نصف محترم

مع انتهاء الحرب العالمية الثانية بدات العديد من الظواهر تنعكس على طبقات المجتمع وكان من اولها تلاشي الطبقة الوسطى لينقسم المجتمع الى طبقتين شديدة الفقر ومسرفة الغنى وظهرت طبقة طفيلية تتذيل الطبقة الثرية تجمع بين نسبة من رغد العيش وقدر من قسوة الدهر
ومع تغير الطبقات المجتمعية نظريا تغيرت صفات الافراد واختفت المقوله بان الرجل من لم يقل هذا ابي وهذا عمي وانما الرجل من قال ها اناذا في اشارة الى نفسه
إن الرجل من قال هذا أبي وهذا عمي وها اناذا ابن الاكبرين

ولكن في الحقيقة ان الله سبحانه وتعالى قال " ونرفع بعضكم فوق بعض درجات "
ولكنه في نفس الوقت قد زين المسلمين بتاج التواضع
وانه قد فرق بين الغني والفقير ليجعل قلب الغني لين على قلب الفقير ويجعل من تلك الصدقة وتلك الزكاة وسيلة لصهر طبقات المجتمع في نسيج واحد ليكون كالبنيان المرصوص
ولكن في عصرنا الحالي لا يوجد معنى لهذه الكلمات اما حقيقة ابن الاكبرين في كل شئ التعليم , التعين , وحتى الإبداع والتكريم
فهذا هو الأب الاستاذ الجامعي او العضو النقابي او النيابي
وهذا هو الابن الذي اكتفى بشرف النسب على الكيان والوجود
وإكتفى لنفسه احترام الاخرين له وتقديرهم كمنافقة وتمنيتهم مصاحبته وهو لا يحترم احد فيروح يجوب الأرض فسادا وهو لا يعلم ما تحمله العيون من احترام وإجلال ليس لشخصه وانما لمجد صنعه أبوه كما صنعه
ولقد اصبح ابن الاكبرين في رايي شخص نصف محترم وان لم يكن محترما من البداية واصبح نصف الاحترام هذا كهبه من ابوه الذي صنعه في وجهة نظر الناس
واصبح الان همي الوحيد هو البحث عن الرجل الذي وعى عقله وخرج من بيت اهله نسى مجد اهله واصبح شغله الشاغل ان يبحث لنفسه عن مجد ذاتي

واني في الواقع اتمنى ان يعود زمن سيدنا عمر بن الخطاب عندما قال لسيدنا عمرو بن العاص _رضي الله عنهما_"استعبدتم الناس وقد خلقهم الناس احرارا"؟ عندما اختفى الفرق بين الولي وباقي افراد الرعية وهكذا تعود الحياة

وفي النهاية احلم هذا الحلم البسيط واتمنى ان يحلم الكل معي ان يعود الانسان لجلدته الاساسية وصبغته الاولى التي خلقه الخالق بها
وان يعيش في جلباب التواضع وجنة الإنسانية وسماؤها الحياء ونجومها حب الخير فهي احلام بسيطة اكتفى ان تكون احلام الفتى الطائر