آخرة النصب
صفحة 1 من اصل 1
آخرة النصب
النصاب
" لقد خدعتني يا دكتور ."
هتف الأستاذ ( صبحي ) بهذه الجملة في حدة شديدة و هو يقف أمام مكتب الدكتور ( محمود ) في عيادته الخاصة قبل أن يكمل :
" كان ينبغي أن أدرك ذلك منذ البداية . "
تطلع الدكتور ( محمود ) لوجهه بضع لحظات ثم قال :
" و كيف خدعتك يا أستاذ ( صبحي ) ؟ "
أجاب ( صبحي ) في انفعال :
" أوهمتني بأن هذا هو الأمل الوحيد لي في الإنجاب ، و بعد إجراء عمليتين واحدة لي و الأخرى لزوجتي ، و بعد أن حصلت على آلاف الجنيهات و قمت بعملية استخلاص للحيوان المنوي مني و للبويضة من زوجتي و أقنعتنا بعمل حقن مجهري ، بعد كل هذا تأتي لتخبرنا أن العملية قد فشلت ؟ "
حاول الدكتور ( محمود ) أن يتمالك أعصابه قائلاً :
" لقد كان هذا هو الأمل الوحيد بالفعل ، فبعد أن تعرضت لكمية كبيرة من الإشعاع في ذلك المصنع الذي كنت تعمل به كان من الممكن ألا نجد لديك أية حيوانات منوية صالحة للإخصاب ، و لكن لحسن الحظ وجدنا واحداً ، و رغم نسبة النجاح الضئيلة إلا أن عملية الحقن المجهري قد نجحت و .... "
قاطعه ( صبحي ) فجأة و هو يقول :
" نجحت ؟؟ هل تقول نجحت يا رجل ؟ يبدو أنك لم تعد تدرك الفرق بين النجاح و الفشل ."
لم يستطع الدكتور أن يتمالك أعصابه هذه المرة فقال صائحاً :
" نعم عملية الحقن المجهري نجحت ، و نقلنا البويضة المخصبة إلى رحم زوجتك و قد أمسكت بجدار الرحم و بقيت معلقة به ما يقرب من الشهرين ، و لكن ذلك النزيف الحاد الذي أُصيبت به زوجتك قد فاجأنا و تسبب في فقدان الجنين ."
قال ( صبحي ) و هو يضرب سطح المكتب بقبضته :
" نعم ... و هذا ما دفعك إلى إجباري على التبرع بالدم لزوجتي .. أليس كذلك ؟؟ "
شهق الدكتور ( محمود ) في دهشة ، ثم قام ليدور حول مكتبه و هو يقول :
" إجبارك ! إنها زوجتك يا رجل ... و لقد كان من الممكن أن تفقد حياتها بسبب هذا النزيف ، ثم
إن فصيلة دمها (o) و هي نفس فصيلة دمك .. هل كان من الأفضل لك أن تتركها تنزف حتى تموت ؟؟ "
عقد ( صبحي ) حاجبيه في شراسة و هو يقول :
" بل كان ذلك من الأفضل لها هي ، حتى لا تراني و أنا أتزوج عليها امرأة أخرى لتنجب لي الوريث المنتظر ."
حدق الدكتور ( محمود ) في وجهه بضع لحظات .... إنه لا يصدق أنه يكلم بشراً ... لقد بدا له الأستاذ ( صبحي ) في هذه الحالة أشبه بشيطان رجيم لا يهمه إلا إنجاب وريث له .
لذا فقد قال الدكتور محمود و هو يحاول أن يبدو هادئاً :
" إنك لن تنجب من أية امرأة أخرى يا أستاذ صبحي ، لقد نفدت حيواناتك المنوية بالفعل إثر تعرضك للإشعاع و كان آخرها هو الذي استخدمناه في عملية الحقن المجهري تلك ، و هذا يعني أن زوجتك قد احتملت عملية استخلاص البويضات و أدوية تنشيط التبويض و كادت أن تموت أثناء حملها لطفلك رغم أنها لا تعاني من مشاكل في الإنجاب ... أنت من يعاني هذه المشاكل يا أستاذ ( صبحي ) و لن يستطيع أي إنسان في الدنيا أن يجعلك تنجب فإن الله يهب لمن يشاء الإناث و يهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا و إناثا و يجعل من يشاء عقيما . "
برقت عينا ( صبحي ) و هو يقول :
ربما لن تستطيع أنت أن تجعلني أنجب ، و لكن الدكتور ( عماد ) يستطيع . "
عقد الدكتور ( محمود ) حاجبيه و هو يقول : " الدكتور ( عماد ) ؟! "
ابتسم ( صبحي ) قائلاً :
" نعم الدكتور ( عماد ) ... لقد قام بعملية مثل هذه لأحد زملائنا في العمل و أنجبت زوجته ."
