يوميات باحث عن عروسة – الجزء الخامس
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
يوميات باحث عن عروسة – الجزء الخامس
تثائبت في ثقل مثقل بكل أحاسيس النوم في هذه الدنيا, وكلي يقين أن حتى الأخ دراكولا نفسه لن يكون أكثر حاجة إلى النوم مني في هذا الوقت
... هرشت في رأسي حيث أحس بصداع كومبو، كما لو كان رأسي موضوعا ككرة قدم في ماتش
لنهائي نوادي أفيال أفريقيا ... تبا !! لقد ركل هذا الفيل الغتيت رأسي من جديد
بزلومته الحلزونية، ليعود الصداع يرج رأسي في نشوة أشد ...
أين أنا الآن ؟؟ ... قد تعتقد أني كالعادة أمام شاشة
الحاسوب أمارس هواياتي المفضلة من إصابة نفسي بكل أنواع الأمراض، بدءا من الإرهاق
مرورا بالصداع وآلام الظهر واحمرار العينين وصولا إلى حالة التمبلة الـ "أن
ليميتد" ... أو قد يخطر ببال آخر أن الظروف فرضت علي القيام بدور
"نينة" أطفال لأختي الصغرى "الغلباوية" ...
لكن الحقيقة المزعجة المؤلمة الغريبة فحت، هو أنني راقد
على السرير أعاني من صداع وإرهاق، مع عدم القدرة على النوم !!! ... نعم، ضع ما شئت
من علامات تعجب، فإن لم يكن إنسان في حالتي المزرية لديه قدرة على النوم، فمن
يحتاجها غير زومبي ميت منذ 3 أسابيع ؟
ومع هذه الحالة الروحانية العالية التي تصل بك إلى قمة
التهييس، لم أجد بداً من تضييع وقتي الثمين "الضائع خلقة" في التفكير في
شئ يساعد على النوم .. وماذا يكون هذا الشئ ... أحسنت ... إنه التفكير في عروسة
جديدة عشان أقفل 30 عروسة وأدخل موسوعة جينيز كأكثر الأشخاص نحساً على
وجه الأرض بدل ما ادخل دنيا ...
طبعا مع معرفتي بأني استهلكت أفضل الفرص ولم أنجح فيها،
فقد بدأت في مراجعة لستة "الهوالك" ... ولمن لا يعرفها – خصوصا الشباب
اللي لسه طازة وفي بداية المشوار – فهي تلك المجموعة من العرائس، اللاتي عندما تم
ذكرهن أول مرة، رفعت عقيرتك بصويت يصل صياحه إلى أعمق بحيرة في المريخ – إن كان
المريخ به بحيرات – مستنكرا مجرد ذكر اسمها، لأنها لا تلائمك شكلا أو مضمونا، ولو
حطيت عليها شقة وعربية وبوستين .
أخذت أراجع اللستة بنصف وعي ... هناك سماح بنت عم كرشة
بتاع كشك السجاير، والتي عاكسها نصف شباب الحي وخرج معها في سهرات عاطفية النصف
الآخر... وأيضا سمر عضلات، حائزة على بطولة الجمهورية في المصارعة ثلاث مرات وتدير
الجيم تحت بيت عمتي، التي تراها واحدة من البنات الأكفاء "ولاد البلد
الجدعان"، فعلا، ولاد !!
ثم يخطر ببالي على السريع صديقة اختي التي أخبرتني كم
انها عاطفية وحساسة، هذا شئ جميل ... لكن أن تصل الحساسية للبكاء نصف ساعة حتى
الإغماء لأن أختي أرسلت لها رسالة "بليز كوول مي؟؟" فهذه مشكلة تحتاج
إلى إعادة نظر ونظارة ...
استمرت "داتا بيس" عقلي تلقي بالاختيارات وأنا
ألقفها على صدري ثم أخبطها "هيد" نحو خانة "مش هينفع" ... حتى
وصل الأمر إلى إحراز أهداف بكل كرات العرائس إياها دون جدوى ... يبدو أن هذه
اللستة ستظل "في الباي باي" حتى النهاية ...
فجأة رن هاتفي على النغمة الروشة ... سرينة المطافي ..
التقطته بسرعة قبل أن يوقظ صوته قوات مكافحة الدوشة فتطب على منزلي بتهمة الإزعاج
بينما تترك فرح بنت أم "وي وي" يجلجل في الأفق.
