سلسلة شهداء الصحابة والتابعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فكرت ملياً فى كتابة سلسلة عن شهداء الصحابة والتابعين لما لهم من فضل عظيم فى نشر الدعوة الإسلامية وإيصالها لنا ولكى نتعلم من حياتهم البذل والعطاء جمعنا الله وإياهم فى مستقر رحمته ...............

بإذن الله ستقسم السلسلة إلى ثلاثة أقسام :-

الفصل الأول وهو أعلام الشهداء حسب مكانتهم عند رسول الله( صلى الله عليه وسلم) وهم من مشاهير الشهداء
الفصل الثانى وهو نساء مجاهدات لنعلم ان من وهب لهذا الدين كثير رجالاً ونساء
الفصل الثالث وهو شهداء فى غزوات وهو عبارة عن ذكر بعض الشهداء فى غزوات وايام معلومة

أعاننا الله ووفقنا إلى مايحبه ويرضاه

dezner

الفصل الأول
أعلام الشهداء فى الإسلام

حمزة بن عبد المطلب سيد الشهداء ..... أحد فى السنة الثالثة من الهجرة

هو سيد الشهداء كما أطلق عليه النبى (صلى الله عليه وسلم) وهو حمزة بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصى بن كلاب بن لؤي .

وهو عم الرسول كما انه أخوه فى الرضاعة ويكنى بأبى عمارة فلم يذكر له من ولد سوى ابنته عمارة . وقد شهد غزوة الفرقان بدر الكبرى وقاتل فيها باستبسال وسماه الرسول بعدها بأسد الله .

إسلامه :
كان سيدنا حمزة عائدا ذات يوم من رحلة صيد حينما علم أن أبا جهل قد سب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)،
فأسرع حمزه إلى إبى جهل وكان جالسا عند الكعبه فضربه بقوسه على رأسه فشجها وقال له : أتسب محمداً وأنا على دينه؟ وهكذا أسلم حمزة حبا و حماية لابن أخيه وكان إسلامه نصرا كبيرا للإسلام وجهر الكثير من المسلمين بإسلامهم بعد ذلك وخرج المسلمون بعدها الى الطواف بالكعبة فى صفين يتقدم أحدهما حمزة والأخر الفاروق عمر بن الخطاب رضوان الله عليهم أجمعين.

استشهاده:
لقد أكرم الله سبحانه وتعالى سيدنا حمزة بالشهادة فى سبيله فى غزوة أحد فى العام الثالث من الهجرة ويذكر صاحب كتاب فتح البارى فى باب المغازى عن استشهاد حمزة أن أبا جعفر بن محمد بن المثنى قال :حدثنا عبد العزيز بن عبد الله بن الفضل قال : (( خرجت يوما مع عبيد الله بن عدى بن الخيار فلما قدمنا حمص قال لى عبيد الله هل نذهب إلى وحشى ونسأل عن قتله لحمزه؟قلت:نعم ، وكان وحشى قد سكن حمص فسالنا عليه فقيل لنا هو ذاك فى ظل الشجرة فجئنا حتى وقفنا عليه فسلمنا فرد السلام فجلسنا ثم سأله عبيد الله عن قتل حمزه؟ قال وحشى : إن حمزة قتل طعيمة بن عدى بن الخيار ببدر فقال ملاى جبير بن عدى بن الخيار إن قتلت حمزة فأنت حر .فكمنت لحمزة يوم أحد وتربصت به حتى دنا منى رميته بحربتى فوقعت فى ثنته حتى خرجت من بين وركيه و مثًل المشركون بجثته ومارأيت رسول الله( صلى الله عليه وسلم )مغاضبا كما رأيته ذلك اليوم و لما أسلمت رجعت إلى مكة وذهبت إلى رسول الله بعد الفتح وعفا عنى وبعد أن مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج مسيلمة الكذاب قلت لأخرجن له لعلًى أقتله فأكافىء به حمزة فجرجت ودنوت منه ورمته بحربنتى فسكنت بين ثدييه حتى خرجت من كتفه .))

وبعد أن انتهت غزوة أحد تفقد الرسول الجرحى والقتلى فوجد بينهم حمزة وقد مثًل المشركون به فتوعدهم الرسول (صلى الله عليه وسلم) أن يفعل بهم كما فعلوا. وقال ( لأن ظفرت بقريش لأمثلن بسبعين منهم) لان هند بنت عتبه قد بقرت بطنه وأخرجت أحشاءه وأخذت تمضغ كبده فحمزة قتل أباها وعمها وأخاها ببدر ، فنزل قول الله تعالى ( وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين)

وكفن سيدنا حمزة فى نمرة وكان رسول الله يجمع بين كل شهيدين أو ثلاثة فى قبر واحد بل كل شهيدين فى كفن واحد. وصلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) الجنازة على عمه و جميع شهداء المسلمين ، فوضع حمزة ليصلى عليه ومعه شهيد آخر ثم يرفع هذا الشهيد ويأتى بأخر وحمزة فى موضعه.

فضل شهداء يوم أحد:
عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) :((لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم فى أجواف طير خضر ترد الجنة وتأكل من ثمارها وتأوى إلى قناديل من ذهب معلقة فى ظل العرش فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم ومقيلهم قالوا: من يبلغ إخواننا أننا أحياء فى الجنة نرزق لئلا ينكلوا عند الحرب ولايزهدوا فى الجهاد فقال الله تعالى : أنا أبلغهم عنكم)) ونزل قول الله تعالى ( ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا)

فرحم الله سيدنا حمزة ، حضر بدر فنال لقب أسد الله واستشهد بأحد فنال لقب سيد الشهداء

9- خبيب بن عدى - يوم الرجيع 4 هجرية

هو خبيب بن عدى بن عامر الأنصارى.......... كان من الذين بعثهم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) مع بنى لحيان فى سرية تعدادها عشرة رجال أو يزيد لتعليمهم الدين فلما وصلوا إلى الرجيع ، غدروا بهم وقتلوا من المسلمين وأسروا زيد بن الدثنه وخبيب بن عدى فباعوهما لقريش بمكة ثم قتلوا بعد ذلك.

وذكر مسلمة بن جندب : أتى بخبيب بن عدى فبيع بمكة فخرجوا به ليقتلوه فقال : دعونى أصلى ركعتين، لولا أن تظنوا أن ذلك جزع منى لزدت.

وكان بهذا الفعل صاحب الفضل فى سن ركعتين قبل القتل ، رحمه الله حياوشهيدا.

وظل يردد كلمات سطرها التاريخ بأحرف من نور ،قالها وهو مصلوب يلقى الشهادة فى سبيل الله:

ولست أبالى حين أقتل مسلماً على أى جنب كان فى الله مصرعى

وذلك فى ذات الله و إن يشأ يبارك على أوصال شلو ممزع


فقد صلبوه بعد ان فرغ من صلاته فى جذوع النخل وشدوا عليه الوثاق، وعيونهم القذرة تتطلع إليه فى شماته ، ولكن ملائكة ربه تتلقى روحه فى شوق ولهفة ورحمة من ربه (عز وجل).

وكان يقول وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة موجها وجهه إلى السماء : ( اللهم إنا قد بلغنا رسالة رسولك فبلغه الغداة مايصنع بنا)

وظل جسده معلقا فى جذوع النخل إلى أن أرسل الرسول (صلى الله عليه وسلم) المقداد بن عمرو والزبير بن العوام لينزلاه ليستريح فى نعيم الجنة مع الشهداء.

ويذكر أن خبيب بن عدى كان من الذين رضى الله عنهم بشهود غزوة بدر وأحد ، فرحمه الله وأسكنه فسيح جناته.