قال الدكتور ( محمود ) :
" و لكن هذا مستحيل ! "
أجابه ( صبحي ) قائلاً :
" ليس مستحيلاً ... إنه يستخدم تقنية الاستنساخ لتوليد حيوانات منوية جديدة ."
تراجع الدكتور ( محمود ) بظهره إلى الخلف صائحاً في دهشة :
" الاستنساخ ؟؟ "
كان يدرك أن الدكتور ( عماد ) نصاب كبير ... يستغل حاجة الناس لإقناعهم بما يريد ... أراد أن يبوح بهذه الحقيقة إلى ( صبحي ) ... و لكنه كان يعلم أنه لا يجوز له كطبب أن ينتقص زميلا له ... دار صراع داخله لبضع ثوان قبل أن يحسم أمره قائلاً :
" الدكتور ( عماد ) هذا نصاب . "
قهقه ( صبحي ) و هو يقول :
" هذا لأنك تغار منه .. صحيح أنه سوف يتقاضى مبلغاً أكبر من الذي أخذته مني ، و لكن هذا لا يهم ...سوف أنجب طفلاً ثم أقاضيك مطالبا بتعويض مادي كبير عن فشل العملية التي أجريتها لزوجتي . "
ثم اندفع نحو الباب قائلاً :
" أراك في المحكمة يا دكتور ."
ثم خرج و صفق الباب خلفه في عنف .
لم يستطع الدكتور ( محمود ) أن يتمالك نفسه ، فهوى جسده على أحد المقاعد و هو يغمغم قائلاً :
مستحيل .. هل من الممكن أن ...؟"
و لم يستطع أن يكمل عبارته .
**********
بعد مرور عام تقريبا ... كان الدكتور ( محمود ) يجلس ىفي عيادته بصحبة زميل له .
فقال زميله :
" هل رأيت ماذا فعل الدكتور ( عماد ) مع ( صبحي ) .. لقد أنجبت زوجته ."
قال الدكتور ( محمود ) مندهشاً :
أنجبت ! ... مستحيل .. مستحيل . "
قال زميله :
" إنه يقنع مرضاه بأنه يستخدم تقنية الاستنساخ لإتناج الحيوانات المنوية . "
قال ( محمود ) :
" و لكنك تعلم أن هذا مستحيل ."
قال زميله :
" أعلم هذا .. و لكنه يستغل الضعف البشري الذي يجعل الناس مستعدين لتقبل أي شيء في سبيل إنجاب ولد ."
في هذه الأثناء طرق رجل باب العيادة و هو يقول :
" بريد ... الدكتور ( محمود ) لديه استدعاء أمام المحكمة ."
هب ( محمود ) واقفا ليستلم اللاستدعاء و يوقع على الاستلام ... نظر في محتوياته بسرعة .. كما توقع ، ( صبحي ) يرفع عليه قضية مطالبا بتعويض جراء فشل العملية ، و قد أرفق بالاستدعاء صورة من شهادة ميلاد ابنه .
تعجب زميل الدكتور ( محمود ) حين رأى على وجه الدكتور ابتسامة صغيرة ظلت تكبر و تكبر حتى تحولت إلى ضحكة كبيرة ... فقال له :
" ماذا هنالك يا ( محمود ) ؟ ماذا يضحكك ؟"
لم يرد ( محمود ) و إنما أعطاه صورة شهادة ميلاد الطفل .
فابتسم زميله أيضاً .
لقد كانت الشهادة تحوي الاسم ..
و تاريخ الميلاد و مكانه ..
و اسم الأب و الأم ..
و فصيلة دم الطفل ..
" لقد خدعتني يا دكتور ."
