وراء القضبان

من طرف حياه زهره الإثنين ديسمبر 22, 2008 6:55 pm

من بين القضبان وقفت يمامه بيضاء تسمع لاحاديث الرجال وهى ترفرف بجناحيها غاضبه حينا ودامعه اخرى حتى اذا ما فتح الباب ودخل السجان انتفضت يمامتى فزعه وطارت

طارت لتقص الانباء والحكايا لتصيغ من السحاب كلمات تروى الخبر اليقين عن السجين وراء القضبان

وراء القضبان

رفرفت بجناحيها يمامه
امام قضبان الحديد
قد جاءت لتستريح
فاضافت لحزنها هما جديد
تساءلت فى حسره
كيف يذهب الحر فى زمن العبيد
دونما ثمن ولو حتى زهيد
وحينها اخذت اليمامه فى البكا
وهى تذكر الماضى البعيد
هناك يمامتى لم تسترح
عند قضبان الحديد
بل بنت عشها فوق الفسطاط
وباضت الف فرخ وفرخ
ولم تمتد يد اليها بالتهديد
تركوا لها الفسطاط
وما تركوا فى قلبها الا عيد
فى كل يوم تفرح فيه بوليد
....................
وراء القضبان
رات يمامتى صوره بلا عنوان
رات سيفا قد فته الصدا
وشاخ عليه الزمان
فيما بقى من نصله
رات بنو عدنان
باعوه بالكؤوس والقيان
رات فيه خالدا محطماهزيان
رات عمرا قد باع الثرى
ليهودى جبان
................
اجالت يمامتى بصرها
بين الاسوار
رات مصحفا
ممزقا بالارض كالعار
رات شعبا كاملا
يذل بايدى طاغى جبار
رات مسجدا ينهار
وكنيسه محطمه الاركان
تاكلها النار
.................
وعندها اقترب من يمامتى جندى
بالسوط فى يديه
بقلبه الحجرى
كاد يجلدها دون رحمه الانسى
او استماعا لقول نبى
فزعت اليمامه فطارت
طارت وفى قلبها سكين
يملأ النفس جراحا وانين
قد هزجت فى السما
باغاريد سنين
وهاهى الان ترسل نغما حزين
تخاطب به كل سجين
وراء القضبان