رددت، وعلى الطرف الآخر كان رفيق عمري "مراد"،
وبعد السلامات والاستسلامات والتغتيت على بعضنا البعض، بادرني قائلا :
- بقولك إيه يابني ... عندي عروسة
- يا عم ما قولنا كفاية ... قفايا مبقاش مستحمل ضرب خلاص
- لا يا عم ... دي حاجة متنقية، وعلى ضمانتي
- قول طيب
دردش معي في مواصفات تبدو معقولة ... ثم أعطاني رقم هاتف
والدتها لأن والدها يعمل بالسعودية، وطلب مني الاتصال بها، وإخبارها أني من طرف
"مراد" ...
أخبرته أني سأنتظر قليلا حتى يزول عني ما أظنه دور برد،
لكنه أصر أن "لا تؤجل عروسة اليوم إلى الغد"، و"رؤية في اليد خير
من عشرة في الشباك" ... أخبرته أني سأتركها للتساهيل
-------------------------
صباح اليوم التالي ... أحسست اني أحسن حالا، ولو أن
حرارتي لا تزال "ملسوعة حبتين"، لكني قررت الانطلاق إلى معتقل أبو زعبل
... أقصد، مقر العمل ... فارتديت ملابسي ونزلت السلالم زحلقة من على الدرابزين
كأجدع واد شاطر ...
بعد الانتهاء من العمل، استقللت ميكروباص من نوع
"احشر على قد ما تقدر"، ووجدت فيه مكاناً لنفسي يسع دجاجة مصابة بأنيميا
وفقر دم وتعيش بجناح واحد، لكنه مكان على أي حال ..
وبينما أنا في هذه "السعة الميكروباصية"، خطر
ببالي ان أتصل بأم العروسة "وأهو الواحد يسلي نفسه لحد ما يوصل" ...
أخرجت موبايلي بعد أن فرتكت صدر الرجل على يميني من تريحتي عليه، وكدت أقذف بالذي
على يساري وأنا أخرج الموبايل من جيبي ... اعتذرت لكليهما وهما يكادان يفرتكاني
بنظراتهما، ثم اتصلت بالرقم الذي أعطاه لي "الوسيط"، وأخذت أجمع الاسم
الذي أخبرني به "مراد" حتى تذكرت، "أم سارة"، ياله من اسم
موسيقي ... يدل على الجمال والطيبة و ...
- ألو
باغتني الصوت فجأة ... كان لصوت طفل صغير .. فرددت :
- أيوه ... ممكن أكلم ماما يا حبيبي ؟؟
- ماما مين ؟؟
- ماما مين ؟؟ ... ليه ؟؟ ... همه كام ماما عندك يابني ؟؟؟
- انت مين ؟؟
- قولها واحد من طرف ...
تك ... قفل السكة ... العيل ابن الـــ ... ناس ...
طلبت الرقم ثانية ... أول ما رد الطرف الآخر ... انفجرت
- يعني مش عيب كده ؟؟ ... ينفع تقفل في وشي السماعة ... انت إيه ؟؟
هنا بادرني صوت أنثوي ساحر :
- معلش ... أصله عيل صغير، مكانش قصده
ارتبكت لهذا الصوت ... فتنحنحت ثم رددت :
- لا ... لا لا ... أبدا ... هههه ... دول شباب صغير .. أنا عاذرهم
- مين معايا ؟؟
- احم ... أنا ... أنا مين ؟؟؟
- هنهزر يا استاذ ؟؟؟
- لا مش قصدي ... أنا "تامر" ... كنت عايز أكلم "أم
سارة"
- طيب ثواني
غاب الصوت لبعض الوقت ... ثم عاد من يرد :
- أيوه .. مين معايا ؟؟
- أيوه يا حاجة .... أنا "تامر" .. من طرف "مراد"
- "مراد" مين يابني ؟؟
"الله يجازيك يا عم "مراد" ... وعاملي فيها واصل" .. رددت بالكلمات في
سري داعيا عليه أن يدوخ على عروسة قبل ما يتجوز جزاءا لهذا الموقف المحرج ... لكني
تذكرت فجأة إنه متجوز ومخلف وأنا اللي لسه صايع ... فعدت أكلم "أم سارة"
:
- "تامر" يا حاجة ... يعني ... انت عارفة بقى
- عارفة إيه يابني ... هوه انت بتاع السمك ؟؟ ... انت مجبتش بوري ليه يابني
- لأ يا أمي ... سمك إيه ؟؟ ... أنا التاني
- أيوه أيوه ... مش تقول
- معلش بقى
- وانت هتيجي تشوف الحوض امتى بقى ؟
- حوض إيه ؟؟
- مش انت السباك يا جدع ؟؟
- لأ حضرتك ... أنا ..
