(( النتائج غير السياسية للثورة ))

من طرف dr_khaled السبت فبراير 12, 2011 4:10 pm

مقال بتاريخ 5/2/2011

أسجل اعتذاري لكافة الشعب المصري بكل طوائفه وبكل طبقاته وأعماره ... أسجلُ اعتذاري لأنني دائما ما اتهمت ذلك الشعب بأنه لا أمل فيه .. دائما ما اتهمت ذلك الشعب بأنه سلبي وأنه كالضفدعة القابعة في المياه التي تسخن شيئا فشيئا إلى أن تصل لمرحلةٍ مميتة والضفدعة الباردة البليدة قابعة في مكانها وتموت في سلبيةٍ واستسلامٍ وخمود .... الشعب المصري لم يعد مندرجا بعد الآن تحت نظرية الضفدعة .. الشعب المصري غادر المياه الساخنة وانتفض عنها وقال بعلو الصوت : "لست بالشعب السلبي .. لست بضفدعة"! .

الجميع تحدث في هذه الأيام عن النتائج السياسية والميدانية لـ"ثورة" 25 يناير ، تحدثوا عن تعيين نائب رئيس الجمهورية ،وعن تعديل الدستور، وإعادة الانتخابات ،وإقالة الوزراء ،وتجميد حساباتهم ،وعن رئيس وزراء نزيه ،ومحاكمات للجناة ... ولكن هناك نتائج لا بأس بها للثورة ليست تابعة لا للسياسة ولا للميدان ، ولكنها مهمة للغاية ... كان أهمها تلك الإيجابية التي أعلنها الشعب المنتفض .

أحد هذه النتائج الأخرى هي نظرة المجتمع للشباب ، فعندما كان يجتمع علية القوم ويجلسون بينهم ويتسامرون ولم يكن للشباب نصيب من الحديث طبعا ... كانوا ينظرون للشباب كأنهم تلك الكائنات التافهة ذات الملابس العجيبة (الجينس ، والتي شيرت) ، والكلام العجيب (سيس ، والسنين ) والتفكير العجيب والاندفاع والتهور .. وينظرون إليهم نظرةً فوقيةً كأنهم لا رجاء فيهم ولا أمل ، ولا يُنتظرُ منهم إصلاح وأنهم سبب المشاكل كلها ، وأنهم لا يقدّرون قيمة الوطن ولا قيمة ترابه ، هم في نظرهم شئ أهوج وطائش لا يعرف شيئا عن الحياة وخبراتها وأمامهم الكثير ليتعلموه ثم يكون لهم الحق في الحديث أوالمشاركة .
تلك النظرة أصبجت الآن إلى زوال ، وأصبحت نظرة الاحترام تلاحق كل شاب فجّر هذه الثورة أو لم يفجّرها ، وغيروا الآن فقط تلك الفكرة الساذجة عن الشباب وعدم تقديرهم للوطن ، وأصبح المجد يلاحقُ الشباب ، وأصبح لهم مكان في الفضائيات ، وأصبح من المتوقع والمنتظر أن تجد وزيرا شابا ومحافظا شابا ، حتى أنه يجري حاليا مشروع تعديل مادة من الدستور لتسمح للشباب فوق 21 سنة أن يترشحوا لانتخابات الرئاسة .
الآن ندرك قيمة الشباب .. الآن فقط ندركها ككل دول العالم المتقدم ...

وهنا نظرة أخرى تغيرت : نظرة المجتمع والناس للإنترنت ومواقع التواصل الإجتماعي ، تغيرت نظرة المجتمع للفيسبوك ولـ"شباب الفيسبوك" ... ذلك المصطلح الذي كان يُعدُ سبا وقذفا منذ أسبوعين أصبح رمز ثورةٍ وإصلاح ... والحق أن "شباب الفيسبوك" كان مظلوما ، فكبار السن المتغطرسون ما كانوا ليعرفوا الفيسبوك ولكنهم بالطبع توقعوا أن يكون شيئا تافها ساذجا كمستخدميه .. والآن يعلمون خطأهم .

أظن أحد النتائج الأخرى للثورة سيكون اختفاء مصطلح "الشعب المصري ..."
"أصل الشعب المصري ..... سلبي " ، "الشعب المصري طول عمره ...." ، "الشعب المصري ... بيفتي" ، " لأ الشعب المصري ...أهبـ " ، وكأن كل هؤلاء الذين يتحدثون عن الشعب المصري ليسوا من الشعب ، ولو كان كل هؤلاء يتحدثون عن الشعب وينتقدونه فمن يكون الشعب إذن ؟
أظن الشعب المصري برئ من هذا وذاك ، وقد نطق وأثبت أنه إيجابي وشجاع وواعٍ ومثقف وراقٍ ومجتهد ومتطلع ، ولن يتهمه أحد بعد الآن .. ومن يتهمه فهو المتهم .

