9591) حيث نقل أقوال أئمة الجرح والتعديل فيه:
قال أحمد بن حنبل: يحيى بن العلاء كذاب يضع الحديث، وقال الدارقطني: متروك، وقال يحيى بن معين: ليس بثقة.
وأورده الإمام ابن عدي في «الكامل في ضعفاء الرجال» (7/198) (51/2104)،
وقال: حدثنا الجنيدي حدثنا البخاري قال: يحيى بن العلاء الرازي متروك
الحديث، وأخرج قصة الأوعال من طريقه وضعف القصة وبين أن حديثها غير محفوظ،
حيث قال بعد ذكرها:
«والذي ذكرت مع ما لم أذكر مما لا يتابع عليه وكلها غير محفوظة». اهـ.
وبهذا يتبين أن هذا الكذاب لا يعتد بما أسقطه.
لذلك قال الإمام ابن حبان في «المجروحين» (3/115): يحيى بن العلاء الرازي
البجلي يروي عن شعيب بن خالد، وعنه عبد الرزاق، كان ممن ينفرد عن الثقات
بالأشياء المقلوبات التي إذا سمعها مَنْ الحديث صناعته سبق إلى قلبه أنه
كان المتعمد لذلك لا يجوز الاحتجاج به». اهـ.
رابعًا: أوهام نتيجة الغفلة عن هذه العلل الثلاث
ظن البعض أن علة حديث القصة هو الوليد بن أبي ثور المذكور في رواية أبي
داود وابن ماجه والآجري وعثمان بن سعيد الدارمي واللالكائي وأحمد وابن
الجوزي كما هو مبين آنفًا في التخريج.
والوليد بن أبي ثور أورده الذهبي في «الميزان» (4/340/9377) ونقل أقوال أئمة الجرح والتعديل فيه:
قال محمد بن عبد الله بن نمير: ليس بشيء كذاب، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال أبو زُرْعَة: منكر الحديث يهم كثيرًا في حديثه وهاء.
فظن البعض أن علة القصة هي تفرد الوليد بن أبي ثور عن سماك، وحاول أن يدفع
هذا التفرد برواية غيره من الثقات عن سماك مثل إبراهيم بن طهمان كما في
رواية الآجري واليبهقي كما بينا في التخريج آنفًا، ولا يدري أن العلة ليست
فيما هو دون سماك، ولكن العلل في سماك نفسه ومن فوقه كما هو مبين في العلل
الثلاث التي أوردناها آنفًا: من سقط في الإسناد وطعن في الراوي، وتفرد لا
يحتج به.
خامسًا: تفسير الآية (17) من سورة الحاقة بهذه القصة الواهية
وإن تعجب فعجب أن يفسر قول الله تعالى: وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ
فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ [الحاقة: 17] بالتيوس الثمانية التي في
القصة والمسافة بين أظلافهم إلى ركبهم، كما بين سماء وسماء، أو مسيرة ثلاث
وستين سنة، أو ثلاث وسبعين سنة، وتحمل العرش.
فقد أخرج الإمام الحاكم- عفا الله عنا وعنه- في «المستدرك» (2/500) كتاب
التفسير باب «تفسير سورة الحاقة» حيث قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن علي
الميداني، حدثنا الحسين بن الفضل، حدثنا أبو غسان النهدي، حدثنا شريك عن
سماك بن حرب عن عبد الله بن عميرة عن الأحنف بن قيس عن العباس بن عبد
المطلب رضي الله عنه في قوله عز وجل: وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ
فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ قال: ثمانية أملاك على صورة الأوعال
بين أظلافهم إلى ركبهم مسيرة ثلاث وستين سنة».
الرد على هذه الفِرية
1- الحديث الذي جاءت به هذه القصة لتفسير الآية (17: الحاقة) حديث تالف، وقصة الأوعال واهية، وهو نفس سند القصة.
سماك بن حرب عن عبد الله بن عميرة عن الأحنف بن قيس عن العباس بن عبد المطلب والسند تالف بالعلل الثلاث التي بيناها آنفًا.
فوق هذه العلل الثلاثة علة رابعة هي أن شريكًا مدلس، فقد نقل الحافظ ابن
حجر في «تهذيب التهذيب» (4/296) عن أئمة الجرج والتعديل هذا التدليس، قال
عبد الحق الأشبيلي: «كان مدلسًا»، وقال ابن القطان: «وكان مشهورًا
بالتدليس»، وقد عنعن ولم يصرح بالسماع عن سماك.
2- قول الحاكم- رحمه الله- عن هذا الحديث: «هذا حديثٌ صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه». اهـ.
قلت: هذا قول فيه نظر.
أ- السند من طريق شريك عن سماك بن حرب عن عبد الله بن عميرة عن الأحنف بن
قيس عن العباس بن عبد المطلب موقوف، وهذا سند تالف بالعلل الأربع التي
بيناها آنفًا.
ب- عبد الله بن عميرة لم يخرج له مسلم، وهو لم يكن من رجال صحيح مسلم كما
هو مبين في كتاب «رجال صحيح مسلم» لابن منجويه كما هو مبين في تراجم من
اسمه عبد الله ممن روى له الإمام مسلم من الترجمة (727) إلى الترجمة (888).
جـ- والبحث في هذا السند الواهي الذي جعلوه تفسيرًا لآية الحاقة بل جعلوه على شرط مسلم:
1- لم نجد عند مسلم في صحيحه حديثًا واحدًا من طريق شريك عن سماك بن حرب
عن عبد الله بن عميرة عن الأحنف بن قيس عن العباس بن عبد المطلب حتى يقال
حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.
2- بل لم نجد عند مسلم في صحيحه حديثًا واحدًا من طريق سماك عن عبد الله بن عميرة عن الأحنف بن قيس عن العباس بن عبد المطلب.
3- بل لم نجد عند مسلم في صحيحه حديثًا واحدًا من طريق عبد الله بن عميرة بن الأحنف بن قيس عن العباس بن عبد المطلب.
4- بل بالبحث في «تحفة الأشراف» للإمام المزي (4/264) (ح5124) في «مسند
العباس» بن عبد المطلب مسند (267) في حديث الأحنف بن قيس التميمي البصري
عن العباس بن عبد المطلب لم نجد حديثًا واحدًا عند مسلم من طريق الأحنف بن
قيس عن العباس بن عبد المطلب.
وبهذا يتبين أن هذا الحديث الذي يجعل حملة العرش تيوسًا قصته واهية وسنده تالف مسلسل بالعلل كما بينا آنفًا.
قاعدة هامة جدًا: نقل محدث وادي النيل الشيخ أحمد شاكر- رحمه الله- في
«شرح اختصار علوم الحديث» لابن كثير ص(21) عن ابن الصلاح في «شرح مسلم»
قال: «من حكم لشخص بمجرد رواية مسلم عنه في صحيحه بأنه من شرط الصحيح فقد
غفل وأخطأ، بل ذلك متوقف على النظر في كيفية رواية مسلم عنه، وعلى أي وجه
اعتمد».