ثم نظرت لتلك الأجساد
التي تحاصرني في الميكروباص ... وخفضت صوتي قدر استطاعتي قائلاً :
- "تامر" يا حاجة ... العريس
مع ثقتي بأن صوتي كان منخفضا كما لو كنت أشي بسر من
أسرار مفاعل "ديمونة"، إلا أني أحسست ان أنظار الجميع في الميكروباص
توجهت نحوي في شغف، بينما صوت أم سارة يدوي في التليفون :
- يوووووه ... معلش يابني ... سامحني والله ... مخدتش بالي ... أصل الواحد
مشغول بالبيت والعيال وانت عارف بقى والكيت كيت كيت ...
استمرت هي في طوفان اعتذاراتها وأنا احاول تهدأتها
وطمأنتها وإخبارها أن "مفيش مشاكل"، حتى انتهت من قاموس اعتذاراتها
وبدأنا الحديث "الجد وجداني" :
- بصي يا حاجة .. أنا قلت أكلمك الأول، عشان نفهم ظروف بعض قبل أي خطوة
- عين العقل يا حبيبي
- أنا بس حابب حضرتك تعرفي وضعي إيه ... أنا جرافيك ديزاينر في ..
- جفاريك إيه ياخويا ... ده عيا وحش ؟؟؟
هنا أدركت أن الأم من هؤلاء الناس الطيبين "ربات
البيوت"، الذين لا يعلمون عن الكومبيوتر سوى أن الأولاد "بيلعبوا عليه
العاب" وعن النت إنه "مليان حاجات وحشة" ... لذا قررت اختصار
المشوار على كلينا
- ممكن تعتبريني موظف يا حاجة ... بس ده اسم الوظيفة
- طيب ياخويا ... ربنا يصرف عنك
- المهم إن مستقبل الوظيفة كويس ... وبدور على شقة حاليا و ...
- انت لسه يا حبيبي بتدور على شقة ؟؟
- أيوه ... في مشكلة ؟؟
- لأ ... بس ... انت لسه ملقيتش شقة ... يبقى هتتجوز فين وامتى ؟؟؟ ...
وهتضمن منين إنك هتلاقي بسرعة ؟؟ ... و...
- طيب ... ممكن آجي لحضرتك ونتكلم ؟؟؟
- تنورنا ياخويا ... تحب تييجي بكره بعد العشا ؟؟
- أوكي ... ميعاد كويس ... نو بروبلم
- نعم ؟؟؟
- قصدي ... مفيش مشاكل
أغلقت الهاتف ... وأرجعت ظهري للوراء قليلا، لكن سرعان
ما اكتشفت ان هناك شلة كاملة من البشر تمنعني من ذلك ... ثم رفعت عيني، لأفاجأ
بنظرات الناس كلها نحوي ...مابين شفقة واهتمام وسخرية وتشفي ...
ردد الرجل الجالس على يميني :
- ليه يابني قلتلها إنك بتدور على شقة لسه ؟؟ ... خلي الحاجات دي لبعدين ..
ثم سمعت صوتا أمامي بكرسيين يردد :
- وبعدين روح شوف البنت الأول وبعدين اتفق على كل حاجة ... افرد ما عجبتكش ؟؟
وافقه صوت صادر من اللامكان :
- فعلا ... الحاجات دي بتبقى قسمة ونصيب ... شوف نصيبك الأول وبعدين ابقى عك
زي مانتا عايز
نظرت للناس مذبهلا من معرفتهم لكل التفاصيل، ومن
اهتمامهم للاستماع لمكالمتي ... كما لو كانوا مكلفين من الإف بي آي لتعقب كل من
تحدثه نفسه "بينها وبينه" أن يتزوج ...
هنا ... مالت علي تلك المرأة العجوز برأسها من السقف
مرددة :
- بقولك ياخويا ... هوه إيه "الجَرَافاك" ده ؟؟ ... بيصرفوا فيه
معاشات ؟؟
هيه ناقصاكي يا ستي انتي كمان ؟؟؟
-----------------------------
المكان : بيت العروسة
وصلت في الميعاد ... لا زلت أحس ببعض السخونة ... ويبدو
أن لدي أعراض رشح ما .. لكني أظن أني بخير حال ... ما دمت لم أسقط أرضا في غيبوبة
أو أتحلل فجأة في الهواء أو يخرج من بطني فضائي ما فأنا بخير، بكل خير
حضرت الأم، ثم تبعتها ابنتها ... كانت هادئة، ذات وجه
طفولي، ومع صوتها هذا، أظن أنها مثالية و "سو بيرفكت"
بدأت أتحدث مع والدتها والفرحة تزداد في خلايا جسدي
المفحوتة ..