عرفنا خلال الأيام الماضية أيضًا أحبابنا .. نعم عرفناهم وحفظناهم ، وعرفنا أعداءنا كذلك وحفظناهم .... عرفنا الإعلام الحبيب ، والإعلام العدو أيضا .. عرفنا من يستخف بعقولنا ومن يضللنا ، ومن يظن أننا هنود ... ومن يصّور كوبري قصر النيل الشاغر الجميل ، بينما المظاهرات في التحرير تشتعل عن آخرِها ... ليقول إن كله تحت السيطرة .
عرفنا الجريدة التي تتحدث عن يوم عيد الشرطة ... " مفعم بالورود والشيكولاتة " وأن المظاهرات في لبنان فقط ، بينما الحقيقة أن المظاهرات تعم بلادنا وسقط شهداء و سقط جرحى ..
عرفنا الإعلام إذ يتحدث عن الموساد وإيران وحزب الله وحماس وال CIA والأفارقة ، والعمالقة ، والأجانب ، وكل كنتاكي الدنيا وقد تجمعوا كلهم في ميدان التحرير ...
نعم عرفنا كل هذه الوسائل ، عرفنا عدونا وحبيبنا ، وهذه فائدة كبيرة جاءت جراء الثورة .

"اللجان الشعبية" .. ذلك الكيان الرائع الذي تألف من الإخوة والأهل والأصحاب والجيران لحماية الممتلكات العامة والخاصة ، لحماية النساء والأطفال ، لحماية مصر إذ خذلها حُماتُها .. لحماية مصر إذ خذلها العسكر وانسحبوا ... ذلك الكيان الشعبي الرائع كان من أهم الفوائد ، ذلك الوعي والرقي التفكيري ، وتلك الدراية بالمسئولية وتلك الثقافة ، وسياسة "لستُ أنانيا" ... سياسات وثقافات كانت غائبة عنا ، وجديرة بالإعجاب والفخر والاعتزاز أنها موجودة ها هنا في شوارعنا ... فشكرًا للثورة .

أعظم فائدة حققتها الثورة ، هي فائدة نفسية ، وهي تغير سياسة توارثناها أبا عن جد ... سياسة ألا تتكلم ، لا تأمن لأي أحد ، لا تتحدث عن النظام ، الحيطان ليها ودان ، امشي جنب الحيط ، وكل هذه السوالب التي شحنتنا شحنة سالبة طيلة العقود الماضية .. حتى صرنا نشع السلبية للعالم ... الآن الجميع يتكلم ، الآن الإيجابيةُ صارت تنطق ، الجميع يحكم ويحكّم عقله ، الآن لا أحد يخاف .... فشكرًا للثورة .

وأخيرا ثقافة أن تكون الأغاني الوطنية مذاعة وتنظر للتلفاز فلا تجد كرة القدم هي ثقافة جديدة أيضًا ... فشكرًا للثورة .

خالد العسقلاني

من طرف DR\HEND السبت فبراير 12, 2011 5:20 pm

أعظم فائدة حققتها الثورة ، هي فائدة نفسية ، وهي تغير سياسة توارثناها أبا عن جد ... سياسة ألا تتكلم ، لا تأمن لأي أحد ، لا تتحدث عن النظام ، الحيطان ليها ودان ، امشي جنب الحيط ، وكل هذه السوالب التي شحنتنا شحنة سالبة طيلة العقود الماضية .. حتى صرنا نشع السلبية للعالم ... الآن الجميع يتكلم ، الآن الإيجابيةُ صارت تنطق ، الجميع يحكم ويحكّم عقله ، الآن لا أحد يخاف .... فشكرًا للثورة

صح ... هي دي فعلا احسن نتيجه

good words

من طرف فتاة الاسلام السبت فبراير 12, 2011 7:58 pm

فعلا دى من احسن نتائج الثورة

الحمد لله

من طرف Dr/3sam السبت فبراير 12, 2011 8:41 pm

ana hsep kol 7aga wamsk f kelmt dofda3a
ana makontsh dod3d ya 5aled :D :D
7lwo awe el modo3 dh
gameeeeel

من طرف dr_khaled الأحد فبراير 13, 2011 1:35 am

ميرسي يا هند ورحمة وعصام
وعلى فكرة يا عصام الضفدعة كده فعلا .. دي معلومة سليمة يعني

من طرف roma الأحد فبراير 13, 2011 5:48 pm

جمييييييييييل جدا ياخالد
والله تسلم ايدك
وكلامك صح طبعا
ماعدا
يظن اننا هنود....:D

بجد تسلم

من طرف dr_khaled الأحد فبراير 13, 2011 7:53 pm

ههههههههه
طبعا انتي لو حد قالك انتي هندية متزعليش
:D

من طرف Dr/Asmaa الإثنين فبراير 14, 2011 10:20 pm

وأخيرا ثقافة أن تكون الأغاني الوطنية مذاعة وتنظر للتلفاز فلا تجد كرة القدم هي ثقافة جديدة أيضًا ... فشكرًا للثورة .
ههههه فعلا عندك حق وانك تحس الاغاني بجد

علي فكرة ان اول مرة اشوف ولد يخبط فيا بالخطا وصاحبه يقوله حاسب يابني البنات كان في التحرير ...بجد كنت مستغبرة خالص وسعيدة كمان
تحليلك حلو يا خالد