مُنتدى طلاب أسنان المنصورة
مرحبا بك فى منتدى طلاب اسنان المنصورة---senanko--- نتمنى ان تستمتع معنا بوقتك و تستفيد و تفيد و اهلا بك عضوا دائما بيننا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مُنتدى طلاب أسنان المنصورة
مرحبا بك فى منتدى طلاب اسنان المنصورة---senanko--- نتمنى ان تستمتع معنا بوقتك و تستفيد و تفيد و اهلا بك عضوا دائما بيننا
مُنتدى طلاب أسنان المنصورة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كان ده جزاؤه

اذهب الى الأسفل

نقاش كان ده جزاؤه

مُساهمة من طرف dega الخميس أكتوبر 01, 2009 1:26 am

سيارة أجرة تتوقف في شارع في لوس أنجلوس ويفتح سائقها الباب ليلقي بامرأة عجوز تلبس ثياب المستشفي الخفيفة علي الرصيف، ثم ينصحها بأن تعني بنفسها وينطلق بسيارته، ويهرع المارة؛ ليروا ما شأن هذه المرأة ليكتشفوا أنها لا تعي أي شيء تقريبًا وفي حالة ذهول تام. ويكتشفون أنها كانت مريضة في مستشفي قريب ثم نفد ما معها من مال فتخلص منها المستشفي بهذه الطريقة التي - علي حد وصف أحد الشهود - تحدث بشكل متكرر..

هذه الواقعة حدثت بالضبط في مصر منذ وقت قريب، وتدل علي أننا تلاميذ مخلصون للعولمة، لكنك تندهش فعلاً عندما تتذكر أنها وقعت في أمريكا، وتري تفاصيلها في مشهد مؤثر من فيلم «سيكو Sicko» الذي قدمه المخرج الأمريكي المشاغب مايكل مور عام 2007.

الفيلم درس لهؤلاء المنبهرين بالمجتمع الأمريكي والتجربة الأمريكية. الذين لا يكفون عن الكلام عن السوق الحرة والخصخصة، وأن المجتمعات نضجت بما يكفي كي تستغني عن «ماما» الحكومة.. يقولون: لقد شفينا من الأوهام، ولن نعود لعصر عبد الناصر الذي حقق للمصريين اشتراكية الفقر تارة واشتراكية الحقد تارة أخري. هذا الفيلم يلقن هؤلاء العباقرة درسًا قاسيًا.. إن المجتمع الأمريكي مجتمع يلتهم نفسه بالمعني الحرفي للكلمة، وبشهادة مخرج أمريكي يحب بلاده حقًا. لكن هذا لا يمنعه من أن يعلن في بداية الفيلم أن بلاده تقع في الموقع السابع والثلاثين في ترتيب الخدمات الصحية.. أي إنها تقع بعد كوستاريكا وقبل سلوفينيا!

في بداية الفيلم نري مشهدًا قاسيًا لرجل ليس لديه تأمين صحي.. هكذا يقوم بخياطة جرح بليغ في ساقه أمام الكاميرا مستعملاً إبرة الخياطة. هناك رجل آخر فقد إصبعين من يده .. خيَّره المستشفي بين أن يدفع 600 ألف دولار ويعيدوا له الإصبع الأصغر أو يدفع 12 ألفًا؛ كي يثبتوا له الإصبع الأوسط !.. فضَّل الرجل أن يثبت الإصبع الأوسط لأنه أرخص ولأنه إصبع الخاتم وهو رومانسي! يخبرنا الفيلم أن هناك خمسين مليون أمريكي بلا تأمين صحي، وأن 18 ألفًا سيموتون هذا العام بسبب عدم وجود أية رعاية صحية لهم. هناك عجوز علي أبواب الثمانين من عمره يعمل في جمع القمامة ولا يستطيع التوقف أو التقاعد، ببساطة؛ لأنه يتمتع بمظلة التأمين الصحي ما دام يعمل.

شركات التأمين الصحي العملاقة هناك أشبه بعصابات المافيا، وقد رشت كل أعضاء الكونجرس تقريبًا. وهذه الشركات لديها محققون مهمتهم أن يفتشوا تاريخك كأنك قاتل.. إذا احتجت لجراحة أو خدمة صحية ما، يبحثون عن خطأ ما في تاريخك المرضي.. خطأ يتيح لهم رفض الدفع.. هناك قائمة بملايين الأمراض التي لا يشملها التأمين الصحي.. هكذا يحصلون علي المليارات ولا ينفقون إلا ملاليم!

لقد بدأ هذا النظام المرعب في عهد نيكسون عام 1971، واستمر حتي جاء بيل كلينتون وزوجته النشيطة هيلاري التي صممت علي أن يصير حق العلاج مكفولاً للجميع.. يجب أن يكون العلاج مسئولية الدولة. وكأنها داست علي ذيل الشيطان ذاته هبَّ رجال شركات التأمين المنتفخون بالمال الحرام يصرخون: هذا يعيد تدخل الدولة في الصحة.. إنها تفتح الباب للطب الشيوعي!. الشيوعية! .. الويل!.. كل رجال الكونجرس يخطبون مطالبين بأن يبقي العلاج بعيدًا عن رقابة الدولة.. «فنحن نحب أمهاتنا مثل هؤلاء وأكثر». يقول مور ساخرًا: نعم .. لا شك في أنهم يحبون أمهاتهم، لكنهم لا يحبون أمهاتنا بالقدر ذاته!