سادسًا ذكر من ضعَّف هذه القصة
1- الإمام ابن الجوزي في «العل المتناهية في الأحاديث الواهية» (1/24) (ح5)، (ح6).
2- الإمام ابن عدي في «الكامل في ضعفاء الرجال» (7/198، 51/2104).
3- الإمام العقيلي في «الضعفاء الكبير» (2/284/852).
4- وضعف هذه القصة الشيخ الألباني رحمه الله في «الضعيفة» (3/398)
(ح1247)، وفي «ضعيف سنن أبي داود» (ح1014)، وفي «ضعيف سنن الترمذي»
(ح654)، وفي «ضعيف سنن ابن ماجه» (ح34).
رابعًا: بدائل صحيحة
تذكر هذه القصة الواهية في كتب العقيدة لإثبات صفة العلو والفوقية:
1- صفة العلو والفوقية صفة ذاتية ثابتة لله عز وجل بالكتاب والسنة الصحيحة، وليست في حاجة إلى قصة الأوعال الواهية لإثباتها.
2- العلو ثلاثة أقسام:
أ- علو قهر. ب- علو شأن. جـ- علو ذات.
أ- علو قهر: أي فلا مغالب له ولا منازع، بل كل شيء تحت سلطان قهره ومن
الأدلة على ذلك قوله عز وجل: قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنْذِرٌ وَمَا مِنْ
إِلَهٍ إِلاَّ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ [ص: 65].
ب- «علو الشأن»: فتعالى عن النقائص والعيوب المنافية لإلهيته وربوبيته
وأسمائه الحسنى وصفاته العلى، وعلى سبيل المثال: تعالى في كمال حياته عن
الموت، ومن الأدلة على ذلك قول الله تعالى: وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ
الَّذِي لاَ يَمُوتُ [الفرقان: 58]، فنفى الموت لإثبات كمال الحياة، وهذا
بالنسبة لجميع الصفات الثبوتية عندما تذكر معها الصفات السلبية.
جـ- علو الذات (علو الفوقية):
وأهل السنة والجماعة يعتقدون أن الله عز وجل فوق جميع مخلوقاته مُسْتوٍ
على عرشه عالٍ على خلقه بائنٌ منهم يعلم أعمالهم ويسمع أقوالهم ويرى
حركاتهم وسكناتهم لا تخفى عليه خافية.
والأدلة الصحيحة على سبيل المثال لا الحصر لعلو الذات:
1- فمن ذلك أسماؤه الحسنى الدالة على ثبوت جميع معاني العلو له تبارك وتعالى كاسمه الأعلى واسمه العلى واسمه المتعالي واسمه الظاهر.
2- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء،
وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس
دونك شيء».
حديث صحيح أخرجه مسلم (ح2713)، وأحمد (8969)، وأبو داود (5051)، والترمذي
(ح3400)، (3481)، والنسائي في «اليوم والليلة» (ح795)، وابن السني في
«اليوم والليلة» (ح715)، وابن ماجه (ح3873) من حديث أبي هريرة.
وفي هذا الحديث تصريح بفوقية الله، وأنه تعالى الظاهر فليس فوقه شيء
والأدلة على صفة العلو كثيرة، وهذا على سبيل المثال من الكتاب والسنة
الصحيحة.
هذا ما وفقني الله إليه، وهو وحده من وراء القصد
أورده الإمام الذهبي في «الميزان» (2/469/4492) وقال: «عبد الله بن عَميرة
فيه جهالة». اهـ. وقال الذهبي أيضًا في «العلو» (ص49، 50): «تفرد به سماك
عن عبد الله، وعبد الله فيه جهالة». اهـ.
العلة الثالثة: عدم سماع عبد الله بن عميرة من الأحنف بن قيس:
قال أمير المؤمنين في الحديث الإمام البخاري في «التاريخ الكبير»
(5/159/494): «عبد الله بن عميرة عن الأحنف بن قيس عن العباس، ولا نعلم
لعبد الله بن عميرة سماعًا من الأحنف». اهـ.
ولقد أقر ذلك الإمام العقيلي في «الضعفاء الكبير» (2/284/852) حيث قال:
«عبد الله بن عميرة عن الأحنف بن قيس، حدثني آدم بن موسى قال: سمعت
البخاري يقول: «عبد الله بن عبد الله بن عميرة عن الأحنف بن قيس عن العباس
بن عبد المطلب ولا نعلم له سماعًا من الأحنف». اهـ. ثم أورد له حديث القصة
وجعله من مناكيره.
قُلْتُ: هذه العلة التي بينها الإمام البخاري وهي عدم سماع عبد الله بن
عميرة عن الأحنف بن قيس، والبخاري كما قال الإمام مسلم (هو طبيب الحديث في
علله)، كذا في «هدي الساري» (ص513)، ولكن حاول بعض الوضاعين أن يطمس هذه
العلة التي بينها الإمام البخاري في سند هذه القصة الواهية، فأسقط الأحنف
بن قيس من السند.
وجعله السند عن عبد الله بن عميرة عن العباس بن عبد المطلب.
وهذا الإسقاط من فعل يحيى بن العلاء حيث جعل السند عنه عن عمه شعيب بن
خالد، قال: حدثني سماك بن حرب عن عبد الله بن عميرة عن العباس بن عبد
المطلب كما هو مبين في «التخريج» الذي أوردناه آنفًا حيث كان الإسقاط في
ثلاث روايات من بين إحدى وعشرين رواية، وهذا الإسقاط في الروايات الثلاثة
من فعل يحيى بن العلاء الذي أورده الإمام الذهبي في «الميزان»
(4/397/9591) حيث نقل أقوال أئمة الجرح والتعديل فيه:
قال أحمد بن حنبل: يحيى بن العلاء كذاب يضع الحديث، وقال الدارقطني: متروك، وقال يحيى بن معين: ليس بثقة.
وأورده الإمام ابن عدي في «الكامل في ضعفاء الرجال» (7/198) (51/2104)،
وقال: حدثنا الجنيدي حدثنا البخاري قال: يحيى بن العلاء الرازي متروك
الحديث، وأخرج قصة الأوعال من طريقه وضعف القصة وبين أن حديثها غير محفوظ،
حيث قال بعد ذكرها:
«والذي ذكرت مع ما لم أذكر مما لا يتابع عليه وكلها غير محفوظة». اهـ.
وبهذا يتبين أن هذا الكذاب لا يعتد بما أسقطه.
لذلك قال الإمام ابن حبان في «المجروحين» (3/115): يحيى بن العلاء الرازي
البجلي يروي عن شعيب بن خالد، وعنه عبد الرزاق، كان ممن ينفرد عن الثقات
بالأشياء المقلوبات التي إذا سمعها مَنْ الحديث صناعته سبق إلى قلبه أنه
كان المتعمد لذلك لا يجوز الاحتجاج به». اهـ.
