عندما ثارت عليه الطلاب (خواطر مدبلر)

من السهل أن تكون طبيبا مجاملا في الدرجات...ومهملا في الشرح ..وبذلك يحبك الطلاب ويمجدونك

ولكن من الصعب أن تشرح كما نص الكتاب تماما وتبين الغموض فيه فقط ! بلا زيادات أو استعراضات لمهاراتك كطبيب حاصل على درجة الدكتوراة في المادة التي تحاضر فيها ورئيسا للقسم
بل وتصحح أوراق طلابك على أنهم يعرفون كل شيء..وسيجيبون عن أي شيء..فلا تجامل أحد بل وتحقق العدل من وجهة نظرك لمستوى طلابك العباقرة ..وتزيد على هذا بأن تذيع الدرجات عليهم في الميكروفون وكأنك تذيع أخبار النجوم وأسارى الحرب, فمنهم من هو على القمة ومنهم من هو تحت الحضيض

هنا تبدأ الطلاب في كرهك والنفور منك

ورئيس قسم الماتريال في طب أسنان المنصورة اختار الطريق الصعب الذي انتهى به اليوم ( 28/2/2010) أن يكرهه معظم الطلاب

ولكن من يتعامل معه شخصيا ..يجده رقيق ومهذب ومجامل جدا في الكلام ولكنه يخفي بشده قسوته على نفسه , فعلى عاتقه مسؤولية قسم بأكمله من طلاب ومعيدين وأطباء عظام أيضا

أتذكر عندما ثارت عليه الطلاب في العام الماضي
ولكن أتذكر أيضا مدح الطلاب له في الشفوي آخر العام

لقد اختار لنفسه ولقسمه صورة (بعبع) يذكرها أي طالب عندما يتحدث عن قسم الماتريال

فالدكتور إبراهيم لا يري ما يريد الطلاب ولا يسمع صرخاتهم لأنه ليس في حاجة إلى بصر , وإنما هو في حاجة الى بصيره..الى ضميره فقط!
والذي يعتمد على ضميره, يعتمد على أثمن ما خلقته القيم العلمية خصوصا الطبيه منها
لقد لاحظت اليوم في آخر محاضرة الماتريال الطلاب وزئير نفوسهم وكأنهم يطالبون بشنقه في ميدان عام كما فعل بهم عندما أذاع أسماءهم أمام الجميع
أو يريدون رميه بكشكول المحاضرات
ومن يدري ربما يتكرر مشهد بوش في مدرج الزناتي وفي طب أسنان المنصورة ..التي عرفت برفض أهلها الدائم للغزاة

أنا لا أدعي الفهم في الماتريال ...ولكن أعجبني ذلك الرجل العدل الذي يقف وراء ضميره فقط وكأنه يقف وراء أعظم قلعة في الدنيا بالرغم من خسارته حب الجميع

أرى أن تعويضه عن كره الطلاب له ...هو احتفاظه برئاسة قسم الماتريال حتى الان...وهذا أعظم تكريم له
إننا نحتاج في كلأقسام كليتنا وخصوصا التقويم إلى أكثر من إبراهيم حمودة ولا نطلب الا العدل.


نحن في حاجة الى الذي يفاضل أن يكون محبوبا وغير محترم , وبين أن يكون محترما وغير محبوب ثم يختار الاحترام بأي ثمن

والمثل الأعلى طبعا هو أن يكون الانسان محترما ومحبوبا في نفس الوقت.