هتف الأستاذ ( صبحي ) بهذه الجملة في حدة شديدة و هو يقف أمام مكتب الدكتور ( محمود ) في عيادته الخاصة قبل أن يكمل :
" كان ينبغي أن أدرك ذلك منذ البداية . "
تطلع الدكتور ( محمود ) لوجهه بضع لحظات ثم قال :
" و كيف خدعتك يا أستاذ ( صبحي ) ؟ "
أجاب ( صبحي ) في انفعال :
" أوهمتني بأن هذا هو الأمل الوحيد لي في الإنجاب ، و بعد إجراء عمليتين واحدة لي و الأخرى لزوجتي ، و بعد أن حصلت على آلاف الجنيهات و قمت بعملية استخلاص للحيوان المنوي مني و للبويضة من زوجتي و أقنعتنا بعمل حقن مجهري ، بعد كل هذا تأتي لتخبرنا أن العملية قد فشلت ؟ "
حاول الدكتور ( محمود ) أن يتمالك أعصابه قائلاً :
" لقد كان هذا هو الأمل الوحيد بالفعل ، فبعد أن تعرضت لكمية كبيرة من الإشعاع في ذلك المصنع الذي كنت تعمل به كان من الممكن ألا نجد لديك أية حيوانات منوية صالحة للإخصاب ، و لكن لحسن الحظ وجدنا واحداً ، و رغم نسبة النجاح الضئيلة إلا أن عملية الحقن المجهري قد نجحت و .... "
قاطعه ( صبحي ) فجأة و هو يقول :
" نجحت ؟؟ هل تقول نجحت يا رجل ؟ يبدو أنك لم تعد تدرك الفرق بين النجاح و الفشل ."
لم يستطع الدكتور أن يتمالك أعصابه هذه المرة فقال صائحاً :
" نعم عملية الحقن المجهري نجحت ، و نقلنا البويضة المخصبة إلى رحم زوجتك و قد أمسكت بجدار الرحم و بقيت معلقة به ما يقرب من الشهرين ، و لكن ذلك النزيف الحاد الذي أُصيبت به زوجتك قد فاجأنا و تسبب في فقدان الجنين ."
قال ( صبحي ) و هو يضرب سطح المكتب بقبضته :
" نعم ... و هذا ما دفعك إلى إجباري على التبرع بالدم لزوجتي .. أليس كذلك ؟؟ "
شهق الدكتور ( محمود ) في دهشة ، ثم قام ليدور حول مكتبه و هو يقول :
" إجبارك ! إنها زوجتك يا رجل ... و لقد كان من الممكن أن تفقد حياتها بسبب هذا النزيف ، ثم
إن فصيلة دمها (o) و هي نفس فصيلة دمك .. هل كان من الأفضل لك أن تتركها تنزف حتى تموت ؟؟ "
عقد ( صبحي ) حاجبيه في شراسة و هو يقول :
" بل كان ذلك من الأفضل لها هي ، حتى لا تراني و أنا أتزوج عليها امرأة أخرى لتنجب لي الوريث المنتظر ."
حدق الدكتور ( محمود ) في وجهه بضع لحظات .... إنه لا يصدق أنه يكلم بشراً ... لقد بدا له الأستاذ ( صبحي ) في هذه الحالة أشبه بشيطان رجيم لا يهمه إلا إنجاب وريث له .
لذا فقد قال الدكتور محمود و هو يحاول أن يبدو هادئاً :
" إنك لن تنجب من أية امرأة أخرى يا أستاذ صبحي ، لقد نفدت حيواناتك المنوية بالفعل إثر تعرضك للإشعاع و كان آخرها هو الذي استخدمناه في عملية الحقن المجهري تلك ، و هذا يعني أن زوجتك قد احتملت عملية استخلاص البويضات و أدوية تنشيط التبويض و كادت أن تموت أثناء حملها لطفلك رغم أنها لا تعاني من مشاكل في الإنجاب ... أنت من يعاني هذه المشاكل يا أستاذ ( صبحي ) و لن يستطيع أي إنسان في الدنيا أن يجعلك تنجب فإن الله يهب لمن يشاء الإناث و يهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا و إناثا و يجعل من يشاء عقيما . "
برقت عينا ( صبحي ) و هو يقول :
ربما لن تستطيع أنت أن تجعلني أنجب ، و لكن الدكتور ( عماد ) يستطيع . "
عقد الدكتور ( محمود ) حاجبيه و هو يقول : " الدكتور ( عماد ) ؟! "
ابتسم ( صبحي ) قائلاً :
" نعم الدكتور ( عماد ) ... لقد قام بعملية مثل هذه لأحد زملائنا في العمل و أنجبت زوجته ."
