أخى ............... انى احبك فى الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحب في الله من أقوى الروابط..

بل هو دليل كمال الإيمان.. وأهله هم أحباب الرحمن.. (حقت محبتي للمتحابين فيّ)..

والله جل وعلا يقول : (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا)

أي محبة في قلوب الخلق.. وتلك نعمة عظيمة.. وفضل كبير.. ولا شك أن الداعية إلى الله تعالى ينالها نصيبها من تلك المحبة..

فبعد الانتهاء من محاضرة أو درس.. يقابلها خلق كثير كلهن يردن قول: (إنا نحبك في الله)

لي معك وقفة أختي الداعية..

إذا كنت داعية متنقلة.. تزورين المكان لأول مرة..تؤدين رسالة..ثم تذهبين وقد لا تعودين إليه مرة أخرى.. فكلامي لا يعنيك..

أما إن كنت داعية مستقرة.. كمعلمة أو مشرفة مصلى..أو محفظة لكتاب الله.. إلى غير ذلك ممن تكثر الاحتكاك بالمدعوات.. فأرعي لي سمعك..

لاشك بأن كثيرا ممن حولك يعبر لك بطريقة أو بأخرى عن حبه لك في الله..ولله فقط.. وهذا خير ودليل نجاح..

لكن في بعض الأحيان تنقلب إلى فتنة ومدخل كبير للشيطان..

عندما يوهم الداعية بأن هذا دليل قبول.. في حين تكون أصل تلك المحبة (عشق شيطاني) لا غير!!

إن وظيفة الداعية..أن تحقق التوحيد في أكمل صوره.. أن تجعل القلوب متعلقة بربها جل وعلا.. ومتوجهة إليه سبحانه..

وعندما يتعلق القلب بك ـ أختي الداعية ـ من دون الله.. فإن ذلك مؤشر خطر.. وأن هناك خلل ما لابد من إصلاحه.. وتدارك أمره قبل أن يتفاقم..

ولأن الحب.. شيء متعلق بالقلب.. وأسرار القلوب علمها عند الله تعالى.. يصعب تحديد هوية هذا الحب..

وليست مهمة الداعية التنقيب عن نوايا الناس.. بيد أن الهدف هو إصلاح ما فسد فقد تعرض لك مشكلة من هذا النوع..

فتقفين حائرة.. هل هو حب في الله..أم عشق..؟؟!! خاصة إذا توالت الاتصالات وكثرت المخالطة..

تأملي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان..أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما.. وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله.......)

أول أمر الحب.. أن يكون كله خالصا لله ورسوله.. (أحب إليه مما سواهما) ثم تأتي مرتبة حب غيره تابعة له.. (وأن يحب المرء...) فكل حب لا يتبع حب الله ورسوله

فليس حبا لله..ولو زعموا.. لكن يبقى السؤال كيف أعرف؟؟

نعرف ذلك بمعرفة حد الحب.. وهو وارد في الحديث السابق.. (( هو كل حب لو لا الإيمان بالله واليوم الآخر لم يتصور وجوده..فهو حب في الله..

وكذلك كل زيادة في الحب لولا الإيمان بالله لم تكن تلك الزيادة))..

المعروف في النفس الإنسانية أنها محمولة على حب من أحسن إليها.. ونلاحظ هنا سبب الزيادة هو زيادة الإيمان والعمل الصالح..وإلا لو زادت لغير ذلك فهي ليست لله!!

وفي المقابل لا تنقص هذه المحبة إلا بسبب نقصان الإيمان والبعد عن الله.. ولو نقصت لغير ذلك لم تكن المحبة لله..!!

فلو كانت هناك خصومة..أو سوء تفاهم .. هل ينقص من المحبة في الله شيء؟؟ لا إذا كان سبب هذه الخصومة ليس البعد عن الله ونحو ذلك..

ولو كان هناك نوع من المحاباة والتقريب والعطاء هل تزيد هذه المحبة؟؟ لا لأن هذا من أمور الدنيا.. فلا تزيد مكانة الشخص المحبوب في الله.. ولو زادت لأجل ذلك

لم تكن لله..!! وهذا مقياس دقيق جدا في معرفة حال الحب.. وبهذا المقياس.. وبحكم الاحتكاك المستمر بالمدعوين..

نستطيع تحديد ما إن كان هناك خلل ما في طريقة الدعوة..خاصة في أوساط المراهقين..

أسأل الله تعالى أن يستعملنا في طاعته..ويجعلنا من المقبولين..