رابعًا: أوهام نتيجة الغفلة عن هذه العلل الثلاث
ظن البعض أن علة حديث القصة هو الوليد بن أبي ثور المذكور في رواية أبي
داود وابن ماجه والآجري وعثمان بن سعيد الدارمي واللالكائي وأحمد وابن
الجوزي كما هو مبين آنفًا في التخريج.
والوليد بن أبي ثور أورده الذهبي في «الميزان» (4/340/9377) ونقل أقوال أئمة الجرح والتعديل فيه:
قال محمد بن عبد الله بن نمير: ليس بشيء كذاب، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال أبو زُرْعَة: منكر الحديث يهم كثيرًا في حديثه وهاء.
فظن البعض أن علة القصة هي تفرد الوليد بن أبي ثور عن سماك، وحاول أن يدفع
هذا التفرد برواية غيره من الثقات عن سماك مثل إبراهيم بن طهمان كما في
رواية الآجري واليبهقي كما بينا في التخريج آنفًا، ولا يدري أن العلة ليست
فيما هو دون سماك، ولكن العلل في سماك نفسه ومن فوقه كما هو مبين في العلل
الثلاث التي أوردناها آنفًا: من سقط في الإسناد وطعن في الراوي، وتفرد لا
يحتج به.
خامسًا: تفسير الآية (17) من سورة الحاقة بهذه القصة الواهية
وإن تعجب فعجب أن يفسر قول الله تعالى: وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ
فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ [الحاقة: 17] بالتيوس الثمانية التي في
القصة والمسافة بين أظلافهم إلى ركبهم، كما بين سماء وسماء، أو مسيرة ثلاث
وستين سنة، أو ثلاث وسبعين سنة، وتحمل العرش.
فقد أخرج الإمام الحاكم- عفا الله عنا وعنه- في «المستدرك» (2/500) كتاب
التفسير باب «تفسير سورة الحاقة» حيث قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن علي
الميداني، حدثنا الحسين بن الفضل، حدثنا أبو غسان النهدي، حدثنا شريك عن
سماك بن حرب عن عبد الله بن عميرة عن الأحنف بن قيس عن العباس بن عبد
المطلب رضي الله عنه في قوله عز وجل: وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ
فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ قال: ثمانية أملاك على صورة الأوعال
بين أظلافهم إلى ركبهم مسيرة ثلاث وستين سنة».
الرد على هذه الفِرية
1- الحديث الذي جاءت به هذه القصة لتفسير الآية (17: الحاقة) حديث تالف، وقصة الأوعال واهية، وهو نفس سند القصة.
سماك بن حرب عن عبد الله بن عميرة عن الأحنف بن قيس عن العباس بن عبد المطلب والسند تالف بالعلل الثلاث التي بيناها آنفًا.
فوق هذه العلل الثلاثة علة رابعة هي أن شريكًا مدلس، فقد نقل الحافظ ابن
حجر في «تهذيب التهذيب» (4/296) عن أئمة الجرج والتعديل هذا التدليس، قال
عبد الحق الأشبيلي: «كان مدلسًا»، وقال ابن القطان: «وكان مشهورًا
بالتدليس»، وقد عنعن ولم يصرح بالسماع عن سماك.
2- قول الحاكم- رحمه الله- عن هذا الحديث: «هذا حديثٌ صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه». اهـ.
قلت: هذا قول فيه نظر.
أ- السند من طريق شريك عن سماك بن حرب عن عبد الله بن عميرة عن الأحنف بن
قيس عن العباس بن عبد المطلب موقوف، وهذا سند تالف بالعلل الأربع التي
بيناها آنفًا.
ب- عبد الله بن عميرة لم يخرج له مسلم، وهو لم يكن من رجال صحيح مسلم كما
هو مبين في كتاب «رجال صحيح مسلم» لابن منجويه كما هو مبين في تراجم من
اسمه عبد الله ممن روى له الإمام مسلم من الترجمة (727) إلى الترجمة (888).
جـ- والبحث في هذا السند الواهي الذي جعلوه تفسيرًا لآية الحاقة بل جعلوه على شرط مسلم:
1- لم نجد عند مسلم في صحيحه حديثًا واحدًا من طريق شريك عن سماك بن حرب
عن عبد الله بن عميرة عن الأحنف بن قيس عن العباس بن عبد المطلب حتى يقال
حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.
2- بل لم نجد عند مسلم في صحيحه حديثًا واحدًا من طريق سماك عن عبد الله بن عميرة عن الأحنف بن قيس عن العباس بن عبد المطلب.
3- بل لم نجد عند مسلم في صحيحه حديثًا واحدًا من طريق عبد الله بن عميرة بن الأحنف بن قيس عن العباس بن عبد المطلب.
4- بل بالبحث في «تحفة الأشراف» للإمام المزي (4/264) (ح5124) في «مسند
العباس» بن عبد المطلب مسند (267) في حديث الأحنف بن قيس التميمي البصري
عن العباس بن عبد المطلب لم نجد حديثًا واحدًا عند مسلم من طريق الأحنف بن
قيس عن العباس بن عبد المطلب.
وبهذا يتبين أن هذا الحديث الذي يجعل حملة العرش تيوسًا قصته واهية وسنده تالف مسلسل بالعلل كما بينا آنفًا.
قاعدة هامة جدًا: نقل محدث وادي النيل الشيخ أحمد شاكر- رحمه الله- في
«شرح اختصار علوم الحديث» لابن كثير ص(21) عن ابن الصلاح في «شرح مسلم»
قال: «من حكم لشخص بمجرد رواية مسلم عنه في صحيحه بأنه من شرط الصحيح فقد
غفل وأخطأ، بل ذلك متوقف على النظر في كيفية رواية مسلم عنه، وعلى أي وجه
اعتمد».
سادسًا ذكر من ضعَّف هذه القصة
1- الإمام ابن الجوزي في «العل المتناهية في الأحاديث الواهية» (1/24) (ح5)، (ح6).
2- الإمام ابن عدي في «الكامل في ضعفاء الرجال» (7/198، 51/2104).
3- الإمام العقيلي في «الضعفاء الكبير» (2/284/852).
4- وضعف هذه القصة الشيخ الألباني رحمه الله في «الضعيفة» (3/398)
(ح1247)، وفي «ضعيف سنن أبي داود» (ح1014)، وفي «ضعيف سنن الترمذي»
(ح654)، وفي «ضعيف سنن ابن ماجه» (ح34).
رابعًا: بدائل صحيحة
تذكر هذه القصة الواهية في كتب العقيدة لإثبات صفة العلو والفوقية:
1- صفة العلو والفوقية صفة ذاتية ثابتة لله عز وجل بالكتاب والسنة الصحيحة، وليست في حاجة إلى قصة الأوعال الواهية لإثباتها.
2- العلو ثلاثة أقسام:
أ- علو قهر. ب- علو شأن. جـ- علو ذات.
