خمس رسائل لامي .................نزار قباني
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
خمس رسائل لامي .................نزار قباني
خمسُ رسائل إلى أمي
1
صباحَ الخير ... يا حلوه...
صباحَ الخير... يا قدّيستي الحلوه
مضى عامان يا أمّي
على الولد الذي أبحر
برحلته الخُرافيَّه
وخبّأ في حقائبه...
صباح بلاده الأخضر
وأنجمها, وأنهرها, وكل شقيقها الأحمر
وخبّأ في ملابسه
طرابيناً من النعناع والزعتر
وليلكةً دمشقيه...
2
أنا وحدي... دخان سجائري يضجر
ومني مقعدي يضجر
وأحزاني عصافيرٌ...
تفتش – بعدُ _ عن بيدر
عرفت نساءَ أورُبا
عرفت عواطف الأسمنت والخشب
عرفت حضارةَ التعب
وطفتُ الهندَ, طفتُ السندَ, طفتُ العالم الأصفر
ولم أعثر
على امرأة تمشطُ شعريَ الأشقر
وتحمل في حقيبتها
إليّ عرائسَ السكر
وتكسوني إذا اعرى
وتنشلني إذا أعثَر
أيا أمّي
أيا أمّي
أنا الولدُ الذي أبحر
ولا زالت بخاطره
تعيش عروسةُ السكر
فكيفَ... فكيفَ يا أمي
غدوتُ أباً
ولم أكبر
3
صباح الخير, من مدريد
ما أخبارها الفلّه؟
بها أوصيك يا أمّاهُ
تلك الطفلة الطفله
فقد كانت أحبَّ حبيبة لأبي
يُدللُها كطفلته
ويدعوها إلى فنجان قهوته
ويسقيها
ويطعمها
ويغمرها برحمته
ومات أبي
ولا زالَت تعيشُ بحلم عودته
وتبحثُ عنهُ في أرجاء غرفته
وتسألُ عن عباءَته
وتسألُ عن جريدته
وتسألُ – حين يأتي الصيفُ-
عن فيروز عينيه
لتنثُرَ فوق كَفَّيه
دنانيراً من الذهب
4
سلاماتٌ
سلاماتٌ
إلى بيت سقانا الحثبَّ والرحمه
إلى أزهارك البيضاء ... فرحة ( ساحة النجمه)
إلى تختي
إلى كُتُبي
إلى أطفال حارتنا
وحيطان ملأناها
بفوضى من كتابتنا
إلى قطط كسولات
تنام على مشارقنا
وليلكة مُعرشة
على شباك جارتنا
مضى عامان ... يا أمّي
ووجه دمشق,
عصفورٌ يُخربشُ في جوانحنا
يعضُّ على ستائرنا
وينقرنا
برفق من أصابعنا
مضى عامان... يا أمّي
و ليل دمشقَ
فلُّ دمشقَ
تسكنُ في خواطرنا
مآذنها... تضيء على مراكبنا
كأن مآذن الأمويّ
قد زُرعت بداخلنا
كأنَّ مشاتل التفاح
تعبق في ضمائرنا
كأنَّ الضوءَ, والأحجارَ
جاءَت كلُّها معنا
أتى أيلول أمَّاه
وجاء الحزن يحمل لي هداياه
ويترك عند نافذتي
مدامعه وشكواهُ
أتى أيلولُ ... أين دمشقُ؟
أين أبي وعيناه
وأين حريرُ نظرته؟
وأين عبير قهوته؟
سَقَى الرحمن مثواهُ.
وأين رحابُ منزلنا الكبير
وأين نُعماه؟
وأين مدارجُ الشمشير
تضحك في زواياه
وأين طفولتي فيه؟
أجرجرُ ذيل قطَّته
وآكل من عريئته
وأقطفُ من(بنفشاهُ).
دمشقُ. دمشقُ
يا شعراً
على حدقات أعيُننا كتبناهُ
ويا طفلاً جميلاً
من ضفائره صلبناه
جثونا عند ركبته
وذبنا في مجبته
إلى أن في مجبتنا قتلناهُ...
1
صباحَ الخير ... يا حلوه...
صباحَ الخير... يا قدّيستي الحلوه
مضى عامان يا أمّي
على الولد الذي أبحر
برحلته الخُرافيَّه
وخبّأ في حقائبه...
صباح بلاده الأخضر
وأنجمها, وأنهرها, وكل شقيقها الأحمر
وخبّأ في ملابسه
طرابيناً من النعناع والزعتر
وليلكةً دمشقيه...
2
أنا وحدي... دخان سجائري يضجر
ومني مقعدي يضجر
وأحزاني عصافيرٌ...