- وانت يابني لسه هتشوف شقة ؟؟
- أنا ماشي في كذا مشوار يا حاجة ... ومستني بس ردود الناس
أحسست بدغدغة في انفي
- وغالبا كلها شقق كويسة في أماكن قريبة
الدغدغة تزيد
- ويمكن واحدة فيهم كمان تبقى قريبة من بيتكم هنا
أرغب في العطس بشدة
- وعلى العموم هعرف الرد قريب
الرغبة تكاد تصل إلى المحك
- يمكن في خلال أسبوع .... أو ... أســـ .... بو ....
آآآآآآآآتششششششششششششووووو
أخرجت منديلا كتمت به عطستي بسرعة ... ثم ...
آتشوووووووووو أخرى .... استجمعت نفسي قليلا ظاناً أن العاصفة انتهت، ولكن ....
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآتشششششششششششششششششششششوووووووو
- آخر واحدة دي كانت صاروخ ...
قلتها وأنا أضحك ... مسحت فمي وعدت للحديث و ...
فوجئت بنظرة الأم وابنتها ... نظرات ملتاعة متسعة كعين
الصيرة، خائفة كماو لو كانت تشاهد بطة عرجاء برأس فأر وذيل سحلية ... نظرا لي ....
ثم صرخت الفتاة في هستيريا
أخذت تصرخ وتصرخ ... حتى أحسست وكأني لص هجم على منزل
أميرة لم ترى في حياتها بشريا آخر على وجه الأرض ... حاولت تهدئتها، فصرخت أمها في
غضب ممزوج بالهلع :
- إيه اللي انت عملته ده ؟؟؟ ... إيه اللي انت هببته ده ؟؟؟
- هببت إيه بس ؟؟؟
- بتعطس ؟؟ ... وعندنا في البيت ؟؟
- إيييييه ؟؟؟ ... هوه العطس عندكو شتيمة ولا كلمة قبيحة ؟؟
- انت عايز تموتنا ؟؟ ... عايز تعدينا ؟؟
- أعديكو إيه بس ؟؟ .... مانا حطيت منديل
هنا صرخت الفتاة بصوتها الجميل الساحر :
- انت كده هتجيبلنا "سوين فلو"
رغم صعوبة الموقف، ورغم انها كانت أول مرة تتحدث فيها "سارة"
منذ جلسنا، لكنها كانت أحلى "سوين فلو" سمعتها في حياتي، ولولا هذا الـ
"سيتيوويشن" لطلبت منها أن تعيدها من جديد مرارا، بل وربما سجلتها لها لأنشرها
كأغنية "سينجل" و ...
- انت إنسان مستهتر ... و .... و ... و ... مش عارف بتعمل إيه
ياللفتاة الطيبة ... تحاول جاهدة أن ترميني بألفاظ بشعة
... لكن قاموسها الملائكي لم يعرف هذه الـ ...
- وجاهل ... وعربجي ... ومعفن ... و"سو
ديرتي"
آآآآه ... واضح إن المشكلة عندها بس إن الاستدعاء بطئ
... لكن القاموس لسه بخيره
تركتهما تنوحان وتبرطمان ... وتوجهت خارجا من باب الشقة،
ثم التفت إليهما ... و"رحت مديها عطسة ع السريع" ، وفررت هاربا ...
---------------------
راكبا في الميكروباص ... مستعيدا تلك الأحداث الغريبة
... ورأسي يتمرجح مع حركات السائق يمنة ويسرة ...
أحسست براحة أني لم أسر في طريق إنهاء هذا الزواج، هذا
ما كان ينقص حياتي، زوجة تخاف من العطس، وتغسل الصابون بالصابون، وتنقع مسحوق
النظافة في "ميه بخل" ... لكنها أحداث أضحكتني رغما عن ذلك، يجب أن أفكر
يوماً في كتابة يومياتي تلك لربما استطعت ان ....
- آآآآآآآآآتتشوووووووووووووو
عطسة صاروخية صدرت من ذلك الرجل بجانبي ... التفت إليه
في قرف مرددا :
- مش تحاسب يا عم ؟؟ ... انت عايز تجيبلنا "سوين فلو" ؟؟
... هرشت في رأسي حيث أحس بصداع كومبو، كما لو كان رأسي موضوعا ككرة قدم في ماتش
لنهائي نوادي أفيال أفريقيا ... تبا !! لقد ركل هذا الفيل الغتيت رأسي من جديد
بزلومته الحلزونية، ليعود الصداع يرج رأسي في نشوة أشد ...
أين أنا الآن ؟؟ ... قد تعتقد أني كالعادة أمام شاشة
الحاسوب أمارس هواياتي المفضلة من إصابة نفسي بكل أنواع الأمراض، بدءا من الإرهاق
مرورا بالصداع وآلام الظهر واحمرار العينين وصولا إلى حالة التمبلة الـ "أن
ليميتد" ... أو قد يخطر ببال آخر أن الظروف فرضت علي القيام بدور
"نينة" أطفال لأختي الصغرى "الغلباوية" ...
لكن الحقيقة المزعجة المؤلمة الغريبة فحت، هو أنني راقد
على السرير أعاني من صداع وإرهاق، مع عدم القدرة على النوم !!! ... نعم، ضع ما شئت
من علامات تعجب، فإن لم يكن إنسان في حالتي المزرية لديه قدرة على النوم، فمن
يحتاجها غير زومبي ميت منذ 3 أسابيع ؟
ومع هذه الحالة الروحانية العالية التي تصل بك إلى قمة
التهييس، لم أجد بداً من تضييع وقتي الثمين "الضائع خلقة" في التفكير في
شئ يساعد على النوم .. وماذا يكون هذا الشئ ... أحسنت ... إنه التفكير في عروسة
جديدة عشان أقفل 30 عروسة وأدخل موسوعة جينيز كأكثر الأشخاص نحساً على
وجه الأرض بدل ما ادخل دنيا ...
طبعا مع معرفتي بأني استهلكت أفضل الفرص ولم أنجح فيها،
فقد بدأت في مراجعة لستة "الهوالك" ... ولمن لا يعرفها – خصوصا الشباب
اللي لسه طازة وفي بداية المشوار – فهي تلك المجموعة من العرائس، اللاتي عندما تم
ذكرهن أول مرة، رفعت عقيرتك بصويت يصل صياحه إلى أعمق بحيرة في المريخ – إن كان
المريخ به بحيرات – مستنكرا مجرد ذكر اسمها، لأنها لا تلائمك شكلا أو مضمونا، ولو
حطيت عليها شقة وعربية وبوستين .
أخذت أراجع اللستة بنصف وعي ... هناك سماح بنت عم كرشة
بتاع كشك السجاير، والتي عاكسها نصف شباب الحي وخرج معها في سهرات عاطفية النصف
الآخر... وأيضا سمر عضلات، حائزة على بطولة الجمهورية في المصارعة ثلاث مرات وتدير
الجيم تحت بيت عمتي، التي تراها واحدة من البنات الأكفاء "ولاد البلد
الجدعان"، فعلا، ولاد !!
ثم يخطر ببالي على السريع صديقة اختي التي أخبرتني كم
انها عاطفية وحساسة، هذا شئ جميل ... لكن أن تصل الحساسية للبكاء نصف ساعة حتى
الإغماء لأن أختي أرسلت لها رسالة "بليز كوول مي؟؟" فهذه مشكلة تحتاج
إلى إعادة نظر ونظارة ...
استمرت "داتا بيس" عقلي تلقي بالاختيارات وأنا
ألقفها على صدري ثم أخبطها "هيد" نحو خانة "مش هينفع" ... حتى
وصل الأمر إلى إحراز أهداف بكل كرات العرائس إياها دون جدوى ... يبدو أن هذه
اللستة ستظل "في الباي باي" حتى النهاية ...
فجأة رن هاتفي على النغمة الروشة ... سرينة المطافي ..
التقطته بسرعة قبل أن يوقظ صوته قوات مكافحة الدوشة فتطب على منزلي بتهمة الإزعاج
بينما تترك فرح بنت أم "وي وي" يجلجل في الأفق.
رددت، وعلى الطرف الآخر كان رفيق عمري "مراد"،
وبعد السلامات والاستسلامات والتغتيت على بعضنا البعض، بادرني قائلا :
- بقولك إيه يابني ... عندي عروسة
- يا عم ما قولنا كفاية ... قفايا مبقاش مستحمل ضرب خلاص
- لا يا عم ... دي حاجة متنقية، وعلى ضمانتي
- قول طيب
دردش معي في مواصفات تبدو معقولة ... ثم أعطاني رقم هاتف
والدتها لأن والدها يعمل بالسعودية، وطلب مني الاتصال بها، وإخبارها أني من طرف
"مراد" ...
أخبرته أني سأنتظر قليلا حتى يزول عني ما أظنه دور برد،
لكنه أصر أن "لا تؤجل عروسة اليوم إلى الغد"، و"رؤية في اليد خير
من عشرة في الشباك" ... أخبرته أني سأتركها للتساهيل
-------------------------
صباح اليوم التالي ... أحسست اني أحسن حالا، ولو أن
حرارتي لا تزال "ملسوعة حبتين"، لكني قررت الانطلاق إلى معتقل أبو زعبل
... أقصد، مقر العمل ... فارتديت ملابسي ونزلت السلالم زحلقة من على الدرابزين
كأجدع واد شاطر ...
