(( طال عهد البكاء ))

يقولون طال عهد البكاء
كفاكَ نحيبا.. فقد رَحَلَتْ عنك
ولم تسامحك ..
إن أحبتك .. كانت ستسامحك
كانت ستحمل عبء حبكما
ذهبت منذ زمن
وأنت وحدك تدفع الثمن
بكاءً وأنينا وعذابا
احسب لنفسك مرةٌ حسابا
وواجه الحياة بالتفاؤل
غدا ستجد غيرها
تحبك وتحبها ...
وتنسى حبيبتك التي الآن تبكيها ..




هكذا دائما يقولون
أحفظ كلامهم عن ظهر قلب
فدائما ما قلت مثل هذا الكلام
عندما يشكو إليَّ الصحاب
من فراق الحبيب .. أو من حبيب لا يشعر بهم



لكني ولأول مرة أعرف
أنه من أسخف الكلام
لا منطق ولا عقل ولا قلب
أن أتناسى رياحَ الغرام الهادئة
كيف يتفاءل من فقد روحه ؟!
وكيف لعاجزٍ أن يداويَ جروحه ؟!
كيف بعد الاندماج ؟!
كيف بعد جدِّ الغرام ؟!
كيف بعد الحب العميق
كيف ينتزعونها ...
وكيف أرضى ؟
كيف أبعد عنها ومعها قلبي
كيف أبعد؟ وأنا منها
كيف نواجه الموت البطئ ؟
أنسى ؟
أقسى ؟
كلامٌ عجيب
على قلبٍ أحب .. فعلا غريب



بعد تذوق مرارة الغياب
لا قلب ينبض
ولا حياة تسير
لا أناس طيبون ولا حتى شريرون
ساعتها تفقد الإحساس
تشعر الوحدة
وإن حالفك كل الناس
ولا تنفس ولا هواء
لا حرارة ولا برد
علامات استفهام دون أدنى رد
ملايين الأشواك تحيطك
وكأنك وردة في غابة الأسود
أو كضحية دون مجرمٍ أو مدان
تفقد الأمن .. يضيع الأمان
جسد بلا روح
ترتبك أعصابك .. تعاني الانهيار
كانت القصة جميلة
كانت آهات الحب طويلة
من ذا الذي قطعها ؟
مزق حبنا ورماه
خلف كهوف الفراق الحزينة ؟!


بعد الوداع وبعد الضياع
كأنك وردة مزِّق ورقها
أو كطيرٍ كُسر جناحه
الدنيا سحاب وردماد
ومن سئٍ لأسوأ تسير الحياة
كل الرموز سوداء
وكل العزاء مجرد هراء

لا نبض ولا إحساس
ولا رغبةٌ في العيش مجددا
وإن نبض قلبك
ينبض في حزن
مسترجعا ما كان
مسترجعا قصة حب وحنان
يأخذ قلبك الحنين
يموت لسنين
يرسم القلب في خياله
بحبرِ الدموع
آلاف اللوحات
ليدين يفترقان
أو لشحصين يدمعان
أو لشخصٍ وحيد
قابعٍ بمكان مهجور
قد آثر الموت عن الحياة
ضد طبيعة كل البشر
لوحاتٌ حزينة لا يعرفها إلا من فارق

هكذا هو الفراق لمن لا يعرفه
هكذا الوداع
هكذا الهدوء
هدوء من يبكى قلبه في صمت
بكاءٌ تحت سحابة الابتسام
التي يعلم جميع الناس
أنها ابتسامةٌ باكية



ثم يأتي الأحباب
الأهل والأصحاب
يقولون ... وما أسهل الكلام !
دع الهموم .. وفقط انسَ ما كان