أ- علو قهر: أي فلا مغالب له ولا منازع، بل كل شيء تحت سلطان قهره ومن
الأدلة على ذلك قوله عز وجل: قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنْذِرٌ وَمَا مِنْ
إِلَهٍ إِلاَّ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ [ص: 65].
ب- «علو الشأن»: فتعالى عن النقائص والعيوب المنافية لإلهيته وربوبيته
وأسمائه الحسنى وصفاته العلى، وعلى سبيل المثال: تعالى في كمال حياته عن
الموت، ومن الأدلة على ذلك قول الله تعالى: وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ
الَّذِي لاَ يَمُوتُ [الفرقان: 58]، فنفى الموت لإثبات كمال الحياة، وهذا
بالنسبة لجميع الصفات الثبوتية عندما تذكر معها الصفات السلبية.
جـ- علو الذات (علو الفوقية):
وأهل السنة والجماعة يعتقدون أن الله عز وجل فوق جميع مخلوقاته مُسْتوٍ
على عرشه عالٍ على خلقه بائنٌ منهم يعلم أعمالهم ويسمع أقوالهم ويرى
حركاتهم وسكناتهم لا تخفى عليه خافية.
والأدلة الصحيحة على سبيل المثال لا الحصر لعلو الذات:
1- فمن ذلك أسماؤه الحسنى الدالة على ثبوت جميع معاني العلو له تبارك وتعالى كاسمه الأعلى واسمه العلى واسمه المتعالي واسمه الظاهر.
2- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء،
وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس
دونك شيء».
حديث صحيح أخرجه مسلم (ح2713)، وأحمد (8969)، وأبو داود (5051)، والترمذي
(ح3400)، (3481)، والنسائي في «اليوم والليلة» (ح795)، وابن السني في
«اليوم والليلة» (ح715)، وابن ماجه (ح3873) من حديث أبي هريرة.
وفي هذا الحديث تصريح بفوقية الله، وأنه تعالى الظاهر فليس فوقه شيء
والأدلة على صفة العلو كثيرة، وهذا على سبيل المثال من الكتاب والسنة
الصحيحة.
هذا ما وفقني الله إليه، وهو وحده من وراء القصد
Gladiator- V.I.P
- عدد المساهمات : 2370
العمر : 33
مـــــــــــــزاجـى :
هـــــــــوايتــــى :
تاريخ التسجيل : 24/11/2008
دعـــــــــــــــــاء :
رد: :: سلسلة تحذير الداعية من القصص الواهية :: هام جدا
هذة القصة واهية و قد سمعتها فى احد خطب الجمعة
توبة ثعلبة بن عبدالرحمن
أنبأنا المحمدان ابن ناصر وابن عبد الباقي قالا أنبأنا حمد بن أحمد أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبدالله الاصفهانى حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد المفيد حدثنا موسى بن هارون ومحمد بن الليث الجوهرى قالا حدثنا سليم بن منصور بن عمار حدثنا أبى عن المنكدر بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن جابر بن عبدالله " أن فتى من الانصار يقال له ثعلبة بن عبدالرحمن أسلم وكان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه في حاجة فمر بباب رجل من الانصار فرأى امرأة الانصاري تغتسل فكرر إليها النظر وخاف أن ينزل الوحى على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج هاربا على وجهه، فأتى جبالا بين مكة والمدنية فولجها، ففقده رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين يوما وهى الايام التى قالوا ودعه ربه وقلى، وأن جبريل نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد إن ربك يقرئك السلام ويقول إن الهارب من أمتك بين هذه الجبال يتعوذ بى من نارى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عمر ويا سلمان انطلقا فأتيانى بثعلبة بن عبدالرحمن فخرجا في - أبعاد - [ أنقاب ] المدينة فلقيهما راع من رعاة المدينة
يقال له دفافة، فقال له عمر: يادفافة هل لك على بشاب بين هذه الجبال، فقال له دفافة: لعلك تريد الهارب من جهنم، فقال عمر: وما علمك أنه هارب من جهنم، قال: لانه إذا كان في جوف الليل خرج علينا من هذه الجبال واضعا يده على أم رأسه وهو يقول: ليتك قبضت روحي في الارواح وجسدى في الاجساد ولم تجردني لفصل القضاء.
قال: فغدا عليه عمر فاحتضنه، فقال: الامان الامان، الخلاص من النار، فقال له عمر: أنا عمر بن الخطاب، فقال: يا عمر هل علم رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال: لا علم لى إلا أنه ذكرك بالامس فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسلني أنا وسلمان في طلبك، فقال: يا عمر لا تدخلني عليه إلا وهو يصلى أو بلال يقول: قد قامت الصلاة، قال: أفعل، فأقبلوا به إلى المدينة فوافقوا رسول الله صلى الله علية وسلم وهو في صلاة الغداة، فبدر عمر وسلمان الصف، فما سمع قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى خر مغشيا عليه، فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا عمر ويا سلمان ما فعل ثعلبة بن عبدالرحمن ؟ قالا: هاهو ذا يا رسول الله، قال: أفلا أدلك على أنه يمحو الذنوب والخطايا، قال: بلى يا رسول الله، قال قل: اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، قال: ذنبي أعظم يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بل كلام الله أعظم، ثم أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالانصراف إلى منزله، فمرض ثمانية أيام، فجاء سلمان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله هل لك في ثعلبة فإنه لما به.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قوموا بنا إليه، فلما دخل عليه أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه فوضعه في حجره، فأزال رأسه عن حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم أزلت رأسك عن حجري ؟
فقال: إنه من الذنوب ملآن، قال: ما تجد ؟ قال: أجد مثل دبيب النمل بين جلدى وعظمي، قال: فما تشتهى ؟ قال: مغفرة ربى، قال: فنزل جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن ربك يقرأ عليك السلام يقول: لو أن عبدى هذا لقيني بقراب الارض خطيئة لقيته بقرابها مغفرة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفلا أعلمه ذلك ؟ قال: بلى، فأعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك، فصاح صيحة فمات، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بغسله وكفنه وصلى عليه، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشى على أطراف أنامله، فقالوا: يارسول الله رأيناك تمشى على أطراف أناملك، قال: والذى بعثنى بالحق ما قدرت أن أضع رجلى على الارض من كثرة أجنحة لتشييعه من الملائكة ".
ــــــــــــــــــ
و قد بحثت عنها فى كتاب الموضوعات الجزء الثالث صفحة 122
فوجدت ان
هذا حديث موضوع شديد البرودة، ولقد فضح نفسه من وضعه بقوله: وذلك حين نزل عليه (ما ودعك ربك وما قلى) وهذا إنما أنزل عليه بمكة بلا خلاف، وليس في الصحابة من اسمه دفافة، وقد اجتمع في إسناده جماعة ضعفاء منهم المنكدر، قال يحيى: ليس بشئ، وقال ابن حبان: كان يأتي بالشئ توهما فبطل الاحتجاج بأخباره.
ومنهم سليم بن منصور فإنهم قد تكلموا فيه، ومنهم أبو بكر المفيد، قال البرقانى: ليس بحجة، قال وسمعت عليه الموطأ، فقال لى أبو بكر بن أبى سعد: اخلف الله نفقتك، فأخذت عوضه بياضا.
وقد روى هذا الحديث أبو عبد الرحمن السلمى عن جده إسماعيل بن نجيد عن أبى عبدالله محمد بن إبراهيم العبدى عن سليم، و - هآولا - [ هؤلاء ] لا تقوم بهم حجة.
توبة ثعلبة بن عبدالرحمن
أنبأنا المحمدان ابن ناصر وابن عبد الباقي قالا أنبأنا حمد بن أحمد أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبدالله الاصفهانى حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد المفيد حدثنا موسى بن هارون ومحمد بن الليث الجوهرى قالا حدثنا سليم بن منصور بن عمار حدثنا أبى عن المنكدر بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن جابر بن عبدالله " أن فتى من الانصار يقال له ثعلبة بن عبدالرحمن أسلم وكان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه في حاجة فمر بباب رجل من الانصار فرأى امرأة الانصاري تغتسل فكرر إليها النظر وخاف أن ينزل الوحى على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج هاربا على وجهه، فأتى جبالا بين مكة والمدنية فولجها، ففقده رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين يوما وهى الايام التى قالوا ودعه ربه وقلى، وأن جبريل نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد إن ربك يقرئك السلام ويقول إن الهارب من أمتك بين هذه الجبال يتعوذ بى من نارى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عمر ويا سلمان انطلقا فأتيانى بثعلبة بن عبدالرحمن فخرجا في - أبعاد - [ أنقاب ] المدينة فلقيهما راع من رعاة المدينة
يقال له دفافة، فقال له عمر: يادفافة هل لك على بشاب بين هذه الجبال، فقال له دفافة: لعلك تريد الهارب من جهنم، فقال عمر: وما علمك أنه هارب من جهنم، قال: لانه إذا كان في جوف الليل خرج علينا من هذه الجبال واضعا يده على أم رأسه وهو يقول: ليتك قبضت روحي في الارواح وجسدى في الاجساد ولم تجردني لفصل القضاء.
قال: فغدا عليه عمر فاحتضنه، فقال: الامان الامان، الخلاص من النار، فقال له عمر: أنا عمر بن الخطاب، فقال: يا عمر هل علم رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال: لا علم لى إلا أنه ذكرك بالامس فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسلني أنا وسلمان في طلبك، فقال: يا عمر لا تدخلني عليه إلا وهو يصلى أو بلال يقول: قد قامت الصلاة، قال: أفعل، فأقبلوا به إلى المدينة فوافقوا رسول الله صلى الله علية وسلم وهو في صلاة الغداة، فبدر عمر وسلمان الصف، فما سمع قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى خر مغشيا عليه، فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا عمر ويا سلمان ما فعل ثعلبة بن عبدالرحمن ؟ قالا: هاهو ذا يا رسول الله، قال: أفلا أدلك على أنه يمحو الذنوب والخطايا، قال: بلى يا رسول الله، قال قل: اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، قال: ذنبي أعظم يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بل كلام الله أعظم، ثم أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالانصراف إلى منزله، فمرض ثمانية أيام، فجاء سلمان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله هل لك في ثعلبة فإنه لما به.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قوموا بنا إليه، فلما دخل عليه أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه فوضعه في حجره، فأزال رأسه عن حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم أزلت رأسك عن حجري ؟
فقال: إنه من الذنوب ملآن، قال: ما تجد ؟ قال: أجد مثل دبيب النمل بين جلدى وعظمي، قال: فما تشتهى ؟ قال: مغفرة ربى، قال: فنزل جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن ربك يقرأ عليك السلام يقول: لو أن عبدى هذا لقيني بقراب الارض خطيئة لقيته بقرابها مغفرة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفلا أعلمه ذلك ؟ قال: بلى، فأعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك، فصاح صيحة فمات، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بغسله وكفنه وصلى عليه، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشى على أطراف أنامله، فقالوا: يارسول الله رأيناك تمشى على أطراف أناملك، قال: والذى بعثنى بالحق ما قدرت أن أضع رجلى على الارض من كثرة أجنحة لتشييعه من الملائكة ".
ــــــــــــــــــ
و قد بحثت عنها فى كتاب الموضوعات الجزء الثالث صفحة 122
فوجدت ان
هذا حديث موضوع شديد البرودة، ولقد فضح نفسه من وضعه بقوله: وذلك حين نزل عليه (ما ودعك ربك وما قلى) وهذا إنما أنزل عليه بمكة بلا خلاف، وليس في الصحابة من اسمه دفافة، وقد اجتمع في إسناده جماعة ضعفاء منهم المنكدر، قال يحيى: ليس بشئ، وقال ابن حبان: كان يأتي بالشئ توهما فبطل الاحتجاج بأخباره.
ومنهم سليم بن منصور فإنهم قد تكلموا فيه، ومنهم أبو بكر المفيد، قال البرقانى: ليس بحجة، قال وسمعت عليه الموطأ، فقال لى أبو بكر بن أبى سعد: اخلف الله نفقتك، فأخذت عوضه بياضا.
وقد روى هذا الحديث أبو عبد الرحمن السلمى عن جده إسماعيل بن نجيد عن أبى عبدالله محمد بن إبراهيم العبدى عن سليم، و - هآولا - [ هؤلاء ] لا تقوم بهم حجة.
عدل سابقا من قبل gladiator في الإثنين فبراير 09, 2009 8:53 pm عدل 1 مرات
Gladiator- V.I.P
- عدد المساهمات : 2370
العمر : 33
مـــــــــــــزاجـى :
هـــــــــوايتــــى :
تاريخ التسجيل : 24/11/2008
دعـــــــــــــــــاء :
رد: :: سلسلة تحذير الداعية من القصص الواهية :: هام جدا
جزاك الله عنا الجنة
بارك الله فيك
استمر
بارك الله فيك
استمر
Den.Esraa- Professional
- عدد المساهمات : 3073
العمر : 34
مـــــــــــــزاجـى :
النـادى المفضـل :
هـــــــــوايتــــى :
تاريخ التسجيل : 06/12/2008
دعـــــــــــــــــاء :
رد: :: سلسلة تحذير الداعية من القصص الواهية :: هام جدا
رااااااااااااااااااااااااااااااااائع
جزاك الله الجنة
بجد بارك فيك
ونفع بك
على هذه القصة الرائعة التي نقبت عنها
وزادك علما واجلالا
جزاك الله الجنة
بجد بارك فيك
ونفع بك
على هذه القصة الرائعة التي نقبت عنها
وزادك علما واجلالا
Gladiator- V.I.P
- عدد المساهمات : 2370
العمر : 33
مـــــــــــــزاجـى :
هـــــــــوايتــــى :
تاريخ التسجيل : 24/11/2008
دعـــــــــــــــــاء :
رد: :: سلسلة تحذير الداعية من القصص الواهية :: هام جدا
تخريج قصة ثعلبه بن عبد الرحمن
ورد السيوطي في " اللآلى المصنوعة " (2/307) سند القصة فقال :
( أبو نعيم ) حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد المفيد ، حدثنا موسى بن هارون
ومحمد بن الليث الجوهري قالا : حدثنا سليم بن منصور بن عمار ، حدثنا أبي ،
حدثنا المنكدر بن محمد المنكدر ، عن أبيه ، عن جابر به .
