شبهة التناقض فى خلق الإنسان

شبهة التناقض فى خلق الانسان

من العسير أن نستخلص من القرآن نفسه مذهباً عقيدياً

موحداً متجانساً وخالياً من المتناقضات

فمثلا يقول القرآن

أن الله خلق الحيوانات من الماء ثم يذكر بعد ذلك

فى سبع آيات مختلفات أن الله خلق الانسان خلقاً ثم هو فى الوقت نفسه

يناقض نفسه بنفسه سبع مرات فيقول فى مره أن الله خلق الانسان

من تراب وفى مرة ثانية من الطين وفى مرة ثالثة من الفخار

ورابعه من الصلصال وخامسة من صلصال كالفخار

وسادسة من حمأ مسنون ،مرة سابعة من الماء ..

وهى كلها متناقضات تؤكد أن القرآن لم يتم فى زمن واحد على يد مؤلف واحد

" لوسيان كليموفتش "

عن كتاب

" المسلمون تحت الحكم الشيوعى "







قبل الرد على هذه الشبهه

لابد من ان نسأل ايهما أجدر بتفسير القران

العرب الذين عجنتهم اللغة العربية وعشوقها ويعرفون معانى

كلماتها بالتفصيل حتى صارت جزء من كيانهم أم مستشرقين لا يعرفن

حتى نطق الضاد او الحاء

هذه التهمة ليست جديدة يقولها المستشرقون حديثا بل قديمة

حملها جيل عن جيل

فنبدأ برد هذه الشبهه عن التناقض فى خلق الانسان

بالرجوع الى عدة تفاسير كابن كثير والظلال والتفسير الحديث والبيضاوى

نجد انه لاخلاف مطلقاً ولا صحة لهذا الادعاء

الخلق من ماء هو الخلق الحالى الذى حفظ النسل بعد خلق آدم من تراب

والمراد بالماء فى الآيات : المني

وهذا المني وصف فى سورة السجدة بأنه " مهين" أى ضعيف وحقير

- وهو كذلك - ووصف فى سورة الطارق أنه " دافق " أى مصبوب

بدفع وسرعة فى الرحم - وهو كذلك -

أما الخلق الأول فهو من صلصال : وهو من الطين اليابس كالفخار

أو من حمأ : وهو طين أسود متغير من طول مجاورة الماء

والمسنون المصور صورة على هيئة انسان اجوف

فخلق الانسان الأول من تراب جعله طيناً ثم حمأ مسنوناً ثم صلصالاً

فلا خلاف ولا يخالف ذلك الخلق من تراب ونحوه

فلم تذكر الآيات أن الخلق كان من تراب ثم من حديد ثم من هواء

ثم ذهب ثم غاز ما

بل كان الخلق من تراب جعله طيناً ثم حمأ مسنوناً ثم صلصال

وكلها متصلة اتصالا وثيقاً بالتراب

وكلها ايضا حالات متتالية متطورة للتراب بالذات

فأين التناقض الذى جعل " لوسيان " يؤكد أن القرآن

لم يتم فى زمن واحد أو على يد مؤلف واحد ؟

جزاكم الله الفردوس الأعلي من الجنة

ونفع بكم