الفصل الثالث : أيام الروضة

الفصل الثالث : أيام الروضة


ولم يتجاوز صبينا الرابعه من عمره , حين أرسله والده إلى الكتاب إلى (( الروضه)) .

وكان صبينا من علية القوم وأذكاهم فهو أفصحهم لساناً وأبرزهم عقلاً وأظرفهم دعابة , إلا أنه أقلهم جسداً وأضعفهم قوة .

اعتبر صبينا نفسه مالك هذه (الروضة ) بعد شهر واحد من ذهابه إليها

فعندما يأتي الصباح يتوضأ صاحبنا على قدر علمه بالوضوء _ فيغسل يديه ووجهه وأحياناً قدميه _ ثم ينقر عدة ركعات

وبذلك فقد أدى صلاة الصبح , ثم يتناول فطوره _ معرضاً عن أكل البيض كالعادة _ ثم يذهب إلى الحضانة .وحينما يُفتح

الباب يدخل صاحبنا إلى الفناء الواسع ثم ينتقل منه إلى داخل إحدى الفصلين , إما فصل أولى أول أو فصل أولى ثانٍ؟

لكنه لا ينسى أن يمر على الحانوت الملحق بالحضانة . ثم تدخل المعلمة وفي يديها كروت عليها أشكال عدة , فهذا

أشكال فهذا قمر , وهذه شمس , وهذا كلب , وهذه قطة ...... إلخ

وعندما تَهمُ المعلمة باستدعاء أحد الأطفال لكي يعيد قراءة ما قالته , يثب صاحبنا على المقعد دون استئذان ثم يعتل

في وقفته ثم يعيد قراءة هذه الكروت بصوت جلي واضح .

وكان صبينا يتصيد الأطفال الضعاف الذين لا يقدرون على قراءة الكروت مثله ثم يقوم بتوبيخهم مستخدماً ألفاظ

المعلمة , فتضحك المعلمة ويشمئز منه الأطفال.

ثم تأتي الظهيرة حيث الاستراحة , وويل لصاحبنا كل الويل من أوقات الظهيرة . لقد واجه صاحبنا مشاكل جمة من

الأطفال الذين قد وبخهم أمام المعلمة . وهو حينذاك قصير نحيف لا يقوى على شيء , وأعداؤه أعز جمعاً وأكثر نفيراً.

ولا ينقذ صبينا من بين تلك الأقدام والأيادي التي تشبه الدوم الصلب , إلا نداء المعلمة بالدخول إلى الفصل .

لقد أمضى صاحبنا عاماً كاملاً في هذه الروضة , والتي تعلم فيها الكثير وهو حينئذ محبوب من المعلمة وحوارييه

مبغض من الأطفال المتأخرين غير القادرين على قراءة ما بداخل الكروت .

وبعد هذا العام أزمع الوالد على تنحي صاحبنا من الكتاب وترقيته إلى مكانة جليلة وهي فقيه في كُتًّاب الشيخ

منصور . وحتى لا يمل صاحبنا من التعليم أعطاه الوالد الحكيم ثلاثة أشهر على سبيل العطلة حتى يُسَلِّي فيها عن

نفسه .

انتظروا غداً الفصل الرابع

بس انا مستغرب من قلة المشاركات ...........؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