عِللُ القصةِ :
هذه القصة فيها ثلاثُ عللٍ :
العِلةُ الأولى : عِلةٌ إسناديةٌ :
وهذا السند مسلسل بالضعفاء :
1 - أبو بكر محمد بن أحمد المفيد الجَرْجَرائي .
ذكره الإمام الذهبي في " الميزان " (3/460-461) فقال : " ... روى مناكير
عن مجاهيل ... وقد حدث عنه البرقاني في صحيحه مع اعتذاره واعترافه بأنه
ليس بحجة ... وقال أبو الوليد الباجي : أنكرت على أبي بكر المفيد أسانيد
أدَّعَاها .
قلت ( الذهبي ) : مات سنة ثمان وسبعين وثلاث مئة ، وله أربع وتسعون سنة . وهو متهم .ا.هـ.
وقال أيضا في سير أعلام النبلاء (16/269) فقال : الشيخ الإمام ، المحدِّث الضعيف .
وقال في " تذكرة الحفاظ " (3/979) : وقال الماليني : كان المفيد رجلا صالحا . قلت : لكنه متهم .
فائدةٌ :
قال الذهبي في " تذكرة الحفاظ " (3/979) :
وقال الخطيب : حدثني محمد بن عبد الله عنه أنه قال : موسى بن هارون سماني المفيد .
قلت ( الذهبي ) : فهذه العبارة أول ما استعملت لقبا في هذا الوقت قبل
الثلاث مئة ، والحافظ أعلى من المفيد في العرف ، كما أن الحجة فوق الثقة
.ا.هـ.
2 - سُليم بن منصور بن عمار ، أبو الحسن .
قال عنه الذهبي في " الميزان " (2/232) : عن ابن عُلية وجماعة . قال ابن
أبي حاتم : قلت لأبي : أهل بغداد يتكلمون ؟ فقال : مه ، سألت ابن أبي
الثلج عنه فقلت : يقولون : كتب عن عليه وهو صغير . فقال : لا .ا.هـ.
وقال في " المغني في الضعفاء " (1/285) : سُليم بن منصور بن عمار ، عن ابن علية ، تُكلم فيه ولم يترك .ا.هـ.
وقال في " ديوان الضعفاء " ( ص 177) : سُليم بن منصور بن عمار عن أبيه . تكلم فيه بعض البغدادين .ا.هـ.
3 - منصور بن عمار الواعظ .
قال عنه الذهبي في " الميزان " (4/187-188) : الواعظ ، أبو السري ... قال
أبو حاتم : ليس بالقوي . وقال ابن عدي : منكر الحديث . وقال العقيلي : فيه
تجهم . وقال الدارقطني : يروي عن الضعفاء أحاديث لا يتابع عليها .ا.هـ.
ثم قال الذهبي في آخر ترجمته : وساق له ابن عدي أحاديث تدل على أنه واهٍ في الحديث .ا.هـ.
وقد أعل العلامة الألباني في " الضعيفة " (4/359 رقم 1884) حديثا في سنده سُليم بن منصور وأبوه .
فائدةٌ :
قال ابن عدي في " الكامل " (6/395) عند آخر ترجمة منصور بن عمار :
وكان يُعطى على الوعظ الحسن مالٌ .ا.هـ.
وقال الذهبي في " الميزان " في ترجمة منصور بن عمار :
وإليه كان المنتهى في بلاغة الوعظ ، وترقيق القلوب ، وتحريك الهمم ، وعظ ببغداد والشام ومصر ، وبعد صيته واشتهر اسمه .ا.هـ.
4 - المنكدر بن محمد بن المنكدر القرشي .
ذكره المزي في " تهذيب الكمال " (28/564-565) وأورد جملة من كلام علماء الجرح والتعديل ومنها :
قال البخاري : قال ابن عيينة : لم يكن بالحافظ .
وقال عباس الدوري ، عن يحيى بن معين : ليس بشيء .
وقال مرة : ليس به بأس .
وقال أبو زرعة : ليس بالقوي .
وقال أبو حاتم : كان رجلا لا يفهم الحديث ، وكان كثير الخطأ ، لم يكن بالحافظ لحديث أبيه .
وقال الجوزجاني والنسائي : ضعيف .
ولخص الحافظ ابن حجر في " التقريب " الحكم عليه فقال : لين الحديث .
وذكر السيوطي في " اللآلئ المصنوعة " (2/307) طريقيين تلتقي عند سليم بن منصور به فقال :
ورواه أبو عبد الرحمن السلمي عم جده اسماعيل بن نجيد ، عن أبي عبد الله محمد بن إبراهيم العبدي ، عن سليم وهؤلاء لا تقوم بهم حجة .
قلت : ورواه الخرائطي في اعتلال القلوب حدثنا أحمد بن جعفر بن محمد حدثنا إبراهيم بن علي الأطروش حدثنا سليم بن منصور به .ا.هـ.
فتبقى علة الحديث قائمةً من عند سليم بن منصور بغض النظر عما قبله من الرجال .
العلماءُ الذين أعلوا القصةَ :
قال ابن الأثير في أسد الغابة " (1/290) بعد أن أرود القصة في ترجمة " ثعلبة بن عبد الرحمن " :
قلت : أخرجه ابن مندة وأبو نعيم ، وفيه غير إسناده ، فإن قوله تعالى : " "
مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى " [ الضحى : 3 ] نزلت في أول الإسلام
والوحي ، والنبي بمكة ، والحديث في ذلك صحيح ، وهذه القصة كانت بعد الهجرة
، فلا يجتمعان .ا.هـ.
وأعل الحافظ ابن حجر في " الإصابة " (2/23) القصة فقال عند ترجمة الصحابي " ثعلبة ":
يقال إنه كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم .
روى بن شاهين وأبو نعيم مطولا من جهة سليم بن منصور بن عمار ، عن أبيه ،
عن المنكدر بن محمد بن المنكدر ، عن أبيه ، عن جابر : أن فتى من الأنصار
يقال له : ثعلبة بن عبدالرحمن كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم ، فبعثه
في حاجة ، فمر بباب رجل من الأنصار فرأى امرأته تغتسل فكرر النظر إليها ،
ثم خاف أن ينزل الوحي فهرب على وجهه حتى أتي جبالا بين مكة المدينة فقطنها
ففقده النبي صلى الله عليه وسلم أربعين يوما وهي الأيام التي قالوا : ودعه
ربه وقلاه ، ثم إن جبريل نزل عليه فقال : يا محمد أن الهارب بين الجبال
يتعوذ بي من النار ، فأرسل إليه عمر فقال : انطلق أنت وسلمان فائتياني به
فلقيها راع يقال له : دفافة فقال : لعلكما تريدان الهارب من جهنم فذكر
الحديث بطوله في اتيانهما به ، وقصة مرضه ، وموته من خوفه من ذنبه .
قال بن منده بعد أن رواه مختصرا : تفرد به منصور .
قلت : وفيه ضعف ، وشيخه أضعف منه ، وفي السياق ما يدل على وهن الخبر لأن
نزول " مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى " [ الضحى : 3 ] كان قبل الهجرة
بلا خلاف .ا.هـ.
وقال السيوطي في " اللآلئ المصنوعة " (2/307) :
موضوع . المنكدر ليس بشيء ، وسليم تكلموا فيه ، وأبو بكر المفيد ليس بحجة ، وليس في الصحابة من اسمه ذفافة .
وقوله تعالى : " مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى " [ الضحى : 3 ] إنما نزل بمكة بلا خلاف .ا.هـ.
العِلةُ الثانيةُ : عِلةٌ في المتنِ :
أن قوله تعالى : " مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى " [ الضحى : 3 ]
نزلت في مكة ، والقصة في المدينة ، وهذه علة ترد بها القصة ، ولهذا أشار
إلى ذلك ابن الأثير والسيوطي .
قال ابن الأثير في أسد الغابة " (1/290) :
وفيه غير إسناده ، فإن قوله تعالى : " " مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا
قَلَى " [ الضحى : 3 ] نزلت في أول الإسلام والوحي ، والنبي بمكة ،
والحديث في ذلك صحيح ، وهذه القصة كانت بعد الهجرة ، فلا يجتمعان .ا.هـ.
وقال السيوطي في " اللآلئ المصنوعة " (2/307) :
وقوله تعالى : " مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى " [ الضحى : 3 ] إنما نزل بمكة بلا خلاف .ا.هـ.
العِلةُ الثالثةُ : عدم ورود صحابي باسم " ذفافة " أو " دفافة " :
لا يوجد في الصحابة من اسمه " ذفافة " أو " دفافة " وقد ترجم الحافظ ابن حجر في " الإصابة " (3/195 ، 208) لكليهما فقال :
دفافة الراعي . تقدم ذكره في ترجمة ثعلبة بن عبدالرحمن ذكره بن الأثير في المعجمة .ا.هـ.
وقال أيضا :
ذفافة الراعي . له ذكر في ترجمة ثعلبة بن عبدالرحمن استدركه بن الأمين
وابن الأثير في حرف الذال المعجمة وقد أشرت إليه في المهملة .ا.هـ.
وترجم ابن الأثير في أسد الغابة (2/186) لـ " ذفافة " فقال : ذفافة . له
في ذكر حديث ثعلبة بن عبد الرحمن يقتضي أن لهما صحبة . وقد ذكرناه في
ثعلبة بن عبد الرحمن . ولم يذكروه .ا.هـ.
ورد السيوطي في " اللآلى المصنوعة " (2/307) سند القصة فقال :
( أبو نعيم ) حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد المفيد ، حدثنا موسى بن هارون
ومحمد بن الليث الجوهري قالا : حدثنا سليم بن منصور بن عمار ، حدثنا أبي ،
حدثنا المنكدر بن محمد المنكدر ، عن أبيه ، عن جابر به .
عِللُ القصةِ :
هذه القصة فيها ثلاثُ عللٍ :
العِلةُ الأولى : عِلةٌ إسناديةٌ :
وهذا السند مسلسل بالضعفاء :
1 - أبو بكر محمد بن أحمد المفيد الجَرْجَرائي .
ذكره الإمام الذهبي في " الميزان " (3/460-461) فقال : " ... روى مناكير
عن مجاهيل ... وقد حدث عنه البرقاني في صحيحه مع اعتذاره واعترافه بأنه
ليس بحجة ... وقال أبو الوليد الباجي : أنكرت على أبي بكر المفيد أسانيد
أدَّعَاها .
قلت ( الذهبي ) : مات سنة ثمان وسبعين وثلاث مئة ، وله أربع وتسعون سنة . وهو متهم .ا.هـ.
وقال أيضا في سير أعلام النبلاء (16/269) فقال : الشيخ الإمام ، المحدِّث الضعيف .
وقال في " تذكرة الحفاظ " (3/979) : وقال الماليني : كان المفيد رجلا صالحا . قلت : لكنه متهم .
فائدةٌ :
قال الذهبي في " تذكرة الحفاظ " (3/979) :
وقال الخطيب : حدثني محمد بن عبد الله عنه أنه قال : موسى بن هارون سماني المفيد .
قلت ( الذهبي ) : فهذه العبارة أول ما استعملت لقبا في هذا الوقت قبل
الثلاث مئة ، والحافظ أعلى من المفيد في العرف ، كما أن الحجة فوق الثقة
.ا.هـ.
2 - سُليم بن منصور بن عمار ، أبو الحسن .
قال عنه الذهبي في " الميزان " (2/232) : عن ابن عُلية وجماعة . قال ابن
أبي حاتم : قلت لأبي : أهل بغداد يتكلمون ؟ فقال : مه ، سألت ابن أبي
الثلج عنه فقلت : يقولون : كتب عن عليه وهو صغير . فقال : لا .ا.هـ.
وقال في " المغني في الضعفاء " (1/285) : سُليم بن منصور بن عمار ، عن ابن علية ، تُكلم فيه ولم يترك .ا.هـ.
وقال في " ديوان الضعفاء " ( ص 177) : سُليم بن منصور بن عمار عن أبيه . تكلم فيه بعض البغدادين .ا.هـ.
3 - منصور بن عمار الواعظ .
قال عنه الذهبي في " الميزان " (4/187-188) : الواعظ ، أبو السري ... قال
أبو حاتم : ليس بالقوي . وقال ابن عدي : منكر الحديث . وقال العقيلي : فيه
تجهم . وقال الدارقطني : يروي عن الضعفاء أحاديث لا يتابع عليها .ا.هـ.
ثم قال الذهبي في آخر ترجمته : وساق له ابن عدي أحاديث تدل على أنه واهٍ في الحديث .ا.هـ.
وقد أعل العلامة الألباني في " الضعيفة " (4/359 رقم 1884) حديثا في سنده سُليم بن منصور وأبوه .
فائدةٌ :
قال ابن عدي في " الكامل " (6/395) عند آخر ترجمة منصور بن عمار :
وكان يُعطى على الوعظ الحسن مالٌ .ا.هـ.
وقال الذهبي في " الميزان " في ترجمة منصور بن عمار :
وإليه كان المنتهى في بلاغة الوعظ ، وترقيق القلوب ، وتحريك الهمم ، وعظ ببغداد والشام ومصر ، وبعد صيته واشتهر اسمه .ا.هـ.
