نسيج المجتمع

لماذا لم يخلق الله - سبحانه وتعالى- النسيج من خلية واحدة تقوم وحدها بوظائفه وتتداعى إلى آلامه؟ خلق الله - سبحانه وتعالى -النسيج من عدة خلايا لحكمة يعلمها وحده ولكن فى نفس الوقت منح الإنسان العقل ليتدبر امثال هذه النعم ....

خلية واحدة لاتكفى لأن تقوم بجميع الوظائف الحيوية العديدة كذلك فى عالم بنى البشر لايمكن أن يعيش الإنسان فى هذا العالم دون رفيق أو صديق ..

هكذا يتألف نسيج المجتمع من أفراد خيرهم لبعض فى جو من التعاون والود والمحبة عندها فقط يرقى العالم ,لابد أن ينمى الافراد بداخلهم الشعور الإنسانى بأن خير الناس للناس وأن الفرد لن يشعر بالسعادة إلا بمشاركة أخيه له فالسعادة الحقيقية هى اسعاد الاخرين والسعى الجاد فى ذلك.

فمعانى الإنسانية النبيلة هى التى ترسم أشكال السعادة بالنسبة للأفراد عندما يتمنى الإنسان الخير لأخيه كما يتمناه لنفسه و يسعى لإظهار بريق السعادة الامع فى وجهه عندها يكتمل إيمانه وتصفو نفسه وتزهد عن دار الفناء وترنو لدار الخلد والبقاء..

هى دعوة بسيطة نحو عالم إنسانى حقيقى فالإنسان كائن اجتماعى بالسجية محال أن يعيش بفرده , دعوة نحو عالم مختلف تبدأ من نفسك فعندما تعود وأعود أنا ويعود غيرنا فسيعود المجتمع المثالى السعيد الذى تعلوه معانى الخير والتى بدورها تعلى أنفاس السعادة...

فى النهاية .. أحلم هذا الحلم البسيط أن ترجع المودة والأالفة بين أبناء المجتمع وتسود روح الإخاء والتعاون عندها نشعر بالسعادة ,عندها يعود الإنسان إلى فطرته الأساسية وصبغته الأولى

أحلم أن يعيش الإنسان فى جنة الإنسانية التى بساطها التواضع وسمائها الحياء و نجومها حب الخير أحلام بسيطة ولكنها بعيدة
أكتفى أن تكون أحلام الفتى الطائر