الواقعية بين السوداوية وخداع الذات

يحكى ان ملكا عُرفت مملكته بالازدهار والنماء
ولكن دوام الحال من المحال تعرضت البلاد لازمة اقتصادية كبيرة كانت الاولى والاضخم من نوعها
جمع الملك مستشاريه ورجاله المخلصين والذين يثق فى حكمهم ورجاحة عقلهم واستفتاهم فى الامر آملا فى ايجاد سبيل للخروج من الازمة
فانقسموا فيما بينهم وذهب كل الى وجهة وتباينت الآراء ولكنها انحصرت بين ثلاث فئات
الاولى ذهبت الى انه لا خلاص لهذه المشكلة وخاصة انهم لم يمروا بمثلها من قبل و لاتوجد لديهم خطط احتياطية او مخزون يمكنهم الاعتماد عليه والخلاصة انهم .. هالكون لا محالة

والثانية ذهبت الى انه لابد من التمسك بالامل فلكل مشكلة مهما صعبت حل ويمكنهم الخروج من الازمة بالصبر وشحذ الهمم والتكاتف لصد الخطر .. لكن دون تقديم اى حلول عملية

اما الفئة الثالثة اعتدلت وتوسطت الامرين
فأقرت بوجود مشكلة وكبيرة وان حلها ليس بالامر الهين ولكن ليس بالمحال
ولابد من التفكير بروية ودراسة ابعاد المشكلة جيدا حتى يتم وضع حلول تتناسب معها ولا تصل للتطرف بحيث يصبح تحقيقها ضربا من الجنون او ان تكون متواضعة لا ترقى لحجم المشكلة

وبعد التفكير والدراسة استقروا على انهم لابد لهم من طلب المساعدة من البلاد التى سبق ان
قدموا لها العون فى ظروف مشابهة والاستفادة من تجاربهم فى مثل هذه الظروف بالاضافة الى تحصيل ما لهم من مستحقات وديون لدى البلاد الاخرى واطلاع الشعب على حجم المشكلة لتكوين جبهة داخلية كل فى مجاله يعمل جاهدا للخلاص من ازمتهم
وبعد فترة نجحوا بالفعل وتحسنت اوضاعهم واخذت فى الاستقرار والازدهار مرة اخرى
...
هناك فرق بين التشاؤم والسوداوية .. وبين خداع الذات والتفاؤل المفرط حد السذاجة
لابد من مصارحة النفس بحجم مشاكلها والاستعانة بكل الاراء والخبرات لتكوين فكرة صادقة ومنطقية ومن ثم ايجاد حلول مناسبة وفعالة
وهذه هى الواقعية بمفهومى