بعد الانتهاء من العمل، استقللت ميكروباص من نوع
"احشر على قد ما تقدر"، ووجدت فيه مكاناً لنفسي يسع دجاجة مصابة بأنيميا
وفقر دم وتعيش بجناح واحد، لكنه مكان على أي حال ..
وبينما أنا في هذه "السعة الميكروباصية"، خطر
ببالي ان أتصل بأم العروسة "وأهو الواحد يسلي نفسه لحد ما يوصل" ...
أخرجت موبايلي بعد أن فرتكت صدر الرجل على يميني من تريحتي عليه، وكدت أقذف بالذي
على يساري وأنا أخرج الموبايل من جيبي ... اعتذرت لكليهما وهما يكادان يفرتكاني
بنظراتهما، ثم اتصلت بالرقم الذي أعطاه لي "الوسيط"، وأخذت أجمع الاسم
الذي أخبرني به "مراد" حتى تذكرت، "أم سارة"، ياله من اسم
موسيقي ... يدل على الجمال والطيبة و ...
- ألو
باغتني الصوت فجأة ... كان لصوت طفل صغير .. فرددت :
- أيوه ... ممكن أكلم ماما يا حبيبي ؟؟
- ماما مين ؟؟
- ماما مين ؟؟ ... ليه ؟؟ ... همه كام ماما عندك يابني ؟؟؟
- انت مين ؟؟
- قولها واحد من طرف ...
تك ... قفل السكة ... العيل ابن الـــ ... ناس ...
طلبت الرقم ثانية ... أول ما رد الطرف الآخر ... انفجرت
- يعني مش عيب كده ؟؟ ... ينفع تقفل في وشي السماعة ... انت إيه ؟؟
هنا بادرني صوت أنثوي ساحر :
- معلش ... أصله عيل صغير، مكانش قصده
ارتبكت لهذا الصوت ... فتنحنحت ثم رددت :
- لا ... لا لا ... أبدا ... هههه ... دول شباب صغير .. أنا عاذرهم
- مين معايا ؟؟
- احم ... أنا ... أنا مين ؟؟؟
- هنهزر يا استاذ ؟؟؟
- لا مش قصدي ... أنا "تامر" ... كنت عايز أكلم "أم
سارة"
- طيب ثواني
غاب الصوت لبعض الوقت ... ثم عاد من يرد :
- أيوه .. مين معايا ؟؟
- أيوه يا حاجة .... أنا "تامر" .. من طرف "مراد"
- "مراد" مين يابني ؟؟
"الله يجازيك يا عم "مراد" ... وعاملي فيها واصل" .. رددت بالكلمات في
سري داعيا عليه أن يدوخ على عروسة قبل ما يتجوز جزاءا لهذا الموقف المحرج ... لكني
تذكرت فجأة إنه متجوز ومخلف وأنا اللي لسه صايع ... فعدت أكلم "أم سارة"
:
- "تامر" يا حاجة ... يعني ... انت عارفة بقى
- عارفة إيه يابني ... هوه انت بتاع السمك ؟؟ ... انت مجبتش بوري ليه يابني
- لأ يا أمي ... سمك إيه ؟؟ ... أنا التاني
- أيوه أيوه ... مش تقول
- معلش بقى
- وانت هتيجي تشوف الحوض امتى بقى ؟
- حوض إيه ؟؟
- مش انت السباك يا جدع ؟؟
- لأ حضرتك ... أنا ..
ثم نظرت لتلك الأجساد
التي تحاصرني في الميكروباص ... وخفضت صوتي قدر استطاعتي قائلاً :
- "تامر" يا حاجة ... العريس
مع ثقتي بأن صوتي كان منخفضا كما لو كنت أشي بسر من
أسرار مفاعل "ديمونة"، إلا أني أحسست ان أنظار الجميع في الميكروباص
توجهت نحوي في شغف، بينما صوت أم سارة يدوي في التليفون :
- يوووووه ... معلش يابني ... سامحني والله ... مخدتش بالي ... أصل الواحد
مشغول بالبيت والعيال وانت عارف بقى والكيت كيت كيت ...
استمرت هي في طوفان اعتذاراتها وأنا احاول تهدأتها
وطمأنتها وإخبارها أن "مفيش مشاكل"، حتى انتهت من قاموس اعتذاراتها
وبدأنا الحديث "الجد وجداني" :
- بصي يا حاجة .. أنا قلت أكلمك الأول، عشان نفهم ظروف بعض قبل أي خطوة
- عين العقل يا حبيبي
- أنا بس حابب حضرتك تعرفي وضعي إيه ... أنا جرافيك ديزاينر في ..