4 - المنكدر بن محمد بن المنكدر القرشي .
ذكره المزي في " تهذيب الكمال " (28/564-565) وأورد جملة من كلام علماء الجرح والتعديل ومنها :
قال البخاري : قال ابن عيينة : لم يكن بالحافظ .
وقال عباس الدوري ، عن يحيى بن معين : ليس بشيء .
وقال مرة : ليس به بأس .
وقال أبو زرعة : ليس بالقوي .
وقال أبو حاتم : كان رجلا لا يفهم الحديث ، وكان كثير الخطأ ، لم يكن بالحافظ لحديث أبيه .
وقال الجوزجاني والنسائي : ضعيف .
ولخص الحافظ ابن حجر في " التقريب " الحكم عليه فقال : لين الحديث .
وذكر السيوطي في " اللآلئ المصنوعة " (2/307) طريقيين تلتقي عند سليم بن منصور به فقال :
ورواه أبو عبد الرحمن السلمي عم جده اسماعيل بن نجيد ، عن أبي عبد الله محمد بن إبراهيم العبدي ، عن سليم وهؤلاء لا تقوم بهم حجة .
قلت : ورواه الخرائطي في اعتلال القلوب حدثنا أحمد بن جعفر بن محمد حدثنا إبراهيم بن علي الأطروش حدثنا سليم بن منصور به .ا.هـ.
فتبقى علة الحديث قائمةً من عند سليم بن منصور بغض النظر عما قبله من الرجال .
العلماءُ الذين أعلوا القصةَ :
قال ابن الأثير في أسد الغابة " (1/290) بعد أن أرود القصة في ترجمة " ثعلبة بن عبد الرحمن " :
قلت : أخرجه ابن مندة وأبو نعيم ، وفيه غير إسناده ، فإن قوله تعالى : " "
مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى " [ الضحى : 3 ] نزلت في أول الإسلام
والوحي ، والنبي بمكة ، والحديث في ذلك صحيح ، وهذه القصة كانت بعد الهجرة
، فلا يجتمعان .ا.هـ.
وأعل الحافظ ابن حجر في " الإصابة " (2/23) القصة فقال عند ترجمة الصحابي " ثعلبة ":
يقال إنه كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم .
روى بن شاهين وأبو نعيم مطولا من جهة سليم بن منصور بن عمار ، عن أبيه ،
عن المنكدر بن محمد بن المنكدر ، عن أبيه ، عن جابر : أن فتى من الأنصار
يقال له : ثعلبة بن عبدالرحمن كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم ، فبعثه
في حاجة ، فمر بباب رجل من الأنصار فرأى امرأته تغتسل فكرر النظر إليها ،
ثم خاف أن ينزل الوحي فهرب على وجهه حتى أتي جبالا بين مكة المدينة فقطنها
ففقده النبي صلى الله عليه وسلم أربعين يوما وهي الأيام التي قالوا : ودعه
ربه وقلاه ، ثم إن جبريل نزل عليه فقال : يا محمد أن الهارب بين الجبال
يتعوذ بي من النار ، فأرسل إليه عمر فقال : انطلق أنت وسلمان فائتياني به
فلقيها راع يقال له : دفافة فقال : لعلكما تريدان الهارب من جهنم فذكر
الحديث بطوله في اتيانهما به ، وقصة مرضه ، وموته من خوفه من ذنبه .
قال بن منده بعد أن رواه مختصرا : تفرد به منصور .
قلت : وفيه ضعف ، وشيخه أضعف منه ، وفي السياق ما يدل على وهن الخبر لأن
نزول " مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى " [ الضحى : 3 ] كان قبل الهجرة
بلا خلاف .ا.هـ.
وقال السيوطي في " اللآلئ المصنوعة " (2/307) :
موضوع . المنكدر ليس بشيء ، وسليم تكلموا فيه ، وأبو بكر المفيد ليس بحجة ، وليس في الصحابة من اسمه ذفافة .
وقوله تعالى : " مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى " [ الضحى : 3 ] إنما نزل بمكة بلا خلاف .ا.هـ.
العِلةُ الثانيةُ : عِلةٌ في المتنِ :
أن قوله تعالى : " مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى " [ الضحى : 3 ]
نزلت في مكة ، والقصة في المدينة ، وهذه علة ترد بها القصة ، ولهذا أشار
إلى ذلك ابن الأثير والسيوطي .
قال ابن الأثير في أسد الغابة " (1/290) :
وفيه غير إسناده ، فإن قوله تعالى : " " مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا
قَلَى " [ الضحى : 3 ] نزلت في أول الإسلام والوحي ، والنبي بمكة ،
والحديث في ذلك صحيح ، وهذه القصة كانت بعد الهجرة ، فلا يجتمعان .ا.هـ.
وقال السيوطي في " اللآلئ المصنوعة " (2/307) :
وقوله تعالى : " مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى " [ الضحى : 3 ] إنما نزل بمكة بلا خلاف .ا.هـ.
العِلةُ الثالثةُ : عدم ورود صحابي باسم " ذفافة " أو " دفافة " :
لا يوجد في الصحابة من اسمه " ذفافة " أو " دفافة " وقد ترجم الحافظ ابن حجر في " الإصابة " (3/195 ، 208) لكليهما فقال :
دفافة الراعي . تقدم ذكره في ترجمة ثعلبة بن عبدالرحمن ذكره بن الأثير في المعجمة .ا.هـ.
وقال أيضا :
ذفافة الراعي . له ذكر في ترجمة ثعلبة بن عبدالرحمن استدركه بن الأمين
وابن الأثير في حرف الذال المعجمة وقد أشرت إليه في المهملة .ا.هـ.
وترجم ابن الأثير في أسد الغابة (2/186) لـ " ذفافة " فقال : ذفافة . له
في ذكر حديث ثعلبة بن عبد الرحمن يقتضي أن لهما صحبة . وقد ذكرناه في
ثعلبة بن عبد الرحمن . ولم يذكروه .ا.هـ.
و اسال الله التوفيق و السداد
Gladiator- V.I.P
- عدد المساهمات : 2370
العمر : 33
مـــــــــــــزاجـى :
هـــــــــوايتــــى :
تاريخ التسجيل : 24/11/2008
دعـــــــــــــــــاء :
صفحة 1 من اصل 2 • 1, 2
مواضيع مماثلة
» °؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛°`°؛¤ّ,¸ارتقِ على المنبر....فأنت الداعية°؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛°`°؛¤ّ,¸
» من اروع القصص التى رواها الرسول (ص)
» سلسلة شهداء الصحابة والتابعين
» تحذير هااااام جدااااا
» تحذير يوم القيامة قريب والدليل رســــالة
» من اروع القصص التى رواها الرسول (ص)
» سلسلة شهداء الصحابة والتابعين
» تحذير هااااام جدااااا
» تحذير يوم القيامة قريب والدليل رســــالة
صفحة 1 من اصل 2
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى