اعقلها قبل ان تنطقها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اليوم كلامي معكم عن ( الكلمة ) وقيمتها وانواعها وما قيل عنها

فالانسان كله كلمة ، حياته كلمة ، وموته كلمة ، ودينه كلمة ، وزواجه كلمة ، وطلاقه كلمة ،

ومبدأه كلمة ، وسيرته بين الناس كلمة ، وتقديره الناس كلمة


فنحن جميعا نتكلم كثيرا ولا نصمت إلا قليلا

فهل عرفنا قيمة الكلمة ..؟؟


ما أجمل أن يحافظ احدنا على قلب اخية من كلمة جارحة أو فعل مشين بقصد أو بدون قصد

وما أجمل أن نتحرى ونتروى في كلماتنا قبل أن نطلقها كقذائف تكاد تطيح باخواننا


بعض الكلمات لها سحرها وجمالها ورقتها ، فهي ترفع الهمم وتؤلف القلوب

فالكلمه الطيبه تسر السامع وتؤلف القلب وتحدث أثرا طيباً في نفوس الآخرين

وتثمر عملا صالحا وتفتح أبواب الخير وتغلق أبواب الشر

فالكلمة الرقيقة لا تؤذي المشاعر ولا تخدش النفوس والحياء

وهي كلمة جميله في اللفظ والمعنى يشتاق إليها السامع ويطرب لها القلب

فيا الله من سحر الكلمات وما تصنعه بالقلوب


وبعضها تخلف جرحا غائرا يود الإنسان لو انه لم يولد قبل سماعها

فالكلمة الخبيثة هي كلمة الباطل كشجرة خبيثة قد يخيل لبعض الناس أحيانا أنها أضخم من الشجرة الطيبة

ولكن الباطل هو الباطل وجذور شجرة الخبث ليست عميقة وما هي إلا فترة ثم تجتث من فوق الأرض

ومن الكلام الخبيث أن تشغل لسانك في مجالس اللغو بالخنا و فاحش القول

أو أن تصف غيرك بما ليس فيه وتسبه وتلعنه او أن تحاول افساد علاقة جميلة بين اثنين

فالكلمة الجارحة لن تمحوها كل كلمات الاعتذار وإن غلفت بحلاوة المعنى

فتبقى في داخل القلب جرح لا يندمل لذلك بجب أن نفكر قبل أن نتحدث مع الآخرين

وأن ننتقي كلماتنا عندما نعاتبهم او نتكلم معهم أو نتكلم عنهم

فكم من قلب كسرته كلمة وكم من كلمة أدخلت سرورا على قلوب منكسرة


وعن الكلمة يقول رب العزة في كتابه العزيز

( ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعا في السماء

تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون

ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار )

ويقول ايضا

( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )


وقال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم

( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت )

وايضا ( إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق )


وقال علي ابن ابي طالب ( إذا تم العقل نقص الكلام ) وقال ايضا ( بكثرة الصمت تكون الهيبة )

وقال عمرو بن العاص ( الكلام كالدواء إن اقللت منه نفع وإن اكثرت منه قتل )

وقال لقمان لولده ( يا بني اذا افتخر الناس بحسن كلامهم فافتخر انت بحسن صمتك )

وقال وهب ابن الورد ( بلغنا ان الحكمة عشر اجزاء تسع منها بالصمت والعاشر في عزلة الناس )

وقيل ايضا ( الكلمة أسيرة في وثاق الرجال فإذا تكلم بها صار هو في وثاقها )

ويقول اللسان للجوارح كل صباح ومساء كيف أنتن؟ يقلن بخير اذا تركتنا

وقيل ايضا اللسان ليس عظما لكنه يكسر العظام


واسئلتي اليوم هي

هل نحس بقيمة الكلمة قبل ان نطلقها ..؟؟

ومن اين لنا هذه الجرأة على التحدث بغير ما يرضي الله ..؟؟


أخيرا

اللهم اجعلنا من الذين يحفظون لسانهم ويوزنون كلامهم