- جفاريك إيه ياخويا ... ده عيا وحش ؟؟؟
هنا أدركت أن الأم من هؤلاء الناس الطيبين "ربات
البيوت"، الذين لا يعلمون عن الكومبيوتر سوى أن الأولاد "بيلعبوا عليه
العاب" وعن النت إنه "مليان حاجات وحشة" ... لذا قررت اختصار
المشوار على كلينا
- ممكن تعتبريني موظف يا حاجة ... بس ده اسم الوظيفة
- طيب ياخويا ... ربنا يصرف عنك
- المهم إن مستقبل الوظيفة كويس ... وبدور على شقة حاليا و ...
- انت لسه يا حبيبي بتدور على شقة ؟؟
- أيوه ... في مشكلة ؟؟
- لأ ... بس ... انت لسه ملقيتش شقة ... يبقى هتتجوز فين وامتى ؟؟؟ ...
وهتضمن منين إنك هتلاقي بسرعة ؟؟ ... و...
- طيب ... ممكن آجي لحضرتك ونتكلم ؟؟؟
- تنورنا ياخويا ... تحب تييجي بكره بعد العشا ؟؟
- أوكي ... ميعاد كويس ... نو بروبلم
- نعم ؟؟؟
- قصدي ... مفيش مشاكل
أغلقت الهاتف ... وأرجعت ظهري للوراء قليلا، لكن سرعان
ما اكتشفت ان هناك شلة كاملة من البشر تمنعني من ذلك ... ثم رفعت عيني، لأفاجأ
بنظرات الناس كلها نحوي ...مابين شفقة واهتمام وسخرية وتشفي ...
ردد الرجل الجالس على يميني :
- ليه يابني قلتلها إنك بتدور على شقة لسه ؟؟ ... خلي الحاجات دي لبعدين ..
ثم سمعت صوتا أمامي بكرسيين يردد :
- وبعدين روح شوف البنت الأول وبعدين اتفق على كل حاجة ... افرد ما عجبتكش ؟؟
وافقه صوت صادر من اللامكان :
- فعلا ... الحاجات دي بتبقى قسمة ونصيب ... شوف نصيبك الأول وبعدين ابقى عك
زي مانتا عايز
نظرت للناس مذبهلا من معرفتهم لكل التفاصيل، ومن
اهتمامهم للاستماع لمكالمتي ... كما لو كانوا مكلفين من الإف بي آي لتعقب كل من
تحدثه نفسه "بينها وبينه" أن يتزوج ...
هنا ... مالت علي تلك المرأة العجوز برأسها من السقف
مرددة :
- بقولك ياخويا ... هوه إيه "الجَرَافاك" ده ؟؟ ... بيصرفوا فيه
معاشات ؟؟
هيه ناقصاكي يا ستي انتي كمان ؟؟؟
-----------------------------
المكان : بيت العروسة
وصلت في الميعاد ... لا زلت أحس ببعض السخونة ... ويبدو
أن لدي أعراض رشح ما .. لكني أظن أني بخير حال ... ما دمت لم أسقط أرضا في غيبوبة
أو أتحلل فجأة في الهواء أو يخرج من بطني فضائي ما فأنا بخير، بكل خير
حضرت الأم، ثم تبعتها ابنتها ... كانت هادئة، ذات وجه
طفولي، ومع صوتها هذا، أظن أنها مثالية و "سو بيرفكت"
بدأت أتحدث مع والدتها والفرحة تزداد في خلايا جسدي
المفحوتة ..
- وانت يابني لسه هتشوف شقة ؟؟
- أنا ماشي في كذا مشوار يا حاجة ... ومستني بس ردود الناس
أحسست بدغدغة في انفي
- وغالبا كلها شقق كويسة في أماكن قريبة
الدغدغة تزيد
- ويمكن واحدة فيهم كمان تبقى قريبة من بيتكم هنا
أرغب في العطس بشدة
- وعلى العموم هعرف الرد قريب
الرغبة تكاد تصل إلى المحك
- يمكن في خلال أسبوع .... أو ... أســـ .... بو ....
آآآآآآآآتششششششششششششووووو
أخرجت منديلا كتمت به عطستي بسرعة ... ثم ...
آتشوووووووووو أخرى .... استجمعت نفسي قليلا ظاناً أن العاصفة انتهت، ولكن ....
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآتشششششششششششششششششششششوووووووو
- آخر واحدة دي كانت صاروخ ...
قلتها وأنا أضحك ... مسحت فمي وعدت للحديث و ...
فوجئت بنظرة الأم وابنتها ... نظرات ملتاعة متسعة كعين
الصيرة، خائفة كماو لو كانت تشاهد بطة عرجاء برأس فأر وذيل سحلية ... نظرا لي ....