قال الدكتور ( محمود ) :
" و لكن هذا مستحيل ! "
أجابه ( صبحي ) قائلاً :
" ليس مستحيلاً ... إنه يستخدم تقنية الاستنساخ لتوليد حيوانات منوية جديدة ."
تراجع الدكتور ( محمود ) بظهره إلى الخلف صائحاً في دهشة :
" الاستنساخ ؟؟ "
كان يدرك أن الدكتور ( عماد ) نصاب كبير ... يستغل حاجة الناس لإقناعهم بما يريد ... أراد أن يبوح بهذه الحقيقة إلى ( صبحي ) ... و لكنه كان يعلم أنه لا يجوز له كطبب أن ينتقص زميلا له ... دار صراع داخله لبضع ثوان قبل أن يحسم أمره قائلاً :
" الدكتور ( عماد ) هذا نصاب . "
قهقه ( صبحي ) و هو يقول :
" هذا لأنك تغار منه .. صحيح أنه سوف يتقاضى مبلغاً أكبر من الذي أخذته مني ، و لكن هذا لا يهم ...سوف أنجب طفلاً ثم أقاضيك مطالبا بتعويض مادي كبير عن فشل العملية التي أجريتها لزوجتي . "
ثم اندفع نحو الباب قائلاً :
" أراك في المحكمة يا دكتور ."
ثم خرج و صفق الباب خلفه في عنف .
لم يستطع الدكتور ( محمود ) أن يتمالك نفسه ، فهوى جسده على أحد المقاعد و هو يغمغم قائلاً :
مستحيل .. هل من الممكن أن ...؟"
و لم يستطع أن يكمل عبارته .
**********
بعد مرور عام تقريبا ... كان الدكتور ( محمود ) يجلس ىفي عيادته بصحبة زميل له .
فقال زميله :
" هل رأيت ماذا فعل الدكتور ( عماد ) مع ( صبحي ) .. لقد أنجبت زوجته ."
قال الدكتور ( محمود ) مندهشاً :
أنجبت ! ... مستحيل .. مستحيل . "
قال زميله :
" إنه يقنع مرضاه بأنه يستخدم تقنية الاستنساخ لإتناج الحيوانات المنوية . "
قال ( محمود ) :
" و لكنك تعلم أن هذا مستحيل ."
قال زميله :
" أعلم هذا .. و لكنه يستغل الضعف البشري الذي يجعل الناس مستعدين لتقبل أي شيء في سبيل إنجاب ولد ."
في هذه الأثناء طرق رجل باب العيادة و هو يقول :
" بريد ... الدكتور ( محمود ) لديه استدعاء أمام المحكمة ."
هب ( محمود ) واقفا ليستلم اللاستدعاء و يوقع على الاستلام ... نظر في محتوياته بسرعة .. كما توقع ، ( صبحي ) يرفع عليه قضية مطالبا بتعويض جراء فشل العملية ، و قد أرفق بالاستدعاء صورة من شهادة ميلاد ابنه .
تعجب زميل الدكتور ( محمود ) حين رأى على وجه الدكتور ابتسامة صغيرة ظلت تكبر و تكبر حتى تحولت إلى ضحكة كبيرة ... فقال له :
" ماذا هنالك يا ( محمود ) ؟ ماذا يضحكك ؟"
لم يرد ( محمود ) و إنما أعطاه صورة شهادة ميلاد الطفل .
فابتسم زميله أيضاً .
لقد كانت الشهادة تحوي الاسم ..
و تاريخ الميلاد و مكانه ..
و اسم الأب و الأم ..
و فصيلة دم الطفل ..
dega- عضو برونزي
- عدد المساهمات : 318
العمر : 31
مـــــــــــــزاجـى :
النـادى المفضـل :
هـــــــــوايتــــى :
تاريخ التسجيل : 23/09/2009
دعـــــــــــــــــاء :
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى