مليم الملح (خواطر مدبلر)

كنت راكبا سرفيس في طريقي إلى الجامعه ...وفجأة تعالت الأصوات..(بريزة يا اسطى)
ويرد السائق كما جرت العادة دائما...(ما فيش فكة)...
ولكن يتمسك هذا الراكب بحقة في البريزة...فتقوم مشادة كلامية بينهما وكأنا حرب عالمية ثالثة بتبادل الكلمات والعبارات الجارحه...
وينقسم السرفيس لقسمين ..من مؤيد ومعارض , وناصح ومنكر...وتقوم الدنيا في هذا السرفيس ولا تكاد تقعد ...وكل هذا من أجل بريزة
وأحسست ساعتها أنني في مبارة قمة بين مصر والجزائر..وجلست أترقب في صمت من سيفوز بكأس أفريقيا(البريزة)

وسألت نفسي..هل هذا سووء تقدير؟؟!!

حينها تذكرت عندما كنت في ميدان لمحطة بالمنصورة لأشتري شنطة...وأرهقت نفسي في الفصال مع البائع لأخفض السعر من 55 جنيها الى خمسين..وكدت أخسر هذه الشنطة الجميله بسبب خمسة جنيهات!

فتعجبت من نفسي...كيف أدفع كل هذا المبلغ الكبير؟؟ وأناقش في هذا المبلغ الصغير!!

إنه سوء التقدير...الذي يجعل الانسان يفسد الأكلة الدسمة بأن يرفض شراء ما يعادل مليما من الملح..
وهل هو سوء تقدير خاص؟ أعتقد أنه سوء تقدير عااااااااااام

إننا جميعا نفسد أشهى الأطعمة وأروع المشارع والخطط من أجل شراء ما يعادل مليما من الملح

مثلا في امتحان أعمال السنة في مادة الفسيولوجي,,,
ذاكرت C.V.S كاملا ما عدا VasoMotor Center لأنني لم أحضر هذه المحاضرة بالرغم من حضوري باقي المحاضرات في هذا الفرع...ولأن هذا جزء صغير ولم يأتي في أي امتحان قبل ذلك من بعيد أو قريب

فكانت النتيجة أنني خسرت بابا كاملا بخمس درجات من أجل ربع صفحه!
سوء التقدير....أن أذاكر كل هذا الكم الرهيب من المعلومات وأتغاضى عن هذا الجزء الصغير وهو ما يعادل مليما من الملح!!!!

أخيرا: لا تضيعوا امتحاناتكم بمليم ملح
بمعنى أشمل ....لا تفسدوا حياتكم كاملة من أجل ما يعادل مليما من الملح