تفتش – بعدُ _ عن بيدر
عرفت نساءَ أورُبا
عرفت عواطف الأسمنت والخشب
عرفت حضارةَ التعب
وطفتُ الهندَ, طفتُ السندَ, طفتُ العالم الأصفر
ولم أعثر
على امرأة تمشطُ شعريَ الأشقر
وتحمل في حقيبتها
إليّ عرائسَ السكر
وتكسوني إذا اعرى
وتنشلني إذا أعثَر
أيا أمّي
أيا أمّي
أنا الولدُ الذي أبحر
ولا زالت بخاطره
تعيش عروسةُ السكر
فكيفَ... فكيفَ يا أمي
غدوتُ أباً
ولم أكبر
3
صباح الخير, من مدريد
ما أخبارها الفلّه؟
بها أوصيك يا أمّاهُ
تلك الطفلة الطفله
فقد كانت أحبَّ حبيبة لأبي
يُدللُها كطفلته
ويدعوها إلى فنجان قهوته
ويسقيها
ويطعمها
ويغمرها برحمته
ومات أبي
ولا زالَت تعيشُ بحلم عودته
وتبحثُ عنهُ في أرجاء غرفته
وتسألُ عن عباءَته
وتسألُ عن جريدته
وتسألُ – حين يأتي الصيفُ-
عن فيروز عينيه
لتنثُرَ فوق كَفَّيه
دنانيراً من الذهب
4
سلاماتٌ
سلاماتٌ
إلى بيت سقانا الحثبَّ والرحمه
إلى أزهارك البيضاء ... فرحة ( ساحة النجمه)
إلى تختي
إلى كُتُبي
إلى أطفال حارتنا
وحيطان ملأناها
بفوضى من كتابتنا
إلى قطط كسولات
تنام على مشارقنا
وليلكة مُعرشة
على شباك جارتنا
مضى عامان ... يا أمّي
ووجه دمشق,
عصفورٌ يُخربشُ في جوانحنا
يعضُّ على ستائرنا
وينقرنا
برفق من أصابعنا
مضى عامان... يا أمّي
و ليل دمشقَ
فلُّ دمشقَ
تسكنُ في خواطرنا
مآذنها... تضيء على مراكبنا
كأن مآذن الأمويّ
قد زُرعت بداخلنا
كأنَّ مشاتل التفاح
تعبق في ضمائرنا
كأنَّ الضوءَ, والأحجارَ
جاءَت كلُّها معنا
أتى أيلول أمَّاه
وجاء الحزن يحمل لي هداياه
ويترك عند نافذتي
مدامعه وشكواهُ
أتى أيلولُ ... أين دمشقُ؟
أين أبي وعيناه
وأين حريرُ نظرته؟
وأين عبير قهوته؟
سَقَى الرحمن مثواهُ.
وأين رحابُ منزلنا الكبير
وأين نُعماه؟
وأين مدارجُ الشمشير
تضحك في زواياه
وأين طفولتي فيه؟
أجرجرُ ذيل قطَّته
وآكل من عريئته
وأقطفُ من(بنفشاهُ).
دمشقُ. دمشقُ
يا شعراً
على حدقات أعيُننا كتبناهُ
ويا طفلاً جميلاً
من ضفائره صلبناه
جثونا عند ركبته
وذبنا في مجبته
إلى أن في مجبتنا قتلناهُ...
Maldini- عضو فضي
- عدد المساهمات : 548
العمر : 33
مـــــــــــــزاجـى :
النـادى المفضـل :
هـــــــــوايتــــى :
تاريخ التسجيل : 31/12/2008
دعـــــــــــــــــاء :
رد: خمس رسائل لامي .................نزار قباني
بجد رسايل حلوه اوووى ربنا يخليها لينا كلنا
Belladonna- V.I.P
- عدد المساهمات : 1622
العمر : 33
النـادى المفضـل :
هـــــــــوايتــــى :
تاريخ التسجيل : 12/12/2008
دعـــــــــــــــــاء :
رد: خمس رسائل لامي .................نزار قباني
امين ياااااااااااااااارب
وميرسي ع الرد
وميرسي ع الرد
Maldini- عضو فضي
- عدد المساهمات : 548
العمر : 33
مـــــــــــــزاجـى :
النـادى المفضـل :
هـــــــــوايتــــى :
تاريخ التسجيل : 31/12/2008
دعـــــــــــــــــاء :
مواضيع مماثلة
» ماذا أقول له؟ نزار قباني
» سبية الدينار -- نزار قباني
» رسالة جندي من جبهة بورسعيد-------نزار قباني
» امراة حمقاء نزار
» متى ستعرف كم أهواك ؟ .... نزار قبانى
» سبية الدينار -- نزار قباني
» رسالة جندي من جبهة بورسعيد-------نزار قباني
» امراة حمقاء نزار
» متى ستعرف كم أهواك ؟ .... نزار قبانى
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى