أسباب ضعف الأمة و تفصيل المرضْ و العَرضْ

من طرف Gladiator الأربعاء مارس 17, 2010 12:58 am

أسباب ضعف الأمة و تفصيل المرضْ و العَرضْ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله و كفى بالله
شهيدا ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقراراً به و توحيدا ،
و أشهد أن محمداً عبده و رسوله صلى الله عليه و على آله و صحبه و من
اقتفى أثره و استن بسنته إلى يوم الدين أما بعد :
قال الشيخ عبد العزيز الريس - حفظه الله - : (إن ضعف أمتنا وتغلب الأعداء
علينا مصيبة عظيمة وبلاء جسيم يجب علينا أن نسعى فِي إزالته، وهذا لا
يتحقق غاية التحقيق إلا بحسن تشخيصه، وألاَّ يخلط فِي تشخيصه بين المرض
والعَرَض، وما أكثر المخلِّطين بين الأمراض والأعراض؛ لذا خلطوا فيما ظنوه
علاجًا ودواء.
- فظنت طائفة أن المرض هو: مكر الأعداء، وتغلبهم.
فعليه ظنت الدواء: إشغال المسلمين بالعدو، ومخططاته، وأقواله، وتصريحاته.
- وظنت طائفة أخرى أن المرض: تسلط الحكام الظلمة فِي بعض الدول الإسلامية.
فعليه ظنت الدواء: إسقاط هؤلاء الحكام، وشحن نفوس الناس تجاههم.
- وظنت طائفة ثالثة أن المرض: تفرق المسلمين فِي الأبدان.
فعليه ظنت الدواء: جمعهم، وتوحيدهم؛ ليكثروا.
وكل هؤلاء مخطئون فِي تشخيص الداء بصريح القرآن والسنة فضلاً عما ظنوه دواء.
ووجه خطأ الطائفة الأولى: أننا إذا اتقينا الله لا يضرنا كيد الأعداء قال تعالى: { وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا }.
ووجه خطأ الطائفة الثانية: أن الحكام الظلمة عقوبة يسلطهم الله على الظالمين، بسبب ذنوب الْمَحكومين، قال تعالى: { وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } فليس الحكام الظلمة إذن الداء، بل الداء الْمَحكومون أنفسهم قال ابن القيم: (
وتأمل حكمته تعالى في أن جعل ملوك العباد وأمراءهم وولاتهم من جنس أعمالهم
، بل كأن أعمالهم ظهرت في صور ولاتهم وملوكهم ، فإن استقاموا استقامت
ملوكهم ، وإن عدلوا عدلت عليهم ، وإن جاروا جارت ملوكهم وولاتهم ، وإن ظهر
فيهم المكر والخديعة فولاتهم كذلك ، وإن منعوا حقوق الله لديهم وبخلوا بها
منعت ملوكهم وولاتهم ما لهم عندهم من الحق وبخلوا بها عليهم ، وإن أخذوا
ممن يستضعفونه ما لا يستحقونه في معاملتهم أخذت منهم الملوك ما لا
يستحقونه وضربت عليهم المكوس والوظائف ، وكل ما يستخرجونه من الضعيف
يستخرجه الملوك منهم بالقوة ، فعمالهم ظهرت في صور أعمالهم . وليس في
الحكمة الإلهية أن يولى على الأشرار الفجار إلا من يكون من جنسهم . ولما
كان الصدر الأول خيار القرون وأبرها كانت ولاتهم كذلك ، فلما شابوا شيبت
لهم الولاة ، فحكمة الله تأبى أن يولي علينا فيمثل هذه الأزمان مثل معاوية
وعمر بن عبدالعزيز ، فضلاً عن مثل أبي بكر وعمر ، بل ولاتنا على قدرنا
ولاة من قبلنا على قدرهم ، وكل من الأمرين موجب الحكمة ومقتضاها ) مفتاح دار السعادة (2/177 – 178)
ووجه خطأ الطائفة الثالثة: أن الكثرة وتوحيد الصفوف مع الذنوب لا تنفع، كما قال تعالى: { وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا }. ألَم تر كيف أن ذنب العُجْب بدَّد هذه الكثرة فهُزِم الصحابة يوم حنين.
ومن الذنوب: توحيد الصفوف مع المبتدعة من الصوفية والأشاعرة والمعتزلة؛ لأن
الواجب تجاههم الإنكار عليهم، وأقل أحوال الإنكار القلبِي مفارقتهم لا
مجالستهم، قال تعالى: { إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ }. ) انتهى كلامه حفظه الله
قلت : لقد أجاد الشيخ و أفاد في توضيخ خطا هذه الطوائف التي خلطت بين مرض الامة و أعراض هذا المرض
قال الله عز و جل : {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
قَدِيرٌ} (165) سورة آل عمران
فتبين هذه الاية الكريمة ان المرض الحقيقي للأمة هو من بعد المسلمين عن شريعة
الله و تقصيرهم فكانت نتيجة المرض ضعف الامة و اعراضه تسلط بعض الحاكم
الظالمين في بعض البلاد الإسلامية و غلبة الكفار
فبالتالي يكون دواء هذه العلة هو إرجاع المسلمين للعقيدة الصافية النقية و التزامهم
بشريعة ربهم - عز وجل – و تعليمهم التوحيد الذي جاء به محمد عليه الصلاة و السلام

قال الامام مالك – رحمه الله – (لا تصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها )
و الله ما صلح اول هذه الامة الا بتوحيد الله و طاعته و طاعته رسوله و التمسك بسنته و اقتفاء اثره – صلى الله عليه و سلم - .
فنرى اليوم كثيراً من المسلمين و قع في الشرك الاكبر فنجد من يشد الرحال الى
القبور و يطوف بها و ينذر اليها و يتبرك بها و غيرها من اعمال الشرك قال
تعالى {فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ} (32) سورة المؤمنون
و قال سبحانه {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ
أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (65) سورة الزمر
و بل و نجد من يدعوا غير الله و يثتغيث بهم من دون الله و يطلبون الشفاعة منهم قال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} (194) سورة الأعراف
و قال {وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} (86) سورة الزخرف
و انتشرت البدع ففرقت الامة و اوهنتها و السبيل الوحيد لعلاج ضعف هذه الامة هو
التوحيد و الدعوة لتوحيد الله و حده لا ند و لا ضد تعالى الله عما يشركون
و التمسك بالسنة فلا ندعو الا الله و لا نحلف الا بالله و لا نذبح الا لله
و لا ننذر الا له و لا نسجد الا له وحده لا شريك
فبالله عليكم كيف تنتصر امة و فيها من يقول يا بدوي و يقول يا حسين و يقول يا
زينب و يقول يا على و يثغيث بجاه النبي فكل هذا من الشرك الاكبر قال الله {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ
إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} (186) سورة البقرة

فاوصيكم و نفسي بتقوى الله و تعلم التوحيد و تعلم لا اله الا الله و معنها و
نواقضها و شروطها و العمل بمقتضاها و الدعوة للتوحيد و السنة و اجتناب
البدع فننفيها و السنن فنحييها فهذا و الله هو سبيل عزة هذه الامة و
تمكينها قال الله {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ
مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (165) سورة آل عمران
فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
يا معشر المهاجرين خمس خصال إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن لم
تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع
التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا
أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان عليهم ولم يمنعوا زكاة أموالهم
إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا ولم ينقضوا عهد الله
وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم وما
لم تحكم أئمتهم بكتاب الله تعالى ويتخيروا فيما أنزل الله إلا جعل الله
بأسهم بينهم .رواه ابن ماجه
فنرى انتشار الذنوب و الكبائر بين المسلمين من الربا و الزنا و الفواحش و
الاختلاط و الخمر و الاغاني و القمار و غيرها من الذنوب فكيف تنتصر امة
هانت عليها محارم الله عز وجل ؟
و الصلاة و السلام على اشرف المرسلين محمد بن عبد الله و على اله و صحبه اجمعين

بقلمي المتواضع ......

من طرف جميلة الأربعاء مارس 17, 2010 7:39 am

ماعنديش حاجه اقولها لك الا ربنا يكرمك علي الموضوع

و مافيش تعليق لانك خلصت كل الاكلام

اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا علي دينك

اللهم يا مصرف القلوب صرف قلوبنا الي طاعتك