ثم صرخت الفتاة في هستيريا
أخذت تصرخ وتصرخ ... حتى أحسست وكأني لص هجم على منزل
أميرة لم ترى في حياتها بشريا آخر على وجه الأرض ... حاولت تهدئتها، فصرخت أمها في
غضب ممزوج بالهلع :
- إيه اللي انت عملته ده ؟؟؟ ... إيه اللي انت هببته ده ؟؟؟
- هببت إيه بس ؟؟؟
- بتعطس ؟؟ ... وعندنا في البيت ؟؟
- إيييييه ؟؟؟ ... هوه العطس عندكو شتيمة ولا كلمة قبيحة ؟؟
- انت عايز تموتنا ؟؟ ... عايز تعدينا ؟؟
- أعديكو إيه بس ؟؟ .... مانا حطيت منديل
هنا صرخت الفتاة بصوتها الجميل الساحر :
- انت كده هتجيبلنا "سوين فلو"
رغم صعوبة الموقف، ورغم انها كانت أول مرة تتحدث فيها "سارة"
منذ جلسنا، لكنها كانت أحلى "سوين فلو" سمعتها في حياتي، ولولا هذا الـ
"سيتيوويشن" لطلبت منها أن تعيدها من جديد مرارا، بل وربما سجلتها لها لأنشرها
كأغنية "سينجل" و ...
- انت إنسان مستهتر ... و .... و ... و ... مش عارف بتعمل إيه
ياللفتاة الطيبة ... تحاول جاهدة أن ترميني بألفاظ بشعة
... لكن قاموسها الملائكي لم يعرف هذه الـ ...
- وجاهل ... وعربجي ... ومعفن ... و"سو
ديرتي"
آآآآه ... واضح إن المشكلة عندها بس إن الاستدعاء بطئ
... لكن القاموس لسه بخيره
تركتهما تنوحان وتبرطمان ... وتوجهت خارجا من باب الشقة،
ثم التفت إليهما ... و"رحت مديها عطسة ع السريع" ، وفررت هاربا ...
---------------------
راكبا في الميكروباص ... مستعيدا تلك الأحداث الغريبة
... ورأسي يتمرجح مع حركات السائق يمنة ويسرة ...
أحسست براحة أني لم أسر في طريق إنهاء هذا الزواج، هذا
ما كان ينقص حياتي، زوجة تخاف من العطس، وتغسل الصابون بالصابون، وتنقع مسحوق
النظافة في "ميه بخل" ... لكنها أحداث أضحكتني رغما عن ذلك، يجب أن أفكر
يوماً في كتابة يومياتي تلك لربما استطعت ان ....
- آآآآآآآآآتتشوووووووووووووو
عطسة صاروخية صدرت من ذلك الرجل بجانبي ... التفت إليه
في قرف مرددا :
- مش تحاسب يا عم ؟؟ ... انت عايز تجيبلنا "سوين فلو" ؟؟
omayma- Master
- عدد المساهمات : 8573
تاريخ التسجيل : 30/11/2008
دعـــــــــــــــــاء :
انوار- عضو فضي
- عدد المساهمات : 407
العمر : 33
مـــــــــــــزاجـى :
النـادى المفضـل :
هـــــــــوايتــــى :
تاريخ التسجيل : 04/05/2009
دعـــــــــــــــــاء :
رد: يوميات باحث عن عروسة – الجزء الخامس
هههههههههههههههههه
ربنا يكون في عونه وعونا
ربنا يكون في عونه وعونا
Dr/Asmaa- V.I.P
- عدد المساهمات : 1911
العمر : 33
مـــــــــــــزاجـى :
هـــــــــوايتــــى :
تاريخ التسجيل : 30/12/2008
دعـــــــــــــــــاء :
رد: يوميات باحث عن عروسة – الجزء الخامس
شكرا لمروركم نورا واسماء
انا عايزة ناس كتير تقرأها هى قصة 5 اجزاء بس جميلة بجد
انا عايزة ناس كتير تقرأها هى قصة 5 اجزاء بس جميلة بجد
omayma- Master
- عدد المساهمات : 8573
تاريخ التسجيل : 30/11/2008
دعـــــــــــــــــاء :
مواضيع مماثلة
» يوميات باحث عن عروسة- الجزء التانى
» يوميات باحث عن عروسة – الجزء الثالث
» يوميات باحث عن عروسة – الجزء الرابع
» يوميات باحث عن عروسة
» مهازل التعذيب في مصر الجزء الخامس
» يوميات باحث عن عروسة – الجزء الثالث
» يوميات باحث عن عروسة – الجزء الرابع
» يوميات باحث عن عروسة
» مهازل التعذيب في مصر الجزء الخامس
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى