(( مهما جافيتِ ))

من أول لحظة رأيتُكِ
أحببتُكِ
وسرح خيالي ...لأقصى الأماني
لأبعد التصورات ...ولأصعب التخيلات
لأصعبها في عالمنا المنطقي
ولأبعدها عن التحقيق في الواقع
استعدت بتصوراتي زماني الضائع
سرحت بعينيكِ وتمنيتُ أن أغرق
وعرفت أن قلبي ما هو إلا ساذجٌ أحمق
ينساق وراء الحسن والجمال
فتبعك بغريزته الفطرية
عشت أياما تائها ...سائحا
مسالما ...هائما
لا أملك سوى الاستسلامِ لك
ولسحرِك وعطرِك...
لفكرِك وأمرِك...
نعم عشتُ تائها هائما
وكل أملي أن يسكن قلبي في صدرِك
ركع قلبي مؤمنا بأني من لحظتِها
لست أنا
بل أنا أنت
أنا أحد أجزائك التي لا تنفصل
فجسدُك من الآن فصاعدا
على جسدي يشتمل
ودقات قلبي في صراعِها تقتتل
يتصارعون ويتقاتلون
لأن ينبضوا بحبك
فيعزفون لحنا أبديا خالدا تسمعه روحي
فترقى بها إلى أرقى السماوات
إذن فأنا أسكن هناك...
هناك..في عينيك
أصبح وأمسي فيهما
أقوم وأنام
ألهو وألعب
فيهما..
ألغو وأمرح
أحبُّ وأعجب
فقط فيهما..
قد أحببتك دون أن أفكرْ
دون أن أحسب أو أُقَدرْ
باهيتُ بحبي الناس وتحديتهم
تحديتهم أن يحب أحدهم مثل حبي
بل نصفه...
أو أن يمتلك أحدهما قلبا كقلبي
ينبض بحروف اسم محبوبته فيعزفها في فخر
تحديتهم
أن تطلب المحبوبة فيتحول الطلب إلى أمر
تحديتهم
ولم أجد فيهم من ينافسني
لم أجد مثل حبي لك
ولم أجد من يعظمك مثلي
أحببتك لأنك أنت
احببتكِ لشخصك
عشقتكِ لنفسك
وعشت معك يومك وأَمسِك
أحببتك لدرجة أنك عندما رحلتِ
رحلتِ ورحل معك قلبي
فلم أعد أسمع دقاته العازفة بحروف اسمك
رحلتِ...
نعم رحلتِ....
وحدك ..
بمفردك ..
لأنك تريدين ذلك ..
ولكن يصاحبك قلبي أينما ذهبتِ
إن كنت استطعت الوداع
وإن قدرت على الجفاء
إن أمكنك تشويقي وتعذيبي
وإن أمكنك أن تزيدي في الحب لهيبي
فاعلمي...
أن بين عينيك ضياءَ روحي
وأنه في يديك وبحوزتك يوجدُ قلبي
يسكن معكِ
يمنع دمعكِ
ويحرسُك من أعين الناس
وينبض بأرق إحساس
مهما جافيت
هو أبدا لن يفعل ....