هنا يريك المخرج مشهدًا فريدًا: أمريكان يعبرون الحدود إلي كندا لكي يظفروا بالرعاية الصحية !.. وتقول فتاة أمريكية شابة إنها أصيبت بسرطان عنق الرحم، لكن شركات التأمين الصحي الأمريكية رفضت علاجها؛ لأنها أصغر سنًا من أن تصاب بهذا السرطان!.. ويقول له أمريكي: هنا لا تساومك المستشفيات علي ثمن إعادة أصابعك المبتورة !. ثم نكتشف أن أمريكيين كثيرين يتزوجون كنديات؛ كي يتاح لهم الظفر بخدمات الرعاية الصحية الكندية.

يسافر مور إلي بريطانيا ليري نظام الرعاية الصحية هناك، ويسأل كل من يلقاه عن تكاليف العلاج، فيضحكون في سخرية، لأن كل شيء بالمجان هنا.. الحكومة تتحمل كل شيء، وهو نظام محكم بدأ عام 1948 . ويقول أحد المرضي: «نحن لسنا في أمريكا والحمد لله !". بل إن مور يكتشف وجود خزانة في مستشفي هامر سميث فيعتقد أنها المكان الذي يدفع فيه المرضي تكاليف العلاج.. يتضح له أن هذه الخزانة لا تتقاضي ولكن تدفع .. تدفع للمرضي تكاليف المواصلات لدي عودتهم لديارهم! ويخبره طبيب بريطاني إنه يتقاضي مكافأة إذا خفَّض عدد كبير من مرضاه ضغط دمهم أو مستوي الكولسترول لديهم! . لهذا يعيش البريطانيون ثلاثة أعوام أكثر من الأمريكان!
هل يعيش الطبيب البريطاني في زقاق ويركب المواصلات العامة؟.. بالعكس.. لديه شقة فاخرة مريحة وسيارة حديثة. يقول الطبيب لمور: «لو أردت أربع سيارات وقصرًا ومنتجعًا فلسوف تجد أن راتبك غير كاف.. لكن لو أردت حياة هادئة مريحة كهذه فراتبك يوفرها بالتأكيد»

هل هذه شيوعية؟... هل وجود خدمات مجانية تقدم للمواطنين بلا تمييز خيانة لمبادئ الرأسمالية؟ لماذا إذن لا تتقاضي الحكومة الأمريكية ثمن إطفاء الحرائق ولا ثمن المكتبات العامة ولا المدارس الابتدائية؟

يسافر مور إلي فرنسا؛ ليكتشف أن الأوضاع أفضل هناك ولدرجة تثير الغيظ.. يخبره مجموعة من الأمريكان أن الإجازات المرضية مفتوحة وإن إجازة الوضع ثلاثة أسابيع مدفوعة الأجر، والحكومة الفرنسية تتحمل إرسال فتاة تغسل للأم الثياب أو تساعدها في رعاية الوليد وربما تعد لها العشاء.

يعود مور المذهول إلي الولايات المتحدة وهو يتساءل: إذا كانت الولايات المتحدة تعامل فقراءها بهذا الشكل، فماذا تفعل مع أفضل مواطنيها؟.. ماذا عن رجال الإطفاء في نيويورك الذين كرمهم بوش وتشيني وسواهم دامعي الأعين متأثرين من أجل هؤلاء الأبطال الذين ضحوا بأنفسهم من أجل ضحايا 11 سبتمبر؟.. نكتشف أنهم في أسوأ حال.. معظمهم يعاني تليفًا في الرئة أو أمراضًا تنفسية مزمنة، ومنهم من طاردته الكوابيس والأمراض النفسية من جراء العمل في المنطقة «صفر». هؤلاء لم يهتم بهم أحد ولم يعالجهم أحد.

وفي مظاهرة تمثيلية درامية كالتي يحب مور وضعها في أفلامه يأخذ هؤلاء المرضي إلي كوبا حيث معسكر جوانتانامو الذي تزعم الحكومة الأمريكية أنها تعني بالمساجين فيه علي أعلي مستوي. يحاول إقناع سلطات السجن بعلاج هؤلاء فلا يرد عليه أحد. هكذا يأخذ هؤلاء المرضي إلي مستشفي مجاني في كوبا ويرينا كيف أنهم عولجوا كأفضل ما يمكن مجانًا. حتي علي مستوي الدواء، تدخل مريضة صدرية إحدي الصيدليات الكوبية لتسأل عن ثمن بخاخة استنشاق ضرورية لها. تكتشف أن ثمنها يعادل بنسين «قرشين» بينما هي تدفع لها 120 دولارًا في الولايات المتحدة! . لا تجد ما تفعله سوي البكاء غير مصدقة..

الخلاصة: لا يدخر مايكل مور جهدًا في إقناعك أن الولايات المتحدة هي الجحيم بعينه. إنها قد تكون الجنة للأثرياء ذوي النفوذ، لكنها قاسية جدًا علي الفقراء والمستضعفين وغير القادرين علي الكسب. لكنه ينهي الفيلم بعبارة عميقة: «سر قوة أمريكا هو قدرتها المستمرة علي تصحيح أخطائها». هذا صحيح..لكن مصر لا تملك هذه القدرة ومستمرة بعناد في اتجاهها مهما تبين أنه خطأ.. لهذا يجب أن نتذكر «سيكو» جيدًا جدًا كلما تقلص دور الدولة في العلاج، وكلما مشينا معصوبي الأعين وراء العولمة معتقدين أنها الحل.

dega
dega
عضو برونزي
عضو برونزي

انثى عدد المساهمات : 318
العمر : 31
مـــــــــــــزاجـى : كان ده جزاؤه Pi-ca-11
النـادى المفضـل : كان ده جزاؤه Untitl12
هـــــــــوايتــــى : كان ده جزاؤه Huntin10
تاريخ التسجيل : 23/09/2009
دعـــــــــــــــــاء : كان ده جزاؤه 15781610

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى